أفادت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة جميلة المصلي، أنه بفضل العمل الجماعي، وانخراط جميع الفاعلين، تمكنا خلال الفترة من نهاية يوليوز إلى 15 دجنبر 2020 من حماية 45 طفلا من التسول، ليصل العدد الإجمالي منذ بداية الخطة إلى حماية 142 طفلا، تتوزع بين 79 من الإناث و63 من الذكور.
وفي هذا الصدد، أكدت المصلي، خلال اجتماع اللجنة المركزية لقيادة خطة عمل الأطفال من الاستغلال في التسول، يوم الاثنين فاتح فبراير الجاري، أن الوزارة ورئاسة النيابة العامة عملتا على مواكبة فريق العمل الميداني عن قرب، حيث حرصتا على تنظيم اجتماعات تنسيقية منتظمة للوقوف على تقدم الانجاز ومعالجة الصعوبات الميدانية، وذلك بغية توفير الظروف الملائمة لنجاح المرحلة التجريبية واستخلاص الدروس التي من شأنها إغناء التدابير التي جاءت بها خطة العمل.
ومن بين أهم الخلاصات التي تم الوقوف عليها خلال هذه الفترة، تضيف الوزيرة، وجود إرادة قوية لدى مختلف مكونات فريق العمل وانخراط كافة الفاعلين وإجماعهم على أولوية حماية الأطفال من الاستغلال في التسول.
وأبرزت الوزيرة، أنه تم الوقوف أيضا على أهمية الإيواء الاستعجالي المؤقت باعتباره من الحلقات الضرورية في مدار حماية استغلال الأطفال في التسول، وجدوى توسيع فريق العمل الميداني ليشمل الجمعيات الشريكة المسيرة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية.
ومن بين الخلاصات، تؤكد المصلي، الحاجة إلى قاعدة بيانات لتسهيل التواصل والتنسيق بين مكونات فريق العمل الميداني، والحاجة أيضا إلى دلائل عملية حول البرامج والمشاريع والمراكز الاجتماعية المتوفرة، وذلك بغية توجيه الأسر والأطفال وتسهيل ولوجهم إلى خدماتها، لمعالجة الحالات الاجتماعية المعقدة، وإلى قاعدة موحدة للمعلومات لتتبع الحالات وتجميع المعطيات وإعداد التقارير الدورية.
وعلى مستوى الإيواء الاستعجالي المؤقت، أفادت المصلي، أن الوزارة، عملت بتنسيق مع التعاون الوطني، على توفير قاعدة للمعطيات حول الأماكن الشاغرة في مجال الإيواء المستعجل بالرباط وسلا وتمارة، وجعلها في متناول رئاسة النيابة العامة، وهي القاعدة التي أبانت، تضيف المتحدثة ذاتها، عن توفر 303 مكان شاغر بـ 11 مؤسسة للرعاية الاجتماعية للأطفال إلى غاية 01 أكتوبر 2020، علما أن تحيين هذه القاعدة قد أبان عن توفر 157 مكان شاغر إلى غاية 14 يناير 2021.
وتابعت أن الوزارة حرصت على تنظيم اجتماع تنسيقي مع الجمعيات المسيرة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية بالرباط وسلا وتمارة، للوقوف على آراءهم واقتراحاتهم واحتياجاتهم، حيث قامت إثر ذلك بدعم ثلاثة مشاريع للجمعيات التي عبرت عن احتياجاتها في هذا الشأن بمبلغ مالي يقدر بحوالي 600 ألف درهم.
وشددت المصلي، في هذا الصدد، على أن الوزارة منفتحة على تلقي مشاريع الجمعيات، وذلك بغية توفير الإيواء الاستعجالي المؤقت وتجويد الخدمات المقدمة للأطفال والأسر.
وأشارت أنه في إطار التنسيق المتواصل مع رئاسة النيابة العامة حول موضوع الإيواء على المستوى الوطني، عملت الوزارة أيضا على توفير لائحة مُحَيَّنَة لوضعية 81 مؤسسة مرخصة، تتوفر على 2500 مكان شاغر من مجموع طاقة استيعابية تصل إلى 9730 مكان، وذلك إلى غاية 30 نونبر 2020.
وذكرت المصلي، أنه على مستوى توفير أدوات ودلائل عملية لفريق العمل الميداني لحماية الأطفال من الاستغلال في التسول، وفرق المساعدة الاجتماعية التي أحدثها التعاون الوطني بالرباط وسلا وتمارة، قامت الوزارة ومؤسسة التعاون الوطني بإعداد 12 دليلا عمليا.
وأردفت أن هذه الدلائل، توفر معطيات حول مختلف البرامج الاجتماعية والمشاريع والمؤسسات والمراكز، وذلك بهدف تقوية الانسجام والتنسيق بين مكونات فريق العمل الميداني وتجويد المعالجة الميدانية وملائمتها مع احتياجات الفئة المستهدفة.
كما قامت الوزارة والتعاون الوطني، بتنسيق مع رئاسة النيابة العامة وفريق العمل الميداني، على إعداد قاعدة للمعلومات موحدة لتجميع المعطيات، وكذا توفير استمارة لمساعدة فريق العمل الميداني على تجميع وتصنيف المعلومات المتعلقة بتقييم وضعية كل طفل ومسار التكفل.
ولفتت الوزيرة في السياق ذاته، إلى أن المرحلة التجريبية لخطة عمل حماية الأطفال من الاستغلال في التسول وفرت مجموعة من المعطيات الميدانية، على رأسها أن استغلال الأطفال في التسول يتم في غالبيته من طرف أمهات يعشن أوضاعا صعبة، وأن حوالي ثلثي الأطفال الضحايا يتراوح سنهم ما بين 0 و04 سنوات، منهم 27 في المائة أقل من سنة.
وعلى خلفية هذه المعطيات، أكدت الوزيرة، على أهمية توفير أجوبة عملية لمعالجة الأوضاع الاجتماعية للأمهات، وفي هذا السياق، وبالإضافة إلى برامج الدعم الاجتماعي في مجال التماسك الاجتماعي والتكافل العائلي، فإن الوزارة تتوجه نحو اعتبار خطة عمل حماية الأطفال من الاستغلال في التسول آلية لتحسين الاستهداف في المشاريع المتعلقة بالتمكين الاقتصادي للنساء في وضعية، وذلك في إطار البرنامج الوطني المندمج للتمكين الاقتصادي للنساء في أفق 2030 “مغرب التمكين” الذي أطلقته الوزارة، بالإضافة إلى برنامج “تكفل” الذي يتوفر على 37 وحدة للتكوين، حيث يوفر هذين البرنامجين إمكانيات مهمة لتقديم جواب عمومي وطني في هذا الشأن.
إلى ذلك، أفادت الوزيرة، أن الوزارة اعتمدت للتصدي لهذه الظاهرة، على فريق عمل ميداني يضم، إلى جانب ممثلي السلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة، وممثلي مختلف المصالح اللاممركزة المعنية بتوفير خدمات التكفل الطبي والنفسي والمساعدة الاجتماعية والتربية والتكوين.
كما اعتمدت على وضع ثلاث خلايا للمساعدة الاجتماعية بكل بمندوبيات التعاون الوطني بكل من الرباط وسلا وتمارة، تتكون من 19 عضوا منهم 14 عاملا اجتماعيا وأخصائي نفسي، بالإضافة إلى انخراط الجمعيات التي تسهر على تدبير مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأطفال، ودعم رئاسة النيابة العامة والشرطة القضائية..
-
بمناسبة اجتماع لجنة القيادة لخطة حماية الأطفال من الاستغلال في التسول.
كلمة السيد وكيل العام للملك : بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
السيدة وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة؛
حضرات السيدات والسادة؛
منذ حوالي أربعة عشر شهراً، في الرابع من دجنبر 2019، أُعْطِيت الانطلاقة لخطة العمل لحماية الأطفال من الاستغلال في التسول، بشراكة بين رئاسة النيابة العامة والوزارة المكلفة بالتضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، وبتنسيق وتعاون مع قطاعات أخرى رسمية ومَدَنية. وخلال هذه الفترة اشتغلت السلطات والقطاعات المعنية يداً في يد لمحاربة ظاهرة
استغلال الأطفال في التسول بمدن الرباط وسلا وتمارة الصخيرات. مما جسَّد بالفعل شبكة متلاحمة من التعاون بين السلطتين القضائية والحكومية ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال حماية الطفولة.
ومن جانبها عملت النيابة العامة على تفعيل دورها القانوني في هذا المجال بتعاون وثيق ومتميز مع مصالح الشرطة القضائية لضبط الأشخاص الذين يستغلون الأطفال في التسول في تلك المدن. وساهمت بفعالية في معالجة تلك الحالات بتعاون وتنسيق مع شركائها في هذه الخطة. مستعملة في نفس الوقت صرامة الدعوى العمومية في مواجهة الجناة الذين يتاجرون بالأطفال ويستغلونهم استغلالاً مقيتاً في التسول، ومتابعتهم وتقديم الملتمسات المناسبة للمحاكم لمعاقبتهم عن أفعالهم. ودون التخلي عن الدور التربوي الحمائي للأطفال الضحايا، والعمل لفائدة مصلحتهم الفضلى باتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك، وتقديم الطلبات الملائمة لوضعياتهم إلى قضاة الأحداث والهيئات القضائية المختصة، للحكم بالتدابير المناسبة لتلك الوضعيات. سواء تعلق الأمر بإرجاع الأطفال إلى وسطهم الأسري الطبيعي أو إيداعهم في مؤسسات الطفولة أو الحماية الاجتماعية التي وضعتها مصالح التعاون الوطني أو منظمات المجتمع المدني رهن الإشارة. وقد سَخَّرت النيابات العامة بتعاون مع المحاكم المختصة بالمنطقة لهذه الغاية، قضاة متخصصين، ومساعدات ومساعدين اجتماعيين مُؤْمِنين بدورهم الإنساني العظيم في حماية الطفولة. كما خصصت مصالح الأمن والدرك الملكي نُخبة من خيرة ضباط الشرطة القضائية لمعالجة هذه الظاهرة السيئة.
والجدير بالذكر أن التعاون بين مختلف السلطات والقطاعات المساهمة في الخطة، قد مكن من معالجة 142 قضية تهم استغلال الأطفال في التسول بمدن الرباط سلا تمارة. وعلى مستوى المعالجة القضائية فقد تم استصدار مقررات تناسب كل حالة، سواء تعلق الأمر بإرجاع الطفل إلى وسطه الأسري،
أو إيداعه في مؤسسة للرعاية الاجتماعية إن تعذر الإرجاع للوسط الطبيعي. كما تم التحقق من هويات بعض الأطفال وتسجيلهم بسجلات الحالة المدنية للمساعدة على ولوجهم إلى المدارس. وذلك فضلاً عن التنسيق مع خلايا المساعدة الاجتماعية التابعة لمندوبية التعاون الوطني من أجل دعم بعض الأسر المحتاجة التي دفعتها الحاجة إلى استعمال أطفالها في التسول. كما تم تحريك الدعوى العمومية في حق مستغلي الأطفال في التسول، وقد صدرت بالفعل أحكام في العديد من القضايا.
السيدة الوزيرة؛
حضرات السيدات والسادة؛
إن اجتماعنا اليوم، بعد مرور 14 شهراً من العمل المشترك، الذي ساهمت فيه بفعالية وجِدٍّ، كل السلطات والمؤسسات الممثلة في اللجنة الحاضرة معنا اليوم، سيكون مناسبة لتقييم هذه التجربة الجادة والمتميزة، من أجل استغلال عناصرها الإيجابية والتصدي لإكراهاتها ومعيقات تنفيذ بعض محاورها خلال الفترة القادمة. كما أنه سيكون مناسبة لاتخاذ القرار المناسب بشأن تعميم تلك التجربة على كامل التراب الوطني، أو على أجزاء أخرى منه، وذلك رعياً للإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة لتنفيذها. ونأمل أن تتوصل اللجنة إلى القرار المناسب، الذي من شأنه أن يوفر المصلحة الفضلى للطفولة ويخلي شوارع من مدننا من ظاهرة التسول بالأطفال.
وإذ أشكر كافة شركائنا في هذه اللجنة، ومختلف الفعاليات الرسمية والمدنية والأشخاص والأسر الذين انخرطوا فيها، وكذلك من سينخرطون في مراحلها المقبلة، فإنني أوجه الشكر بشكل خاص لقضاة النيابة العامة وقضاة الأحداث والمساعدين والمساعدات الاجتماعيات بكتابات الضبط والنيابة العامة بالمحاكم الابتدائية بالرباط وسلا وتمارة، وبمحكمة الاستئناف بالرباط. وكذا لضباط وأعوان الشرطة القضائية بهذه الدوائر، من أجل انخراطهم الإيجابي في هذه التجربة الرائدة، داعياً إياهم، وكذا كافة زملائهم في المدن التي ستطبق فيها هذه الإجراءات في المستقبل، إلى الإقبال عليها بنفس إنساني يراعي هشاشة الطفولة واحتياجها إلى الحماية .. فأطفالنا، كما يقول المثل العربي، “أكبادنا تمشي في الأرض، إذا جاعوا جعنا، وإذا عطشوا عطشنا، وإذا مرضوا سقمنا”. فأدعو كل المواطنين، والقضاة وكافة شركائنا في هذه الخطة، إلى منع الجوع والعطش عن الأطفال، ومداواة سقمهم الاجتماعي، وجعلهم قادرين على الاضطلاع بدورهم كمواطنين صالحين في مستقبل قريب تنتقل إليهم فيه مهمة مواصلة بناء مجد هذا الوطن.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.