السبت , يوليو 27 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / سياسة / تقرير حول أشغال الندوة الوطنية الفكرية بعنوان :”الاوضاع العامة الراهنة ، وآفاق المستقبل “

تقرير حول أشغال الندوة الوطنية الفكرية بعنوان :”الاوضاع العامة الراهنة ، وآفاق المستقبل “

حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي

 

تقرير حول أشغال الندوة الوطنية الفكرية بعنوان :

“الاوضاع العامة الراهنة ، وآفاق المستقبل “

 

في إطار البرنامج التكويني والسياسي والتنظيمي الذي وضعته اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في اجتماعها الأخير يوم 22 يوليوز 2023 بالرباط ، وتنفيذا لقرارها بعقد ندوة وطنية فكرية حول التحولات العامة وآفاق المستقبل ..

انعقدت الندوة يوم 26 غشت 2023 بقصبة تادلة ، وقام بتسييرها الرفيق عبد الغني حيدان عضو اللجنة المركزية للحزب ،  وافتتح أشغالها بدقيقة صمت ترحما على ارواح شهداء الشعب المغربي ، وتلاها نشيد حزب الطليعة : “طليعة الوفاء”  ..

 

ثم اعطيت الكلمة للرفيق مصطفى فجلي ممثل فرع قصبة تادلة ، الذي استضاف  الندوة الوطنية .

وقد تقدم الرفيق بكلمة تضمنت ما يلي :

* التأكيد على الاستمرار على درب النضال والكفاح من اجل المشروع المجتمعي الذي اعتنقه الحزب  ضمن صيرورة تاريخية نضالية وكفاحية ، واستمرار الصراع والمعاناة منذ حركة التحرير الشعبية الى الحركة الاتحادية الأصيلة وصولا الى الحزب الطليعي بعد  8 ماي 1983 ، ومشروعه المجتمعي ، الذي اعتنق الفكر العمالي الاشتراكي الأصيل ..

* الوقوف على المؤامرة التي تعرض اليها الحزب مؤخرا ، وعلى المشروع الانقلابي عليه الذي كان يسعى الى وأده واقباره ، والذي رفضه المناضلات والمناضلين الاحرار  في الاجهزة الحزبية والقواعد الحزبية ، وضمنها فرع قصبة تادلة ..

* تثمين انعقاد الندوة الوطنية في قصبة تادلة ، وتشريف الفرع بهذه المحطة ، التي تجسد ربط الماضي بالحاضر ..

والتذكير باللقاء المفتوح سنة 1986 ، للمناضلات والمناضلين الذي انعقد في منزل الرفيق عبد الرحمان بنعمرو بعد خروج المناضلين معتقلي 8 ماي  من السجن ..

* التذكير بأسماء المناضلين الامعة آنذاك ، التي لعبت دورا رياديا في اعادة بناء الحزب ، ومشروعه المجتمعي التاريخي والوفاء للطبقة العاملة ..

* التأكيد على ان الماضي يعيد نفسه بالكلمة الصادقة ، وبالتأكيد على الاستمرار على درب الشهداء ، وبالوفاء للشهداء وللمشروع المجتمعي ، وللطبقة العاملة ، حتى يكون الحزب في مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه ..

 

ثم القت الرفيقة حكيمة الشاوي الكاتبة العامة بالنيابة لحزب الطليعة ، كلمة توجيهية سياسية وتنظيمية ، وجهت من خلالها :

* تحية التقدير والاعتزاز للرفيقات والرفاق بقصبة تادلة قلعة النضال والصمود على المجهود النضالي المتميز لاحتضان الندوة الوطنية ، وتحية الفخر والاعتزاز  للمناضلات والمناضلين الماسكين على الجمر والمتمسكين بالمبادئ والاهداف الحزبية والمستمرين على نهجها بعدما تم حسم الصراع مع القيادة الاندماجية والتيار الانتهازي التحريفي الذي التحق بحزب جديد متعدد ومنفتح ايديولوجيا وسياسيا وتنظيميا ، فأصبح حزبنا يملك الشرعية السياسية والتنظيمية والجماهيرية والتاريخية للاستمرار والنضال على نفس المبادئ والاهداف التي  ضحى من أجلها شهداء الحزب ومناضلوه الاوفياء ..

* أوضحت الرفيقة أهمية انعقاد الندوة الوطنية الفكرية بقصبة تادلة قلعة النضال والصمود أمام المؤامرات التي حيكت تاريخيا ضد حزبنا ، وارتباط اقليم بني ملال باسم المناضل الفذ محمد بوكرين الذي له دلالة رمزية في تاريخ حزبنا ،

* اختيار انعقاد الندوة في هذا الوقت بالضبط من شهر غشت الذي هو شهر ميلاد المناضل الفذ والقائد الرمز الفقيد احمد بنجلون الذي قدم الكثير من التضحيات الجسام بجانب مناضلين آخرين ، بعد مؤامرة 8  ماي 1983 التي تعرض اليها حزبب الطليعة ، وخرج منها منتصرا ومتمسكا بمبادئه وأهدافه  التاريخية ..

* اختتمت كلمتها بالتأكيد مرة أخرى على النضال من أجل استمرار حزب الطليعة ، ومواجهة اية محاولة لاغتياله ، وعلى بنائه لبنة لبنة ، رغم كل التحديات ، حتى ينهض من رماده كطائر الفينيق كما كان يردد دائما الفقيد والقائد احمد بنجلون ..

* ذكرت بالبرنامج النضالي المتنوع في جانبه السياسي والفكري والتنظيمي والجماهيري  الذي صادقت عليه اللجنة المركزية في اجتماعها الأخير ، والذي بدا الشروع في تنفيذه ، بانعقاد الندوة الوطنية الفكرية ..

 

وبعدها شرع الرفيق عبد السلام الشاوش عضو اللجنة المركزية للحزب في تقديم العرض حول الاوضاع العامة الراهنة ، وآفاق المستقبل .

* في البداية اوضح الهدف من الندوة ؛ وهو التعبير عن استمرارية النضال في اطار حركة التحرير الشعبية والحركة الاتحادية الاصيلة ، لأن الندوة  صورة آنية لمدرسة تكوين الأطر التي أسسها القائد والزعيم الرئيس المهدي بنبركة المختطف ، ووضع لبناتها الشهيد عمر بنجلون ..

وهي ندوة تواصلية تحفيزية نضالية ، نعلن من خلالها على مواقفنا ومبادئنا ، وايصالها مباشرة الى الشعب الكادح بجميع مكوناته ..

* بعد التقديم ، اثار الرفيق أهم الاسئلة المطروحة على قوى اليسار اليوم :

* لماذا تراجع الصراع الطبقي وآلياته .. ؟

_ لماذا هيمنة الرأسمال المالي العالمي .. ؟

_ لماذا كرست الكمبرادورية التبعية التجارية بالمغرب هيمنتها المطلقة .  ؟

_  لماذا كلما يحين الوقت للتغيير وتثبيت النظرية والاداة التنظيمية والنضالية ، تظهر عناصر انتهازية لمحاولة اتلاف الاوراق وضياع المسارات ، خدمة للعدو الطبقي .. ؟

 

*وفي علاقة بالأسئلة المطروحة تناول بالتحليل المحاور التالية :

 

اولا :  تشبث حزبنا بالجانب النظري كما عرضت مراجعه من طرف مناضلين تاريخيين امثال المهدي بنبركة ، وعمر  بنجلون ،

وبالمبادئ المنهجية الاساسية في التحليل الاشتراكي العلمي ،

 

ثانيا : اعتبار النظرية موجها استراتيجيا لكل ماهو سياسي اقتصادي اجتماعي وثقافي .. وموحدا ومؤطرا للممارسة العامة والشاملة بشكل جدلي بين النظرية والممارسة ..

 

ثالثا : أن قوى اليسار الحقيقية هي التي تتبنى المرجع النظري الاشتراكية العلمية ، وتدعو الى التحرر الاقتصاد الوطني من التبعية ، ونهب خيرات الوطن ..

وهؤلاء اليساريون الاشتراكون يعملون على تحرير الثقافة والفكر  السائدين في المجتمع المغربي  من ثقافة الميوعة والرجعية والامبريالية التي تخرب المجتمع المغربي ، الى ثقافة التحرر  والتقدم ..

 

رابعا : التساؤل حول الواقع العالمي الآن ، وكيف نراه ..

وازمات النظام الرأسمالي ، ومحاولة معالجتها بالحروب ، والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للبلدان والشعوب وتأثير  ذلك عليها ..

 

خامسا : لم يتم  الغاء الاستغلال الطبقي ، وثقافة الاستيلاب ، بل تضاعفا أكثر ، ولهذا اصبحنا نرى اليوم  الانتفاضات في افريقيا وغيرها من أجل التحرر من التبعية والاستغلال ..

 

سادسا : في مرحلة المد اليساري  كانت تسود ثقافة التحرر والعدالة الاجتماعية والاقتصادية  والاشتراكية العلمية، ثقافة لفائدة الانسان المنتج ضد الرأسمال ،

واليوم تنقلب المفاهيم ، وترتفع شعارات بخلفياتها الليبرالية عن الحرية والعدالة الاجتماعية ؛ وحرية الرساميل ، والدولة الاجتماعية ، وتحقيق الديمقراطية عن طريق الانتخابات المزورة ، وغيرها من الشعارات ..

وينزلق بعض اليساريين مع هذه الشعارات بوعي أو بدون وعي ، من أجل تلطيف الاستغلال وليس القضاء عليه ..

 

سابعا : هذا الواقع جعل أغلب الفاعلين ييأسوا من عملية التغيير ، وهذا فتح المجال  للانقلاب على المبادئ والاهداف والقيم اليسارية الحقيقية ، واولها  التخلي عن المنهج الاشتراكي العلمي في التحليل ، وتبني المنهج البنيوي الذي يعمل على تكريس الواقع وتبريره وليس تغييره ..

 

ثامنا : سؤال من يحكم المغرب ، اصبح يتردد كثيرا اليوم ، ونحن  نعرف ان الرأسمال والانسان يتحكمان ، والرأسمال المغربي يتحكم فيه الرأسمال الاجنبي والطبقة الحاكمة في المغرب ، ويشكلان معا تحالفا طبقيا ..

ولهذا فإن الوضع الاجتماعي اليوم المؤدلج ،  لم تتم معالجته ، بتسوية أوضاع الكادحين من العمال والفلاحين والأسر  ، لانه لم يتم معالجة اساس الاستغلال وجذوره ..

وهناك تواطؤ كارثي من طرف الدولة المخزنية بجميع عناصرها وبأدواتها القمعية ، وهناك الاستيلاب المستمر ، والتلاعب بالثقافات الوطنية ..

 

تاسعا : بالعودة الى دور قوى اليسار في التغيير ، يظل السؤال مطروحا :

لماذا  لم يتحقق الجواب المقنع للاسئلة التي طرحها المهدي بنبركة في الاختيار الثوري ، والنقذ الذاتي ..

لماذا يتم التجاهل والتلاعب بالمذكرة التنظيمية لعمر بنجلون ، وبمراجعه التأطيرية في الاشتراكية العلمية ..

ولماذا كل المجهودات النضالية من أجل التحرر والاشتراكية لم تتحقق .. ؟

 

عاشرا : الجواب حول ماسبق هو أن الأداة التنظيمية اليسارية الحقيقية لم يتم بناؤها بعد ، او يتم عرقلتها ..

ولهذا تنعقد هذه الندوة ، وهي فاتحة للأمل ولتبادل وجهات النظر ، وتحيين ما يجب تحيينه من النظري الى العملي الى التنظيمي ..

 

بعد انهاء العرض فتح النقاش امام المناضلات والمناضلين الذين أثروا العرض بمداخلاتهم  القيمة ، وبأدوات التحليل العلمي الملموس للواقع الملموس ، من أجل فهمه وفهم تحولاته ، وبالتنقيب عن  امكانيات تطويره وتغييره نظريا وعمليا وتنظيميا ..

 

ومن ضمن خلاصات الندوة الوطنية  :

1 / التأكيد على ان الازمة الاقتصادية والاجتماعية الشاملة  هي ازمة نظام راسمالي وصل الى اوج الاستغلال والتوحش ..

2 / ضرورة تعميق النقاش من طرف قوى التحرر والتقدم في شأن التحولات العالمية الجارية اليوم ، واعلان الموقف الواضح والصريح  من المؤسسات الصاعدة “البريكس” وغيرها ..

3 / ضرورة تعميق النقاش وبلورة الموقف التقدمي من مجموعة القضايا القومية والعربية ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ..

4 / ضرورة اعادة الاعتبار للاشتغال على الثقافة والفكر والأدب والفن الملتزم ، لكي يقوم  بأدواره التاريخية في عملية التوعية والتأطير والتغيير ..

5 / ضرورة الوضوح النظري والسياسي والتنظيمي لقوى اليسار ، وربط النظرية بالممارسة ، من اجل تحقيق المشروع التحرري التقدمي ..

 

حكيمة الشاوي

الكاتبة العامة بالنيابة

لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ..

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

الذكتور احمد فطري يوجه رسالة الى رئيس الحكومة عزيز اخنوش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *