الجمعة , مارس 29 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الأسرة و المجتمع / السيد وزير الشغل والإدماج المهني بمناسبة انعقاد مناظرة عبر تقنية التواصل عن بعد حول  “الحالة الوبائية المقلقة لجائحة كوفيذ-19 : التصدي والمواجهة” 

السيد وزير الشغل والإدماج المهني بمناسبة انعقاد مناظرة عبر تقنية التواصل عن بعد حول  “الحالة الوبائية المقلقة لجائحة كوفيذ-19 : التصدي والمواجهة” 

الثلاثاء 11 غشت 2020 
بسم الله الرحمان الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وسيد الخلق أجمعين
السيد وزير الصحة؛
السيد والي جهة الدار البيضاء سطات؛
السيدات والسادة الرؤساء والمدراء؛
حضرات السيدات والسادة،
إن المشاركة في الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة العلمية ليشكل منبع اعتزاز وافتخار في حضور هذه النخبة من المسؤولين والأخصائيين والمهتمين، وذلك بالنظر لأهمية الموضوع المتعلق ب: “الحالة الوبائية المقلقة لجائحة كوفيذ-19: التصدي والمواجهة”، مما يدعوني إلى تقديم الشكر لجميع المنظمين والمشرفين دون استثناء، على التفاعل الإيجابي والانخراط اللا مشروط من أجل الحيلولة دون تفشي هذا الوباء الذي شكل ولا زال يشكل تحديا ليس للمنظومات الصحية العالمية فقط، ولكن أيضا للتطور الاقتصادي والاجتماعي الدولي.
إن تدارس موضوع الحالة الوبائية لجائحة كوفيد-19 ليشكل تحديا كبيرا وأهمية بالغة ليس بالنظر فقط لراهنيته ولكن بالنظر لانعكاساته الوخيمة التي أرخى بظلالها على مختلف مكونات المجتمع الدولي، بحيث لم تسلم منه كل دولة مهما كان مستوى تطورها الاقتصادي أو التكنولوجي أو العلمي، مما جعله يشغل رأي كل دول المعمور بمختلف مكوناتها.
ولا تفوتني المناسبة في هذا الصدد  دون استحضار مقتطف من خطاب صاحب الجلالة أيده الله ونصره بمناسبة الذكرى 21 لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين، والذي جاء فيه: “ ومن هنا، فالعناية التي أعطيها لصحة المواطن المغربي، وسلامة عائلته، هي نفسها التي أخص بها أبنائي وأسرتي الصغيرة؛ لاسيما في هذا السياق الصعب، الذي يمر به المغرب والعالم، بسبب انتشار وباء كوفيد 19.
وإذا كان من الطبيعي أن يشعر الإنسان، في هذه الحالات، بنوع من القلق أو الخوف؛ فإن ما أعطانا الثقة والأمل، هي التدابير والقرارات الحاسمة التي اتخذناها، منذ ظهور الحالات الأولى، لهذا الوباء بالمغرب.
وهي قرارات صعبة وقاسية أحيانا، لم نتخذها عن طيب خاطر ؛ وإنما دفعتنا لها ضرورة حماية المواطنين، ومصلحة الوطن.“ انتهى المقتطف من خطاب صاحب الجلالة.
حضرات السيدات والسادة،
منذ ظهور الحالات الاولى لكوفيد 19، سارعت وزارة الشغل والادماج المهني الى اتخاذ عدة تدابير لمواكبة المقاولات والأجراء. وقد عرفت هذه التدابير تطورات متتالية، لا من حيث المضمون أو المقاربة ولا من حيث آليات وقنوات التفعيل. كما مكنت الأجرأة على أرض الواقع من الوقوف عند الصعوبات والإشكاليات التي تحتاج الى اجتهاد متواصل.
وستنصب مداخلتي على ابراز عمل الوزارة فيما يخص الوقاية من فيروس كوفيد- 19، وكذا الاكراهات والاشكاليات، قبل أن أختم ببعض المقترحات التي يمكن ان تطعم برنامج العمل المتعلق بمواكبة المقاولات والأجراء لتحصين الوقاية من جائحة كوفيد-19.
زمنيا، يمكن تحديد ثلاثة مراحل بالنسبة لتدخل الوزارة تطابق إلى حد ما مراحل كوفيد- 19 أو أي ازمة، ألا وهي مرحلة الصدمة والهلع – مرحلة الوعي – مرحلة الابتكار والعمل. ويمكن التحدث عن مرحلة رابعة فيما يخص كوفيد-19، ألا وهي مرحلة الإحساس بطول الازمة والملل (Durabilité/Routine).
مواكبة وزارة الشغل والإدماج المهني للمقاولات والأجراء بهدف الوقاية من فيروس كوفيد-19
فيما يخص مقاربة المواكبة
في البدايات الأولى لظهور هذا الفيروس، بادرت الوزارة من خلال أعوان تفتيش الشغل الى تنظيم زيارات ميدانية للوحدات الإنتاجية لتحسيس وتوعية المشغلين والاجراء بضرورة اتخاذ التدابير الاحترازية لمواجهة هذا الوباء، من قبيل تشجيع العمل عن بعد للتخفيف من حدة الاكتظاظ بمقر العمل والسهر على احترام المسافة بين الأجراء الموصى بها ووضع كافة وسائل النظافة رهن إشارة الأجراء. وقد بلغ عدد المؤسسات التي تمت مواكبتها بالنصح والإرشاد والتحسيس خلال الفترة الممتدة من 13 مارس إلى 14 أبريل 2020، 6.761 مؤسسة.
وبعد إقرار حالة الطوارئ الصحية، تم إحداث لجنة مركزية لليقظة على مستوى الوزارة وكذا لجان جهوية وإقليمية لمتابعة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية مع اعداد تقرير يومي يتضمن الإجراءات المتخذة من قبل المشغلين لمواجهة هذا الوباء.
وفي مرحلة ثانية، وتحسبا لظهور حالات إصابة داخل الوحدات الإنتاجية التي استمرت في نشاطها، وضعت كل من وزارة الشغل والادماج المهني ووزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي والأخضر، مسطرة مشتركة لتتبع والتحقق من مدى احترام هذه المقاولات للتدابير الاحترازية التي أقرتها السلطات العمومية لمواجهة فيروس كورونا .
وتبعا لذلك تم تنظيم زيارات مشتركة بين مصالح الوزارتين على مستوى المصالح اللاممركزة وفق جدولة زمنية متفق عليها بين الطرفين، كما تم ارفاق هذه المسطرة بملحق يتضمن التدابير الاحترازية الواجب التحقق من احترامها من لدن المقاولات والتي تنصب على ما يلي: نظافة أماكن العمل؛ توفر مواد النظافة والتعقيم؛ التحسيس بالتدابير الوقائية ضد كوفيد 19 وظروف العمل: (احترام المسافة الموصى بها بين الأجراء- قياس درجة حرارة جميع الأجراء بالمؤسسة عند ولوج مقرات العمل– السماح للأجير بالبقاء في المنزل في حالة وجود أعراض مشكوك فيها – التهوية الجيدة لأماكن العمل- تقديم تسهيلات للنساء الحوامل والعمال المصابين بأمراض مزمنة أو عجز مراعاة لحالتهم الصحية، بعد استشارة طبيب الشغل- إعداد تقرير من طرف طبيب الشغل بالمقاولة حول التدابير الوقائية المتخذة للتصدي لفيروس كورونا و إرساله إلى الطبيب مفتش الشغل).
وفي مرحلة ثالثة، تم تركيز عمل جهاز تفتيش الشغل داخل اللجان الإقليمية المحدثة للوقوف على مدى احترام المقاولات التي لازالت تواصل عملها أو تلك التي استأنفت نشاطها للإجراءات الاحترازية والوقائية المتخذة للتصدي لهذا الوباء.  وقد اعتمدت هذه اللجان في عملها على أهم التدابير المتضمنة في المسطرة المعدة بين الوزارة ووزارة الصناعة والتجارة المذكورة أعلاه. وقد بلغ عدد المؤسسات التي نظمت لها زيارات ميدانية من طرف اللجان المشتركة بين مصالح هذه الوزارة ووزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي والأخضر، واللجان الاقليمية المحدثة بموجب برقية السيد وزير الداخلية، برسم الفترة الممتدة من 15 أبريل إلى متم يوليوز 2020، ما يناهز 35.000 مؤسسة  
أما على المستوى الاجرائي
فتجدر الإشارة إلى ما يلي:
لمساعدة الأجراء والمشغلين على الإحاطة بحقوقهم والتزاماتهم خلال هذه المرحلة، أعدت الوزارة دليلا يتضمن إجابات عن الاسئلة المحتملة لتدبير ظروف العمل في ظل الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي فيروس كورونا المستجد تم وضعه على الموقع الالكتروني للوزارة. كما تم اعداد ملصق يتضمن تدابير الحماية داخل المقاولة تم نشره بالموقع الالكتروني للوزارة بعدة لغات (الفرنسية العربية والانجليزية) والذي تم تحويله الى 3 فيديوهات تداع على القنوات الوطنية.
ولمساعدة بعض المهن والفئات المهنية التي تقتضي طبيعة عملها الاستمرار في العمل، أعدت الوزارة  العديد من البطائق المتعلقة بالإجراءات الخاصة التي يتوجب اتخاذها للوقاية من عدوى فيروس كورونا، وتتعلق هذه البطائق ب : أمين الصندوق (الصراف )، مهنة سائق مركبة نقل العمال، عامل محطة التلفيف العاملين في الصناعات الغذائية، المستشار عن بعد لمراكز النداء، العامل في المجازر والمسالخ و عامل أوراش البناء.
وفي إطار مواصلة توفير المبادئ التوجيهية من أجل مصاحبة المقاولات التي استمرت في نشاطها الاقتصادي او تلك التي تعتزم استئناف نشاطها بعد رفع الحجر الصحي، و تكميلا للدلائل الأخرى التي تم إعدادها من طرف مختلف القطاعات والسلطات المختصة، قامت الوزارة بإعداد بروتوكول تدبير خطر العدوى بوباء كوفيد- 19 في أماكن العمل باللغتين العربية والفرنسية، يهدف إلى وضع التدابير الاحترازية الصادرة عن السلطات المختصة بغرض مكافحة انتشار هذا الفيروس في أماكن العمل وحماية صحة الأجراء وضمان استمرارية الأنشطة الاقتصادية.
أما فيما يتعلق بالآليات وقنوات التفعيل:
تم إحداث منصة رقمية ألو 2233 للرد على تساؤلات واستشارات المشغلين والأجراء في مختلف المواضيع المتعلقة بالشغل من طرف الأعوان المكلفين بتفتيش الشغل؛ وإعداد ملصق يتضمن تدابير الحماية داخل المقاولة تم نشره بالموقع الالكتروني للوزارة بعدة لغات (الفرنسية العربية والانجليزية) والذي تم تحويله الى 3 فيديوهات تداع على القنوات الوطنية. بالإضافة إلى تنظيم حملة تواصلية بمعية المعهد الوطني لظروف الظروف الحياة المهنية.
حضرات السيدات والسادة،
من خلال الزيارات المنظمة للمقاولات وكذا عمليات النصح والإرشاد عن بعد، بالإضافة إلى خدمات المنصة الرقمية ألو 2233، يمكن الوقوف عند الصعوبات والإشكاليات التالية:
– محدودية الآليات والتجهيزات المستعملة للتأكد من عدم إصابة الجراء بالفيروس عند الدخول؛
– صعوبة الجزم عند تنظيم الزيارات أن هناك صفر خطر من العدوى بدليل أن كل المقاولات التي شكلت بؤرا تمت زيارتها من قبل ولعدة مرات في بعض الأحيان؛
– عدم وعي بعض المشغلين، وكذا الأجراء بخطورة الوضعية مع إمكانية تواطئهم فيما يخص التدابير الاحترازية؛
– الدخول، دون اكتشافه، وفي كل وقت للفيروس لأي مقاولة؛
– محدودية عدد مفتشي الشغل ولجن المراقبة.
وفي هذا الإطار، يجب العمل على:
– جعل المقاولة هي المسؤولة الأولى من خلال برنامج عمل وقائي مع ضرورة إشراك الأجراء وخصوصا ممثليهم في بلورته وتفعيله؛
– تعزيز دور لجن الصحة والسلامة داخل المقاولات؛
– تقوية دور طبيب الشغل فيما يخص التدابير الاحترازية؛
– تجنيد وتكوين كل الفاعلين والمعنيين من ممثلي الأجراء والشخاص المرجعيين داخل المقاولات ولجن الصحة والسلامة؛
– المراجعة المستمرة لمعايير استهداف المقاولات التي يجب زيارتها؛
– تطوير البرامج التحسيسية عبر مختلف القنوات مع إيجاد الطرق والرسائل المقنعة.
وبما أننا في المرحلة الرابعة من الأزمة والتي تتسم بالشعور بطول الأزمة والملل، إن لم نقل اليأس، لا بد من إيجاد البيداغوجية الملائمة لجعل المواطنين يعيشون مع كوفيد-19 مع اقتراح التدابير الاحترازية لكن دون الاحساس بثقلها وضغطها.
حضرات السيدات والسادة،
إن تدبير أي مخاطر تهم الصحة والسلامة في العمل لا بد أن يكون في إطار سياسة وطنية واضحة متقاسمة من طرف الجميع. وفي هذا الإطار،  تم إعداد وعرض مشروعي السياسة والبرنامج الوطنيين في الصحة والسلامة المهنية، على أنظار المجلس الحكومي المنعقد يوم الخميس 04 يونيو 2020 من طرف السيد وزير الشغل والإدماج المهني. 
ومن أجل تنزيل الإجراءات المتضمنة في البرنامج الوطني للصحة والسلامة لمهنية 2020-2024. باشرت الوزارة عقد سلسلة من الاجتماعات التشاورية خلال الفترة الممتدة من فاتح إلى نهاية شهر يوليوز 2020، مع جميع القطاعات الحكومية والفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين المعنيين، وذلك بهدف تحديد مراحل وكيفية تنفيذ الإجراءات التي سيشرف عليها كل قطاع وكل هيئة.
حضرات السيدات والسادة،
في ظل الوضعية الحالية التي تعيشها بلادنا جراء جائحة كوفيد-19، فإن السعي لتوفير بيئة عمل صحية وآمنة بات ضرورة حتمية واستعجالية، تتطلب من جميع المعنيين السعي نحو رفع مستويات الوعي بأهمية الوقاية من الأخطار المهنية، وتعزيز إمكانيات تطوير النظم والتشريعات، للارتقاء بواقع السلامة والصحة في أماكن العمل بما يتماشى مع التطور الاقتصادي للبلاد. 
إن الحكومة وأرباب العمل والعمال مطالبون، كل من موقع مسؤوليته، بتكثيف الجهود من أجل جعل الوقاية من المخاطر المهنية في صلب اهتماماتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار كل المتغيرات والتطورات التي يعرفها عالم الشغل. فالتنمية الاقتصادية يجب أن تتم في إطار احترام تام لصحة العمال وكرامتهم وفي ظروف عمل مناسبة ولائقة.
وفي الختام، أتقدم من جديد بخالص الشكر لكافة المشاركين في أشغال هذه المناظرة متمنيا لهم كامل التوفيق والسداد. 
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

الجامعة المغربية لحقوق المستهلك تتابع بقلق احتقان قطاع التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *