احتفاء باليوم العالمي للمدرس ، و الذي يصادف 5 أكتوبر من كل سنة ، تفعيلا لمقتضيات التوصيات المشتركة بين اليونسكو ومنظمة العمل الدولية – والقاضية في جوانب منها بالإهتمام بالأوضاع المهنية و الاجتماعية للسيدات والسادة الأساتذة من الأولي إلى العالي – اعترافا بأدوارهم الطلائعية ، في تحقيق أهداف التنمية المستديمة ، في كل ما يرتبط بمنظومة التربية و التكوين ، و خصوصا في عمليات إعداد المواطن المساهم في تطور بلده ، و تقدمه بإيمان و اقتناع تامين بأن المواطنة حقوق و واجبات ؛
و انخراطا في احتفالية هاته السنة المنظمة تحت شعار :
” الأساتذة : القيادات في أوقات الأزمات و إعادة تصور المستقبل ”
و استحضارا للتحديات التي نتجت عن كوفيد 19 ، و التي أظهرت الدور الأساس لمهنة الأستاذ في تعليم ، و تأطير الأفراد، و ريادته في التكيف مع الأوضاع بنكران تام للذات ، و ابتكار وسائل ذاتية و موضوعية للتواصل مع التلاميذ و الطلاب، في زمن سجل حرمان ما يقارب المليار و نصف متعلم من عمليات التعلم و التكوين ، و توقف ما يناهز 65 مليون أستاذ عن عمليات التعليم الحضوري / الوجاهي .
في ظل هاته الظروف يحتفل المغرب بهذا اليوم ، اختارت له الوزارة الوصية شعار :
” المدرسات و المدرسون : التأقلم مع التغييرات و استشراف المستقبل ” .
و المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين ، و هو يجدد الإعلان و التأكيد على :
– اعتزازه بالأدوار التي تقوم بها أسرة التربية و التكوين في تأطير و إعداد المواطن .
– التنويه بالرسالة التربوية التي أثبتت جائحة كورونا بالملموس على أنها موكولة فقط لأسرة التربية و التكوين .
– الإشادة بالأدوار والمهام النبيلة التي يضطلع أفراد أسرة التربية و التكوين في التدريس والبحث والتأطير و إعداد المواطن .
– التأكيد على الدور المحوري للأستاذ في نجاح أي مشروع تصحيح أو إصلاح ، وهو ما يستدعي إيلاءه المكانة الاعتبارية ، والاجتماعية ، والمجتمعية اللائقة به ، وذلك أحد مفاتيح الارتقاء بالمدرسة والجامعة المغربيتين.
– التذكير بأدوار وساطة المرصد الوطني في ملفات فئات متعددة و التي أثمرت اتفاقات لم تعرف أغلبها طريقها للتنفيذ .
فإنه :
-يسجل بإيجاب الاختيارات التي أقرتها الحكومة في مشروع ميزانية السنة المقبلة ، و الخاصة بالزيادة في المناصب المالية لقطاع التعليم و ميزانيته ، رغم عدم سدها للخصاص المهول الذي تعرفه المنظومة في مواردها .
– يأسف لاحتفالية هاته السنة التي تصاحبها حركات احتجاجية و إضرابات وطنية لفئات من أسرة التربية و التكوين بقطاع التربية الوطنية .
– يعلن عن تضامنه المدني مع كل الفئات المتضررة، و يناشد الحكومة عموما ، و قطاعي التربية الوطنية ، و التعليم العالي خصوصا ، بفتح حوار جاد و مسؤول ينهي مع حالات اللاستقرار ، و اللاطمئنان التي يسببهما عدم حل ملفات عالقة، و عدم تسوية أوضاع إدارية و نظامية.
– يجدد دعوة الحكومة للعمل على تعايش المغاربة مع الأوضاع الجديدة التي خلفتها كورونا ، مع الدعوة الى الحرص على تطبيق الاجراءات الاحترازية ،دون تخويف او ترهيب ، و تركيز الاهتمام على الحالات الحرجة و المصابة بأمراض ضغط الدم و القلب و الشرايين و الرئتين …انطلاقا من القناعة بأن الانعكاسات الاجتماعية و الاقتصادية و المالية أخطر مجتمعيا من الكوفيد نفسه .
– يبعث بتحياته العطرة و تقديره الى كل السيدات و السادة الأساتذة و الإداريين في كل دول العالم و في كل المؤسسات التربوية عبر ربوع المملكة المغربية .
– يجدد تقديم أحر التعازي و أصدق المواساة لأسر الأساتذة الذين وافتهم المنية ،كما يدعو بالشفاء العاجل للمصابين بوباء كوفيد 19 .
– يدعو كل المسؤولين الى إيلاء المكانة اللائقة بأسرة التربية و التكوين إداريا و اجتماعيا و ثقافيا و إعلاميا .
– يسجل التزامه بالانخراط في كل المبادرات الجادة ، والمسؤولة من أجل تعليم جيد، ومنصف ، وضامن لتكافؤ الفرص ، ومنفتح على التجارب الدولية الرائدة ،من أجل المغرب الديمقراطي الحداثي .
الرباط في 5 اكتوبر 2020
عن المرصد
الرئيس
الاستاذ محمد الدرويش