الخميس , يوليو 25 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / العدوي أحمد.. الشيخ المربي والعلامة المجاهد

العدوي أحمد.. الشيخ المربي والعلامة المجاهد

عبد النبي عيدودي

قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ، و قال عليه أفضل الصلاة والتسليم (العلماء ورثت الانبياء). فالعلماء هم المبلغون عن الله بعد الأنبياء والرسل.. وشاءت إرادة الله أن تجعل المملكة المغربية حبلى بالعلماء الأولياء ، والشيوخ الفقهاء ، منذ المولى إدريس الأول إلى الْيَوْمَ …ومرورا على المهدي بن تومرت وعبد الله بن ياسين وابن عرابي وابن رشد .. إلى أبو شعيب الدكالي والسوسي والليوسي وعبد الله كنون وبربيش والمكي البطاوري والشيخ المربي، العلامة المجاهد أحمد العدوي؛ واللائحة تطول بهم وتعج بأخبارهم وكتاباتهم وفتوحاتهم الربانية والوطنية.

في هذه المقال المتواضع ساحاول ما أمكن تسليط الضوء عن شخصية وطنية مجتهدة قل من تعرف عليها، وهنا أتحدث عن الشيخ المربي والعلامة المجاهد أحمد العدوي الذي صحبته لمدة تقارب عقد من الزمن حتى لقي ربه بوجه ناضر مبتسم مستبشر .

يُعد الشيخ المربي أحمد العدوي من بين الوجوه العظيمة التي أسدت خيرات كبيرة لهذا الوطن العظيم، والشيخ كان من بين الأوائل الذين قادوا الثورة العلمية والفقهية والفكرية بالمغرب إبان الحماية الفرنسية/ منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، بمعيّة ثلة من العلماء كالمرحوم سيدي إبراهيم الحامدي والمرحوم سيدي الباز وسيدي الدرقاوي والفقيه وكاك واللائحة الذهبية لهؤلاء الفطاحل تطول ولا تنقطع ما طال واستمر الخير في الأمة، من الذين أبلووا البلاء الحسن بنضالهم وجهدهم العلمي والفكري الغني والثري بعطائاتهم وإسهاماتهم الجليلة في خدمة الدين والوطن .. وكانوا هم المؤسسين الحقيقيين لجمعية علماء سوس .

ولد المرحوم سيدي أحمد العدوي سنة1924 بمنطقة إيسافن إقليم تارودانت ، وتوفي ليلة الجمعة23 ربيع الثاني 1436هـ موافق 13 فبراير 2015 ، وهو من أسرة علمية سوسية عريقة.

وتقلد الشيخ المجاهد عدة مهام علمية، فهو أحد المؤسسين لـ “جمعية علماء سوس”، التي واجهة المستعمر، وكان لها الدور الكبير في عودة الملك محمد الخامس إلى عرشه .. حيث صمدت ورفضت التنازل للمستعمر عن الوحدة الترابية ورفضت التقسيم القبلي الذي طالما سعى المستعمر لتعميقه منذ إصدار الظهير البربري ويحكي الشيخ المجاهد رحمه الله قائلا 🙁 لقد أربكنا المستعمر حين أصدرنا بيان باسم جمعية رابطة علماء سوس نتشبث فيه بالعودة الفورية للملك محمد الخامس لعرشه وشعبه وبالوحدة الدينية والمذهبية والترابية للمملكة المغربية).

وشاءت إرادة الله وعاد الملك إلى عرشه وكان أول من استقبل جلالته بالبيضاء وفد عن علماء سوس كان الشيخ المجاهد واحدا منهم.

لقد مارس الشيخ المربي التدريس بالمعهد الإسلامي بتارودانت، وبأمر من جلالة الملك عمل مديرا للمعهد الإسلامي بالجديدة، ثم انتقل إلى الرباط فشغل كرسي المجالس العلمية بمسجد “السنة”، كما مارس أيضا الخطابة بمسجد “حكم” بحي المحيط.

وكان رحمه الله واعظ متجول بالرباط وطيلة هذه المهام كان داعيا لله بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان دوما يذكر طلابه ومن يحضر حلق العلم والدرس عنده بالوسطية والاعتداء والاقتداء بالنبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.

نسأل الله له الفردوس الأعلى والسلام عليكم ورحمة الله

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

عاصفة غزة وجبر الكسور!

مقال الأهرام / عدد اليوم الأثنين 6 نوفمبر  __ عاصفة غزة وجبر الكسور! _____ عزالدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *