رحلة مع رحلة السيدمحمد المختار ولد باه
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي
باحث متخصص في العلاقات المغربية الموريتانية
الحلقة الثالثة :
كلما حاولت ان اكتب سطرا عن هذه الرحلة تنازعتني الافكار ودفعتني شطر صاحبها ، وعندئد يمحى من ذاكرتي ما عقدت العزم على كتابته،اذ لا يمكنني افكر فيه وفي مناهج التقسيم والتبيين والمقدمات والنتائج في آن واحد ، وهذه المرة طوقت نفسي بالحزام لعلي الى ما اروم أطير في هذه الرحلة الشائقة إلى مدينة طنجة لأسمع صوت الثورة الجزائرية عاليا يحميه العرش العلوي من فرنسا و من التيارات السياسية والتوازنات الحزبية ،وأجلس مع قادة جبهة التحرير الجزائية في حصنها الحصين في شرق المغرب وشماله وانقل شهادة العدل المبرز السيد محمد المختار بعيدا عن الإسراف والتقصير لاعود إلى الرباط وأشاهد السيد محمد المختار ينهى عن الجهر بالسوء من القول في برامج الإذاعة الموجة إلى موريتانيا ويأمر المسؤول عن مضامين البرامج بالحذر من مهاترات السباب والتنابز بالألقاب في الرد على إذاعة نواكشوط ،واسمع من يسميهم السيد محمد المختار بأصحاب الحماسة، وهم في حقيقة الأمر أصحاب الوشاية يبلغون السلطات أن مدير الإذاعة يحظر المس من أعراض اهل بتلميت ويصونها ليغتنمها فرصة لإيضاح انه لا يريد لإذاعة المغرب أن تنحدر في مستنقع الشتائم الشخصية التي لا تخدم إلاسلطات الاحتلال الفرنسي ، وهذه صورة نا صعة من صور الاختلاف داخل الوفد الموريتاني.
الاتلحظون اضطرابا في فكري وحاجتي القصوى إلى احكام ما انا بصدد التعبير عنه؟
كنت أنوي أن لا أغادر الثورة الجزائرية حتى اذكربجهود المملكة المغربية في تحرير الجزائر الذي لا تعرف عنه هذه الأجيال الحالية شيئا يذكر ، ونسمع معا شهادة تستحق التنويه ونحاول توظيفها لتجاوز العقبات بين الطرفين وأكد للقراءالكرام ان المغاربة بالرغم من حنقهم على رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون فهم حتى الان لم يبدلوا تائه طاء ولله الحمد وله المنة ..
اشد الحزام من جديد استعدادا للإقلاع في الرحلة لأقول اني لا استهدف تحليل مواضيعها
، ولا ارمي الى تقويمها ولست مؤهلا له ، فما اكثر ما كتب المدونون والادباء،والشعراء والمؤرخون عنها ، ولا اسعى ان يكون كلامي كلاما سبق ان لاكته الالسن ، وما انا الا بشر كما قال الدكالي ، وارجو من الله حسن الخاتمة وان لا يمسخني ببغاء في آخر ايامي .
واعترف كذلك ان ليس بامكاني مجاراة العلماء في الحديث عن العظماء منهم ؛ ومع ذلك اجد في نفسي من حب السيد محمد المختار ولد اباه ما يغريني بالمشاركة في الحديث عنه في رحلته مع انه يستغرب اقبال الناس عليها وعدم اكتراثهم بالامام نافع وتاريخ انتشار علوم المقرأ في المشرق المغرب و قصيدة ابي الحسن بن عبدالغني الحصري ، وارجوزة ابي الحسن القرطبي ،وعزوف الناس عن دراسة اصول الفقه ، والقواعد الفقهية التي لا يمكن فهم الفقه بدونها ، وفي رأيه إن (ألقياس ) في حده والاصل والفرع والحاق المسكوت عنه بالمنصوص عليه من اهم الاشياء التي يجب التركيز عليها ، وانا ساحاول التركيز على بعض المسكوت عنه في الرحلته ومن اهمه عندي جدلية اطاريح (الوفد الموريتاني) في وسائل النضال وهم يتفقون في الهدف إلى حد ما ويختلفون اشد الاختلاف في وسائل الوصول اليه ، ومعلوم ان الهدف الاسمى عنهم هو تخليص موريتانيا من الاستعمار ، اما الوسائل فالخلاف فيها على أشده بينهم ، فمنهم من يقول انه جرب كل الوسائل السلمية ولم يبق امامه غير طرد فرنسا من موريتانيا عنوة ، ومنهم من يرى أن القوة المتاحة لهم غير قادرة على مقارعة فرنسا على الارض وان ليس للمغرب حدود مباشرة مع موريتانيا تخوله المساعدة على تحقيق هذا الهدف وان المملكة المغربية في ذلك الظرف حديثة العهد بالحماية ولا تزال اجزاء،كثيرة من اراضيها تحت نير الاستعمار وان لابد من ترتيب الأولويات والحرص على عدم تشتيث جهود وان العنف لن ياتي بنتيجة مرضية بقدرما سينهك المغرب على المستويين الاقتصادي و البشري ويزيد أعداء التحررفي مجتمع تحكمه العصبية وقد تجره للفتن وحروب الثأر وداحس والغبراء .، وانا ادرك اكثر من غيري من اهل موريتانيا نظريات المغاربة المختلفة في ذلك الوقت ، فمنهم من يرى التركيز على المغرب النافع ويقصي اجزاء كثيرة من المغرب المحرر من مشاريع التنمية بهذه الحجة ، ومنهم من لا يوافق على هذه النظرية ويرى وجوب السير في طريق التنمية الشاملة في المغرب المحرر انئد دون تمييز .وهذا ما عايشه السيد محمد المختار ولدا باه و وذكر بعضه وسكت عن الكثير منه …
اما الخلافات داخل الوفد الموريتاني فتتجلى في اتجاهين :
الاول يرمي الى اندماج موريتانيا في المغرب ولو بالقوة المسلحة ويرون ان بلاد شنقيط كلها جزء لا يتجزء من المملكة المغربية. و
الفريق الثاني يرى ان لا فائدة في العنف وان الوحدة لا يمكن تحقيقها الا بالتراضي بين الاطراف المتحدة ، ويرون السعي إلى نوع من الكونفدرالية تحدث عنها السيد محمد المختار بوضوح في رحلته وادين في المحكمة بسببها ، وليس سرا ما أذيع على أمواج الأثير ،ورأيه في صون الأعراض يشمل اهل بتلميت وغيرهم وموصول بحقن الدماء إذ لا يرى قتل بمبه ولد اليزيد في كيفه ومحمد ولد خليل في تامشكط ، والساموري ولد بيه في النعمة ، وحمادة ولد الزين في العيون ، واحمد ولد المنير في تنبدغة ، وهؤلاء القوم يحرص السيد محمد المختار ولدا باه اشد الحرص على حياتهم ولا يرى في التضحية بهم ضرورة لتحرير البلاد بل لا يعتبرهم خونة .
و المسكوت عنه هنا ربما يكون من صميم الخلاف .
ويمكن القول دون تردد ان رحلة الحياة تلقتها الامة بالقبول ليس لقيمتها التاريخية لمرحلة نشأة الدولة و لا الادبية فقط وانما لكونها صادرة عن السيد محمد المختار ولد ا باه أستاذ مكارم الأخلاق .
ونلاحظ ان صدور الطبعة الاولى من الرحلة تزامن مع توشيح رئيس الجهورية الاسلامية الموريتانية للسيد محمد المختار ولد اباه في حفل بهيج و اراه وساما للعلاقات المغربية الموريتانية بامتياز سيكون له ما بعده
واحمد الله اني نسيت تغريدة خارج السرب كنت سأعرج عليها
وحرر بمدينة نواكشوط مساء يوم مساء يوم الجمعة 18مارس 2022
|
|
|
|