أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات تحتفي بالبروفيسور الطيب الشكيلي

احتفت أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، اليوم الأربعاء بالرباط، بالبروفيسور الطيب الشكيلي، تقديرا لمساره المتميز ومساهمته المهمة في إرساء وتطوير بنيات وأنشطة هذه الأكاديمية، والتي تم تعيينه فيها كعضو مقيم من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتوقف الحضور، خلال هذا الحفل التكريمي الذي عرف حضور شخصيات بارزة من بينهم أعضاء الأكاديمية، وبعض المقربين من الأستاذ الشكيلي، وزملاءه وأصدقاءه، عند مساره الطويل والمثمر، كطبيب متمرس، وأستاذ باحث، ومناضل ذو قناعات، ورجل علم متفاني، ومسؤول متبصر، وأكاديمي فريد، والذي بقدر تحمله لمسؤوليات صعبة عديدة ومتنوعة، كانت إنجازاته البناءة والمبتكرة ومبادراته تشهد على التبصر، والحكمة.

وأبرزت المداخلات، بهذه المناسبة، المراحل المختلفة للمسيرة المهنية المتميزة والمرموقة لهذه الشخصية “متعددة الأبعاد”، من قبيل مساهمته في تطوير الطب النفسي، ووضع قانون جديد للرعاية النفسية، وتطوير علوم الأعصاب، والتطورات في البيولوجيا، وإصلاح الدراسات الطبية ، ومبادرة 3300 طبيب بحلول سنة 2023 ، وتنفيذ نظام الاجازة، الماستر، الدكتوراه ، والإنجازات على مستوى التعليم الأولي، والعمل السياسي.

وفي كل مرحلة من مراحل مسار البروفيسور الشكيلي، يتم دعوة شخصية التي رافقته في هذه المرحلة للتذكير بالإنجازات الرئيسية التي تم تحقيقها.

وفي كلمة خلال افتتاح هذه المناسبة، شدد أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، عمر الفاسي الفهري، على أن “الأستاذ الطيب الشكيلي سيظل دائما عضوا مقيما بارزا في الأكاديمية “، مشيدا بخصاله الإنسانية النبيلة التي تنبع من عظمة روحه ، والصبر في الاختبار، والتبصر ، والتوازن ، والاستقامة.

وأضاف أن البروفيسور الشكيلي “هادئ، متحفظ، ومنتبه للآخرين، حريص دائما على المصلحة العامة ومصالح بلاده، وترك بصماته على حياة مؤسستنا” ، مسجلا أنه يظل بالنسبة لجميع أولئك الذين عرفوه من قريب أو بعيد، أو عملوا معه، أولا كطبيب موهوب، ثم كمدافع قوي عن التربية الوطنية، وخصوصا عالم بارز، ومبدعا وصارما ، والذي ستبقى مساهماته في تطوير الطب والتربية والعلوم حاضرة على المستوى الوطني.

وتابع “من منا لم يتأثر كثيرا بقدرته على الاستماع، وتفانيه في خدمة المصلحة العامة، واستثماره في المعرفة، كطريق أمل للإنسانية؟ من منا لم يقدر تبصره وتواضعه؟ وقوة حجته العلمية، المشبعة دائما بالصرامة، لكنها مفتوحة للشك والتناقض؟ “.

وفي كلمة له بالمناسبة، أعرب البروفسور الشكيلي عن شكره للأكاديمية على هذا التكريم المؤثر، مشيرا إلى أن اهتمامه بالتعليم جاء نتيجة بناء حقيقي تعود بدايته إلى سن مبكرة، ولم يتوقف عن التطور بفضل اللقاءات والأحداث.

وقال هذا الرجل الكبير المتواضع، الذي ولد وسط عائلة أصولها من مدينة أبي الجعد، والذي كان والده بالكاد يعرف كيف يقرأ ويكتب، ووالدته غير متعلمة لكنها تتمتع بشخصية قوية وذكاء كبير في رسالة موجهة للشباب المغربي على الخصوص، “لم أتصور في بداية مسيرتي المهنية أنني سأصبح ذات يوم على ما أنا عليه، أو أن تسنح لي الفرصة للمشاركة في تطوير نظام التعليم والتكوين والبحث لدينا، أو أن أكون موضوع حفل تكريم منظم من طرف أكاديمية للعلوم والتقنيات ، حيث أن أصولي الاجتماعية متواضعة، ووالداي ينتميان إلى فئة الحرفيين والتجار الصغار “.

وبعد أن استعرض المراحل الرئيسية لمسيرته المهنية الغنية، اعتبر البروفيسور الشكيلي أنه “لا يمكن لرجل واحد ، مهما كانت قدراته ، أن يساهم في العديد من الإنجازات دون دعم وتشجيع جميع الأشخاص الذين التقى بهم”.

وازداد الطيب الشكيلي في 28 يوليوز 1939 بمراكش ، وهو مثقف وأستاذ وطبيب أعصاب (الأول في المغرب) وباحث وعميد ووزير ورئيس جامعة ومؤسسات، ومدافع شرس عن قضية التعليم والبحث العلمي بالمغرب.

وعندما كان البروفيسور الشكيلي وزيرا للتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي ، عايش أولى مراحل تأسيس أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات.

وحصل الطيب الشكيلي، الحائز على دكتوراه في الطب من جامعة بول سباتييه في تولوز في يونيو 1968 مع الميدالية الذهبية للبحث الجامعي للسنة وجائزة أفضل أطروحة، على دبلوم دراسات في الطب النفسي العصبي من نفس الجامعة، في يونيو 1969، ليصبح بذلك أول طبيب أعصاب مغربي.

وتولى العديد من المسؤوليات على الصعيدين الوطني والدولي وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة. وشارك في المسيرة الخضراء كمنسق لجميع الخدمات اللوجستية الطبية المخصصة لهذه المناسبة.

وكتب البروفيسور الشكيلي، وهو أيضا رئيس تحرير للعديد من المجلات الطبية، العديد من المقالات في علم الأعصاب وعلم الوراثة البشرية والطب النفسي.