الأربعاء , يوليو 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الأسرة و المجتمع / دور المسؤولية الاجتماعية للشركات في تنمية كرة القدم النسائية بالمغرب

دور المسؤولية الاجتماعية للشركات في تنمية كرة القدم النسائية بالمغرب

 

 

 

نظمت شركة Strategy Lab ، وهي مكتب استشاري للاستراتيجيات والمسؤولية الاجتماعية للشركات، يوم الخميس 22 أبريل 2022، ندوة للنقاش تحت شعار “ دور المسؤولية الاجتماعية للشركات في تطوير كرة القدم النسائية المحترفة في المغرب“. أدار النقاش الصحفي الرياضي أسامة بنعبد الله، وبمشاركة متدخلين بارزين من بينهم ضيف الشرف السيد حوراني. وحاول النقاش إلقاء الضوء على مساهمة القطاع الخاص في تطوير كرة القدم النسائية في المغرب. عودة إلى هذه الندوة الرائعة والجديرة بالاهتمام.

بعد عرض مقتضب عاد بنا إلى العام 1881 عندما لعبت إنجلترا واسكتلندا أول مباراة لكرة القدم للسيدات وكذا أول بطولة للسيدات أقيمت في فرنسا عام 1917، وصلت المناظرة إلى المغرب، بعد قرن تقريبًا، حيث أجريت الدورة الأولى من البطولة، حيث انطلقت البطولة المغربية سنة 2002.

لكن لماذا نناقش هذا الموضوع فقط في عام 2022؟

دفعت كأس العالم للسيدات بكرة القدم النسائية إلى المقدمة من خلال نجاحها الشعبي عبر جميع أنحاء العالم. إن فكرة رؤية فريق مغربي يشارك في كأس العالم المقبلة تتطلب عملاً طويل الأمد في المنبع بالإضافة إلى جهود مختلف الأطراف ولا سيما القطاع الخاص على غرار ما هو معمول به بالنسبة لكرة القدم للرجال.

صرحت السيدة نوال العيدوي، وهي مؤسسة ورئيسة مكتب  Strategy Lab منظمة هذه الندوة، في بداية تدخلها: ” أعمل مستشارة إستراتيجية لعدة شركات وفي نفس الوقت أنا عضو في مجلس إدارة نادٍ لكرة القدم وأسهر على تدبير قسم كرة القدم النسائية فيه “. وتابعت قائلة: ” من ناحية أولى أرى حاجة الأندية لتطوير الأقسام النسائية لكي تصبح احترافية ومن ناحية أخرى ألمس حاجة الشركات إلى بلورة استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية لديها بشكل أكبر وتكون جديدة وفعالة “.

انطلاقا من هذه المعطيات وبهدف التقدم في النقاش بخصوص كرة القدم النسائية، من الضروري طرح التساؤلات المناسبة بخصوص تطور كرة القدم النسائية في المغرب والدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في دعم جهود الأندية وكذلك جهود الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية لكرة القدم النسائية.

إلى جانب ممثلين عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية لكرة القدم النسائية وممثلين عن بعض الأندية ذات الخبرة الكبيرة في قسم كرة القدم النسائية للمحترفات، أخذ الكلمة السيد حوراني، رئيس مجلس إدارة شركة HPS، الرئيس السابق لهيئة أرباب المقاولات بالمغرب وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي من مناقشة الطريقة التي يمكن بها للقطاع الخاص أن يمد يده للأندية من خلال إدراج دعم كرة القدم للسيدات في السياسات الاستراتيجية حول المسؤولية الاجتماعية للشركات.

ودار النقاش حول موضوع استبعاد النساء من كرة القدم مقابل العمل على إدماج تطورهن وتحررهن من خلال كرة القدم. على الرغم من الجهود التي تبذلها السياسات العامة والجامعة الملكية والعصبة الوطنية لكرة القدم النسائية، فإن كرة القدم النسائية في المغرب لها حدود عديدة وتواجه تحديات مختلفة، تشكل البنيات التحتية والعوائق المالية أبرز أوجهها.

أما السيدة نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدار البيضاء التي شاركت في هذه التظاهرة، فقد تدخلت لتهنئة المنظمين ثم قدمت وعودا بإدراج هذا الموضوع ضمن اهتماماتها ودراسة كيف يمكن للمدينة توفير المزيد من البنى التحتية لكرة القدم النسائية.

وشرح السيد حوراني، رئيس مجلس إدارة شركة HPS، الرئيس السابق لهيئة أرباب المقاولات بالمغرب وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مفاهيم المسؤولية الاجتماعية للشركات والحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وشدد على أن مشاركة القطاع الخاص في دعم كرة القدم للسيدات هو دعم للرياضة والمرأة والنهوض بشؤون الفتيات. فالأمر يتعلق بمعركة ضد إقصاء المرأة ويشكل مصدر للنهوض بشؤونها، كما أوضح ذلك بشكل كبير ممثلو الأندية الرياضية من مختلف المناطق. هذا ليس كل شئ، إذ شدد المتدخلون على مبدأ الشغف لدى اللاعبات في الأندية والتي يتطلب تشجيعها توحيد جهود جميع الفاعلين.

وأجمع المتدخلون جميعًا على أن كرة القدم النسائية أصبحت أكثر احترافًية في المغرب بفضل جهود واستثمارات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وأن العديد من الأندية تمكنت من التفوق، غير أن القطاع الخاص ما زال مدعوا للعب دور نشط في القيادة وتقديم الدعم المالي بهدف تعزيز الجهود المؤسسية التي تقوم بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والجهود الفردية للأندية.

وجرى عرض تجارب نجاح الأندية من قبل رؤساءها، منها على الخصوص فريق الجيش الملكي و Club de Sporting Casablanca. هذا الأخير هو مثال فريد، لأنه نادي كرة قدم نسائي حصري، والذي تمكن بعد عامين فقط من المشاركة ضمن فرق الدرجة الأولى وتزويد المنتخب الوطني بمجموعة من اللاعبات. وقال معاد عكاشة رئيس Club de Sporting Casablanca  : “دافعنا الأساسي هو إضفاء الطابع الاحترافي على كرة القدم النسائية والسماح للمرأة بالازدهار والنهوض بشؤونها من خلال كرة القدم”. كما برز نادٍ آخر وهذه المرة بسبب منشأه، إذ تأسس في منطقة قروية ومثلته خلال هذه الندوة رئيسته السيدة سميرة أوبلا. وهي امرأة نجحت منذ عامين في إقناع فتيات ونسوة من قرية ضواحي مدينة كلميم بارتداء قمصان كرة القدم. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الكفاح ضد إقصاء الفتيات من المناطق القروية حيث لا تزال كرة القدم النسائية من المحرمات.

ما هي الصيغة الناجحة لتطوير كرة القدم النسائية في المغرب؟

اتفق المتدخلون جميعهم على عدم وجود صيغة سحرية. فالعمل والصبر هما بالتأكيد أسرار النجاح، لكن من المفيد استخلاص العبرة من التجربة الأمريكية، التي يعود نجاحها في هذا المجال إلى دمج كرة القدم في البيئة المدرسية. إذ ” تبدأ الفتيات في سن السادسة ويتم دمجهن في شعبة الدراسات والرياضة عند بلوغهن سن الثانية عشرة. وفي سن 18، تكون اللاعبات جاهزات للعب ضمن البالغين”، كما  شرح  ذلك  السيد أمين بنجلون، نائب رئيس Club de Sporting Casablanca. بالإضافة إلى ذلك، يعد تكوين الأطر أيضًا نقطة رئيسية تتطلب استثمارات على الأمد المتوسط والبعيد. ولكن كيف السبيل إلى تمويل مثل هذه المشاريع المهمة والمكلفة إن لم يكن بفضل المشاركة الفعالة والقوية للقطاع الخاص. المسؤولية الاجتماعية تعني العمل في صالح المجتمع بشكل منصف لكل من النساء والرجال. متى إذا سيكون هناك دعم ومشاركة من القطاع الخاص في تطوير في كرة القدم النسائية!

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

الجامعة المغربية لحقوق المستهلك تتابع بقلق احتقان قطاع التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *