الجمعة , مارس 29 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / اكرموا المغاربة يكرمكم الله .بقلم : عبدالنبي التليدي

اكرموا المغاربة يكرمكم الله .بقلم : عبدالنبي التليدي

كل المؤشرات تثبت أن أوضاع المغرب ليست بخير وان أسباب القلق على المستقبل في تصاعد مخيف وخطير  لن ينفعنا معها جميعا نحن المغاربة حاكمين ومحكومين لتجاوزها ولتحقيق الانتصارات على الخوف من المستقبل وعلى الذات الامارة بالسوء وعلى الفساد في الداخل ، وعلى الخصوم المتربصين والمستفزين  بالقرب وعلى ذوي الأطماع في ارضنا وثرواتنا المادية واللامادية في الخارج ، وتثبيت الأمن ودوام الاستقرار ، إلا بالقطع مع السياسة السائدة واقرار سياسة جديدة  تخدم الوطن والمواطنين بجد وأخلاق  وتعمل  بكل صدق من أجل الصالح العام في تدبير الشؤون العامة للوطن وبالنزاهة التي لا ريب فيها في التخطيط والاخلاص في التنفيذ ، ومن خلال إطلاق اوراش تهم شتى المجالات الاجتماعية والمجالية واستثمار كل الطاقات التي تزخر بها البلاد من بشرية إلى اقتصادية وثقافية وعلمية وتشجع على اعمال الفكر وعلى الاجتهاد و البحث  في أسباب الفشل المجتمعي واقتراح الحلول الممكنة التي من شأنها أن تخرج بنا ، من هذه الدوامة التي تكاد ان توقعنا في ما يضرنا … الى الطريق المستقيم الذي لا بد أن يكون مؤسسا على أرض سياسية صلبة  صادقة ونزيهة  يصعب ان يؤثر فيها اي نوع من الزلازل ولو كان مطلوبا ، بخلاف لو  بنيت الطريق بناء مغشوشا بفعل الفساد في التدبير والانفاق والتخطيط السيئ والانتهازي جراء شيوع الريع والبحث عن الامتيازات والمنافع الخاصة ،  حيث يأتي اي اهتزاز في الأرض على الطريق وأهله وعلى الأخضر واليابس…
ان الدول التي تجاوزت مظاهر تخلفها وحققت آمال شعوبها في التنمية والرخاء والكرامة والحرية تم بناء على العقل السليم  وبالاعتماد على الفكر اي على الاستثمار في الطاقات على اختلافها وعلى رأسها وأهمها الطاقة البشرية التي تعتبر اهم طاقة لانها تنتج الثروة وباقي الطاقات الضرورية لكل تنمية اقتصادية ورفاه اجتماعي واستقرار سياسي ، وذلك من خلال التربية السليمة لأفراد المجتمع والتعليم الجيد له والمفيد وعلى البحث العلمي الضروري والمدعم ماليا  وفتح آفاق العمل والإنتاج أمام الافواج المتخرجة بعد رصد راس مال المال في هذا الاتجاه ولهذا الغرض  الذي يجب أن يصرف بحكمة وبنزاهة بعيدا عن كل سلطة مفسدة أو سياسة انتهازية فاسدة وعن كل جماعة متسلطة وانتهازية مع وجوب ربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب تنفيذا لما اقره دستور يونيو 2011  الذي كان ثمرة توافق بين الملك والشعب على أثر الحراك الشعبي المغربي ل20 فبراير  وبعد الخطاب التاريخي ل 9 مارس 2011 .
اما ما عدا هذا الجانب الأساسي للتغيير في مجتمعنا فلن تنفع أية وسيلة اخرى غيره مهما كان الاعتقاد راسخا في نجاعتها أو مقاربة مهما كانت قوتها والإمكانات المادية والبشرية المعتمدة لها ، لانها وسيلة مؤسسة على أسس مادية يمكن تجاوزها والتأثير فيها اليوم أو غدا بفضل النمو الديموغرافي واتساع قاعدة الهرم السكاني الناتج عن التكاثر الطبيعي والنوعي للسكان ومنهم فئة الشباب الذي يتطلع إلى مستقبله والى تحقيق اماله العريضة والمشروعة  في العيش الكريم ، و بفضل تراكم الوعي ولو كان شقيا  لدى المواطنين خاصة وأن العالم أضحى كقرية صغيرة منفتحة تؤثر في بيئتها وتتأثر في محيطها تبعا لظاهرة المد والجزر الثقافية والسياسية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي للمعلومات .
فلنتمعن جيدا قول رب الكون ولنستوعبه :
( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
ولنتامل حديثي رسول الإسلام:
( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) و ( ادبني ربي فأحسن تأديبي )
ولنقدر قول الشاعر المرحوم احمد شوقي :
 ( انما الامم الاخلاق ما بقيت * فإنهم ذهبت أخلاقهم
ولنعتبر قول شاعر جارتنا تونس المرحوم الشابي  :
إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاةَ 
 فَلا  بُدَّ  أنْ  يَسْتَجِيبَ القَـدَر
 وَلا بُـدَّ  لِلَّيـْلِ أنْ  يَنْجَلِــي 
 وَلا  بُدَّ  للقَيْدِ  أَنْ   يَـنْكَسِـر
لهذا فإنه من  الأولى بنا جميعا ان نغير ما بأنفسنا وان يغير المسؤولون عنا وعن المغرب اختياراتهم السياسية والإدارية والتدبيرية بفتح أفاق واعدة للناس تضمن فيها الحقوق الاجتماعية من صحة وتعليم وشغل وخدمات  والحريات العامة التي من شأنها التشجيع على ابداء الراي واحترامه وعلى الفكر والبحث العلمي في المعاهد والجامعات . 
لاننا عندما نعود الى التاريخ القريب للمغرب لا بد أن نجد ما يدعم أهمية تلك الحقوق وإهمية اطلاق الحريات المشروعة على تفكير وعمل السلف الصالح  في استقلال المغرب ودور كل ذلك في نجاحه والتغلب على  كثير من الصعاب التي واجهته في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والدبلوماسية داخليا وخارجيا ساهم فيها أبناؤه من علماء وفقهاء وأساتذة الذين يعود إليهم الفضل في ما حققه المغرب في تلك المجالات من ازدهار وما راكمه عبر ذلك التاريخ  من إيجابيات نذكرها بخير ونتمنى لو عادت … 
وفي هذا فليتنافس المتنافسون …

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

عاصفة غزة وجبر الكسور!

مقال الأهرام / عدد اليوم الأثنين 6 نوفمبر  __ عاصفة غزة وجبر الكسور! _____ عزالدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *