السبت , يوليو 27 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / الكتابة الادبية المغربية بطعم الزمن الكوروني-سلسلة ساخرة-. بقلم عبد المجيد فنيش

الكتابة الادبية المغربية بطعم الزمن الكوروني-سلسلة ساخرة-. بقلم عبد المجيد فنيش

في زمن كورونا -الفعل وردة الفعل….اين الخلل؟؟
       هل كان من الضروري إقامة تجمع بمثل هذا الحشد في زمن الحجر الصحي و حظر التجول، كردة فعل على اعتقال عون السلطة الذي تشوب حوله شبهة ابتزاز مواطن مقابل تسليمه وثيقة التجول .اننا حقا امام هستيريا التجمهر ، في ازمنة  تقتضي العزلة ، وهي هستيريا لا ولن تبرر المبدأ  القائل: كل ممنوع مطلوب.
 شكل وحجم هذا التجمهر (الجوقة بلسان الشعب), يفيدان
أننا اليوم فقط مع الجائحة،  نكتشف  ان الانسان كائن اجتماعي، و ان * اجتماعيته* لا تتحقق إلا بالاحتكاك وبالصياح دفعة واحدة والعين امام العين،  والانف امام الانف، والفم امام الفم، واللعاب يتطاير  في كل الاتجاهات
السؤال الان،  هل كان بالضرورة الانتشاء بضبط مخالف للقانون( عون السلطة المتهم),لكن بمخالفة جماعية  للقانون
كذلك ، بل وان اضرارها وتداعياتها اكبر واخطر واهول بكثير من جريمة ذاك المتهم.
اليس بالإمكان فضح جريمة  ما الا بالوقوع في جريمة اخرى.؟!؟!؟
الاعذار احيانا تكون اكبر من الزلات، و كذلك ردات الافعال تكون احيانا افظع من الافعال .
لكن هل يجوز ان  نجتهد  في ايجاد الاعذار، خاصة في زمن تسبق فيه قوة  الانذار؟
 الكبير شكسبير  قال على لسان شخصية هاملت : اكون اولا اكون ، تلك هي المسألة.
نعم، و الحالة اليوم  ينطبق عليها هذا السؤال الوجودي ،اذ ان الكينونة  المنشودة تستوجب اكثر من اي زمن ولى، التخلي الكلي على انانيتنا و خاصة منها   انانيتنا اللعينة التي  توهمنا اننا اقوى من ان يصيبنا الاختلاط بما اصاب غيرنا في امم من ذواث بأس شديد عدة وعددا.
      لطفك ر بي، لطفك ربي، لطفك ربي
يوم العالمي للمسرح .بطعم كورونا الوباء و كورونا الاهواء
هذا مارس المنادي المعلن عن ميلاد الربيع، يكاد يرحل وفي قلبه غصة خلفتها غفلة الناس عنه، وهو  سيد الفصول.
انها حقا سنة استثنائية هاته ، ففيها انتهى فبراير في عدة الايام بتسع و عشرين ، وفيها حل الربيع فلكيا ، و ما حل روحا لها انعكاساتها الحيوية على معنى الحياة.
و هكذا تخلى الربيع عن عرشه في قمم البهاء بقدوم مواسم الخصب، و هكذا اعتلى الوباء ما فوق الهمم و ما تحتها.
في كل مارس ، ومنذ قررت اليونسكو في 1963, يوم 27 مارس ،يوما عالميا للمسرح، والعالم يحول هاته اللحظة انتصارا لمعاني السمو والجمال والتحضر التي يختزلها ابو الفنون، من خلال تمظهرات قد تكون مهرجانات، عروض، مناظرات احتجاجات، تكريمات،……، ويكون تتويجها بكلمة  تصاغ بحبر احد رموز نساء ورجال المسرح .
ربيع هاته السنة غير الربيع الذي تغنى به كبار شعراء الانسانية، و اليوم العالمي للمسرح هاته السنة ( ذات العشرين مرتين) على غير العادة لبس لبوسا اخر. 
في يومنا العالمي في السنة الغبراء هاته، لن ترفع الستارات في المسارح، و لن  تجد الدقات الثلاث من يدقها.
كم هو كئيب هذا المشهد القاتم الذي لن ترفع عليه الستارة، و لن تضاء فيه جوانب الخشبة .
معلوم لدى الناس اننا حين يحل يومنا العالمي، تكبر فينا الرغبة في الأسئلة ، ونحن الذين تعلمنا ان نصف الجواب الصحيح ، هو السؤال الصحيح.
فكم كنا نسأل و نحلم بان ينطلق موسمنا المسرحي في الوقت الطبيعي الذي يضمن سيرورة منتظمة تغطي الأزمنة والامكنة بدون فراغات قاتلة.
 و كم جادلنا بعضنا  ونحن نعتصر خلايا الدماغ لصياغة رؤية رصينة لمغرب ثقافي يكون المسرح فيه في الواجهة.
وكم كبر طمعنا في ان تنصت السلطة الوصية على الثقافة ، بإمعان لنبضنا الذي هو رجع صدى لتعبيرات مخنوقة  في حناجر الاهل،  في أزقة وحواري البلد،
 و كم كنا نبكي ببكاء   بؤساء الزمن الرديئ، ونرى أن الخلاص في التنوير الذي يبني الانسان قبل إقامة الجدران.
كنا نحلم ان نكون صوتا لكل هؤلاء الذين بحت اصواتهم ، بعد ان خذلتهم مكبرات صوت اخرى قد أصابها الصدأ.
واليوم، و قد جاء عيدنا، فحق لنا أن نتساءل مع شيخ شعراء الحكمة ابي الطيب المتنبي، حين قال: عيد باي حال عدت ياعيد……؟!؟!؟
عيد المسرح في سنة العشرينيتين،  في بلدنا الحبيب ،  اجتمع فيه ما تفرق في غيره، ففي كل بقاع الأرض  الأمر سواء،  و لا صوت يعلو فوق صوت كورونا،  لكن عندنا نحن كورونا الوباء-  الذي نجحنا كثيرا في مقاربات تطويقه-، و كورونا الأهواء ، اي خرجات الأمزجة بدل المخططات،
حالتنا الكورونية في الشأن المسرحي تزداد نفشيا  ، واساسا منذ التعديل الحكومي الاخير ، الذي تحمل فيه المسؤول على قطاع الثقافة اكثر من مسؤولية
.
و هل نحتاج الى تأكيد على أن المسرح اول ضحايا كورونا الأهواء في عهد ذي الوزارتين؟
كيف لنا الاحتفاء و كل مؤشرات التراجع المعلن وغير المعلن،  هي السيدة السائدة  وقد بدأت تقتل في النفوس جل  عوامل بعض الفرح الذي كنا نعيش على وقعه في انتظار اليوم العالمي للمسرح.
ترى، بم يمكن لوزارتنا المعنية ان تخرج علينا في هاته المناسبة؟؟؟
شخصيا  استحسن ان تظل الوزارة في صمتها، حتى لا تخرج خرجة تنطبق عليها دلالة المعنى الشعبي لتعبير( خرجت علينا).
والى يوم عالمي للمسرح، بمشهد اخر لا وجود فيه  لكورونا الوباء،   ولا كورونا الاهواء، ان شاء الله وبقدرته.
 عبد المجيد فنيش: البحث على الله في الشوارع !!؟؟!؟!؟
او من الجهل ما قتل
 الذين خرجوا يجوبون بعض شوارع بعض المدن ، في اوج الحظر الذي لا بديل له ولا عنه، خرجوا و كانهم  – من جهل وجهل بهذا الجهل- ، يبحثون على الله ليرفعوا الى جلال ربوبيته الدعاء لرفع البلاء و الوباء..
هؤلاء الذين نسوا ،- من جهلهم- ان الله معهم في كل حين وحيز، وان الله الذي خرجوا ليلا يتضرعون اليه، هو الله الحق الذي حرم القاء النفس الى التهلكة، وانه تعالى حرم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
واي حق اخرج هؤلاء ليلقوا بانفسهم بين اشد مخالب الفيروس ضراوة، اي الاختلاط والاحتكاك في غياب أي إجراء او تدبير احترازي.
هؤلاء الذين خرجوا يبحثون على الله الذي ليس كمثله احد، قد يكون الكثير منهم لا يؤدون فريضة الصلاة،  ومع ذلك  قد خرجوا ليلا بهللون ويكبرون، في خطوة بئيسة  نحو انتحار جماعي بطيء.
حقا ان الجهل يفعل يصاحبه ما يفعل العدو بعدوه، ولا شك ان فيروس كورونا الان في ابهى اوقاته، فقد وجد مساكن جديدة تأويه و تنشره في ان واحد، وبدون هاته الاجساد الجديدة كان بالإمكان أن ينتحر الفيروس كما يفعل النسر حين لا يقوى على البقاء.
هؤلاء الذين خرجوا فليعلموا انهم، قد تحدوا الله تعالى  بخووجهم هذا قبل أن يتحدوا،( بالدال المشددة) إرادة وقرار و تدابير أمة كاملة.
الله المجيب الرحيم، غني على خروجكم، وهو سبحانه وجل جلاله الذي ربط اللجوء الى قدرته عند الابتلاء والضيق ، بدون اي شرط،  لا في الزمان ولا في المكان، فلنا أن نتوجه إلى الله خفية ، نعم خفية.
كان من باب اولى، و من باب درء المفاسد ان نظلوا في بيوتكم ترفعون اكف  الضراعة الى العلي القدير، بدل ان ترفعوها في الشوارع بدون قفازات واقية- على الاقل- و هاانتم قد عدتم الى بيوتكم تحملون من الرأس الى اسفل القدمين الكثير من ذاك الذي خرجتم للقضاء عليه بخرق الحظر.
ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به.
المسرحي الاعلامي الباحث في الفنون التراثية
عبد المجيد فنيش.
العصا الهندية في الأزمة الكورونية بعد استفزاز جميل من سعيد السي حيدة.
 بعد التفرج على مشهد معاقبة المخالفين لمقتضيات حظر التجول في الهند ،  الا يحق لنا ان نتساءل على الجرم الذي ارتكبته تلك العصا ، حتى كان مصيرها البئيس ملامسة اجساد مخالفين لضوابط الحجر الصحي.
 اليس  من الوارد ان المدعو كوفيد 19 قد أقام بين اضلع الموقوفين الذين كان عقابهم هو الضرب بالعصا، ومن الوارد كذلك ان الحيوان الناطق قد نقل العدوى إلى  العصا الناطقة كذلك ، و نطقها هو صدى اصطدامها باجساد المعاقبين ( بفتح القاف)..
مسكينة  حقا هاته العصا ، فلا حظ لها حتى في ( خليان دار بوها)، واذا كانت الطيور على امثالها تقع، فهاهي العصي كذلك….
لكن اليس من باب الدفاع على حق العصا  في البقاء ، ان نحذف من لغتنا تلك الوصية القائلة : العصا لمن عصا، مادام الحيوان الناطق لا يرى ضررا في ان يصيب بالعدوى حتى الجماد.
نحمد الله ان هذا يحدث هناك…… بعيدا عنا……… بالاف الكلمترات،
والمقصود هنا طبعا هي العصا الهندية ،  وليس  كوفيد العالمي الكائن المنفلت من كل ابعاد الأزمنة والامكنة.
 من بؤس ايام كورونا:التحدي الباطل في الزمن القاتل.
ماذا تبقى! و ماذا ينتظرنا و قد اصبح مثل هذا المشهد  الشاذ ، أمرا يوشك أن يتمدد في الأزمنة والامكنة ، و هو في اكثر من حين  يتجلى بمظهر.؟!؟!
ماذا تبقى، وقد نفيق   على خرجات مثل  هاته، لاصحابها فهم خاص جدا للعيش المشترك.
هل يجوز لنا تحت غطاء الحق في الحياة، و الحق في حرية التعبير، ان نغمض الطرف و نصم الادان على حمم التهديد  البركاني الصادرة في  هذا المشهد ، و باعنف قاموس  لا سقوف له ، ولا خطوط حمراء و سوداء ولا …
ان اليقين هو ان الفقر هو المدخل المتقدم الى الكفر، خاصة عندما يأخذ بيده المدعو الجهل،
و يتعاهدا على الايفترقا.
 والكفر ضروب والوان  ،
و لعل اخطر  كفر ينتج عن زواج بين الفقر والجهل، لهو التطرف.
والتطرف باختصار ليس  مقصورا على ما هو  ديني ، و انما  هو كل  السلوك الذي قد يتحول الى مبدأ ، و على أساسه يتم التموقف من كل شيء.
و قد نكون الان من خلال هذا المشهد المرعب ، امام اجتماع كل اسباب تطرف اخر تتشكل  ملامحه مع حدة الأزمة و ما  فرضت  على الجميع من تدابير
فهل هناك تطرف اقسى واقصى من تهديد السلامة والأمن في الفضاء العمومي، والاعلان بكل صفاقة و وقاحة- وليست جرأة- على أن ينتظر القوم من هذا المواطن كل الأذى ؟!؟!
اليس من التطرف المزايدة على النظام العام ، و خاصة في حالة الطوارىء التي تعيشها بلاد نا، لعلنا نخرج منها باقل الخسائر؟
اليس من التطرف ان يمعن هذا المواطن في لغة الترغيب و الترويع ، و الناس اجمعين يعيشون هول ترويع كوفيد 19 ، الذي دفع البعض الى التخلي عن الطعام لتوفير مواد التعقيم؟!
هل  زمن كورونا  الذي اضعف امريكا، و فرق جمع الاتحاد الاوروبي،  يسمح ب (احتجاج) من هذا النوع  ، و بهاته الترسانة من القنابل الموقوتة التي تنتفخ بنطقها اوداج هذا المواطن؟
نعم، ثم نعم، لا جدال في ان انفجار هذا المواطن كما وثقه الفيديو، ماهو الا تحصيل حاصل من سياسات تعليمية و اقتصادية و…….و…، لا نختلف
ونعم ، وثم الف نعم ، فعوامل الضغط المؤدية إلى تطرف من هذا الصنف متوفرة،  كذلك لا نختلف.
لكن،  اليس لكل مقام مقال،  و ضرورات السياقات في كل الأزمنة والحضارات ، لا صوت يعلو فوقها، و خاصة أن كانت قد جاءت بإجماع القوم الذين رأوا فيها بابا من ابواب الخلاص.
و كم هو مؤلم جدا هذا المشهد،  لانه يهم مصير اسرة في وضع هش، لكن كم هو اكثر ايلاما لانه ينطوي – بوعي او بدونه- على نبرة التمرد ضدا على المصلحة العامة في هاته الايام الحرجة.
 الان ، و قد تصرف هذا المواطن متحررا من اي حس بالمسؤولية التي تتلاءم مع المرحلة على الاقل – ربما تحت تأثير شيء اخر- ، فكيف  ستتحقق حكمة و مسؤولية الطرف الآخر الذي هو نحن جميعا -من خلال الأجهزة المعنية- ،؟
في انتظار اليقين،  نسال الله تعالى الا يتكرر مثل هذا المشهد، و لو في كوابيس منام  ازمنة الكوفيد 19.
جائحة كورونا العالمية، و  أفق المقاربة   الصحافية الوطنية.
 كلما توالت الايام و تناسلت حلقات مسلسل كورونا ، الا و ازدادت بعض المهن حضورا في المشهد  العام  ، بل وفي الصنف الاول المتقدم من ادوار البطولة  حسب التعبير الدرامي.
تجربتنا المغربية منذ الشرارة الأولى للهيب جحيم كورونا،  تميزت  بتعميق الثقة اكثر في مهن،  ومصالحة مع مهن اخرى و تكريس توثر مع اخرى.
وهكذا، فقد صفق المغاربة بحرارة للامن الوطني و الدرك الملكي والقوات المسلحة،  والوقاية المدنية، القوات المساعدة و مصالح السلطة المحلية،و…..، و طبعا تم التصفيق للاطقم الطبية التي توجد في قعر السعير.
وللتذكير فان موقع الاطقم الطبية في منسوب الود لدى المواطن كان الى زمن قريب في الحضيض،
لكنالان -وعند الامتحان يعز النرىء او يهان-،  يمكن في المجمل القول إن مهن التطبيب قد تخلصت  – ولو مؤقتا- من بعض الندوب التي وسمت محياها بخدوش بارزة ، وان كانت كادت بعض الحالات الشاذة  تعصف بمنسوب هاته الثقة المسترجعة، كما حدث  مثلا في زلزال مستشفى الامير مولاي عبد الله في سلا، و الذي كان من هزاته الارتدادية، إعفاء مدير المستشفى.
و انه لمن عيون العقل ان تظهرفي اوج الازمات  بطولات  شخصيات من المهن المذكررة، و من مهن اخرى، لكن ماهو دون الصواب هو تواري مهن في الظل، بعد ما كانت الى حدود الامس القريب سيد ة كل الواجهات، بل وفيها وبها ومنها تتم صناعة وترويج  البطولات او الانكسارات في نفس الآن.
انها الصحافة، مهنة المتاعب التي لها وقع خاص جدا في عقول المغاربة الذين لا يترددون مطلقا في تصديق اي شيء جاء ذكره في * الصحافة*، دون تمييز . 
نعم ، انه الايمان المغربي بالصحافة  كمهنة لا ياتيها الباطل ، رغم ان نسب المقروئية متدنية رغم مظاهر  التناوب على نسخة واحة لجريدة ما في اكثر من مقهى ،في اكثر من زقاق،و في اكثر من مدينة.
الان، يحق لنا السؤال، كيف يرى المغاربة الحضور الصحافي الاعلاني في قلب الحدث الاول بامتياز منذ شهرين؟
في الخقيقة، لا يمكن الوصول الى جواب دقيق ، دون التأكيد أن في هاته الأزمة كل المهن ستبقى بين يدي اهلها  المتخصصين ، الا مهنة الصحافة التي يبدو وكأنها اضحت مجالا اكثر رحابة واتساعا.
لكن للقطع بين واقع الحال وبين ما كان يجب ان يكون،  يمكن حصر الحديث في مؤسسات مهنية سواء عمومية اوخاصة، معنية اكثر بالسؤال، و هي مؤسسات قليلة جدا قياسا مع الوجه الثاني من هاته العملة.
 مجرد نظرة سريعة على مشهد المنجز في مواكبة الجائحة، غني بالكثير من تمظهرات مهنية عالية،  تطلبت تضحيات من الاطقم لنقل التفاصيل من الخطوط الأمامية بجبهة الحرب الضروس مع الفيروس.
ولنا ان نفخر بهذا المنجز كما ونوعا ، و تنوعت و توزيعات محاليل و زمنيا على امتداد الوطن كاملا،.
ويبدو أن انجازات من هذا النوع تكلف غاليا على جميع المستويات، و لذلك فإنها – اي تلك الانجازات- تسائلنا بدورها عن طبيعة صداها لدى المتلقي.
اظن ان الأداء الصحافي والاعلامي الاكثر حضورا ومتابعة و نسب التلقي، يؤشر الان- اي الحضور-  على بوادر عودة الدفىء الى علاقة المواطن المغربي مع مصادر الخبر  المغربية ثم مواكبتها وتحليلها واستشراف تداعياتها.
وان هاته الفرصة المتاحة للمصالحة بين الاداء الصحافي و المواطن، هي فرصة لن تتكرر ، وذلك لسبب رئيسي حاسم، و هو انه بقدر ما ان  الازمة عالمية شاملة، فالمواطن المغربي لن يبحث على  تفاصيل هاته الازمة الا في ما يعنيه اولا، اي داخل الرقعة المغربية،  ومن خلال اداء مهني مغربي روحا واليات و جغرافيا ورهانات و…..
و هكذا هي الازمات العالنية، تقوي دوما الجبهات الداخلية، وعلى صحافتنا ان تجعل الازمة مدخلا للمصالحة أعمق مع المواطن في  الآتي من الايام.
تحية إلى كل نساء و رجال كل  المهن الموجودة في فوهة بركان كورونا.
 من تداعيات كورونا:موسم الهجرة إلى الجنوب.
كثيرة هي حسنات كورونا، خاصة في ما ارتبط بعلاقة الإنسان بنفسه و بمحيطه الصغير في ظل أيام الحجر..
إنها حقا لحظات مكنتنا من القبض على أشياء غالبا ما كانت تنفلت من بين الأصابع، و كأنها سوائل زئبقية.
ومن الحالات التي أراها قد انفلتت مني على  بعد أكثر من ثلاثة عقود عن لقائي الأول بها، الرواية التي أعلنت ميلاد أشهر أديب سوداني في العصر الحديث، إنه الطيب صالح ، وأما الرواية فهي التحفة
* موسم الهجرة الى الشمال*.
في هاته الرواية – التي ترجمت إلى عشرات اللغات- ، يصول بطلها سعيد محمود في ديار الغرب الأوروبي ، مستثمرا فحولته الأفريقية العربية الزنجية، متنقلا بين أبهى قينات  وحسناوات بلاد العجم المقبلات بشغف قاتل على الاعتصار بين دراعي الفاتح السوداني الأكبر.
اليوم الثلاثاء 31 مارس 2020, تحضر أمامي بكل التفاصيل مشاهد تلك الرواية التي أرخت لتمظهر متميز في الاصطدام الماتع والممتع  الناتج على الهجرة  من جنوب الكرة إلى شمالها.
لقد حضرت رواية الطيب صالح أمام عيني،  وأنا اتأمل في خبر تناقلته بعض وسائل الإعلام ، مفاده أن عددا  من الشبان المغاربة المقيمين في اسبانيا ، فروا من جحيم كورونا في اتجاه المغرب مستعملين القوارب المطاطية التي ربما كان بعضهم قد امتطاها منذ أمد للوصول إلى ذاك الشمال.
وهكذا انقلبت كل الثوابت بسبب كورونا، و هكذا أضحى  *الحريك*  صوب الاتجاه الذي كان منطلقا.
أتذكر جيدا أنني قرأت كثيرا من شهادات اوروبيين ، و أساسًا من اسبانيا أيام الفقر الايبيري، و كيف أنهم كانوا يتسابقون نحو الإقامة في المغرب، و كيف انهم كانوا يقومون بمهن ما كان المغاربة يرضونها لأنفسهم رغم الحاجة.
لقد كان أهل الشمال هنا، و التحق أهل الجنوب بالشمال، و ها هم  الآن بعض الجنوبيين يعودون إلى نقطة منطلق الرحلة.
وهكذا مرة أخرى يستطيع هذا الكوفيد أن يبعثر كل الأوراق وأن يخلخل كل الحسابات التي أنجزتها عقول أنبغ الناس من خلال الحواسيب الأكثر دقة من الدقة نفسها.
نحن الآن أمام مشهد امتزجت فيه كل مدارس و ألوان التعبير منذ الكلاسيكية إلى مابعد ما قد يكون بعد الحداثة.
فبالأمس كانت قوارب الهجرة نحو الشمال، و قد تمت تسميتها * قوارب الموت* و ها نحن اليوم أمام نفس القوارب، و لكن من الشمال إلى الجنوب، و قد أطلقت عليها اللحظة اسم- بفضل جائحة كورونا – *قوارب النجاة*.
إنها تجليات التشبث بالقشة مخافة الموت، ففي البارحة كان البعض يركب الموج من أجل ضمان حياة في نعيم الشمال، و اللحظة  يتم ركوب نفس الموج للعودة إلى  الوطن الذي فيه على الأقل الدفء الحميمي القادر على تبديد هواجس الموت،  بسبب فيروس حجمه أصغر من نقطة ماء واحدة من ماء البوغاز الفاصل بين الشمال والجنوب ، بأكثر من مليون مرة.
وماذا بعد !؟!؟
 سقط عبيابة، و قام المستقبليون:الانتهازية صفوف و صنوف
العبد الضعيف، كان من بين الأوائل الذين قالوا في أكثر من مناسبة ومحطة ، إن السيد عبيابة لن يطيل المقام في أريكة الحقائب الثلاثة جملة وتفصيلا.
لقد جالست الرجل ثلاثة ساعات في إطار دورة يناير للمجلس الإداري للمسرح الوطني محمد الخامس، و كان الحضور متنوعا من مبدعين وإداريين و ممثلي مرافق عمومية أعضاء في ذاك المجلس.
حديث الرجل خلال ذاك اللقاء
(الأول والأخير معه)، كان دالا على أن منطلقات مفاهيم الرجل،  ومؤشرات ما كان ينوي من مقاربات في قطاع الثقافة، لن تكون إلا سببا في قفزة لكن في عمق مطب  سحيق.
وكم  ظل هذا الانطباع و انطباعات مماثلة لآخرين حضروا ذاك اللقاء يرافقنا  إلى أن انفجرت قنبلة تصريحات الرجل في مجلس النواب حين أهان المسرح المغربي، و أعلن عزمه هدم ما هو قائم من بنيان ، و البناء على أنقاضه، لكن أي بناء و بأي أدوات ؟!؟!؟. ذلك هو السؤال .
ذاك التصريح  الذي نشرته بعض الصحف،  فرق النشطاء المسرحيين إلى صفين، الأول وهو الذي قادته النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، التي  اعتبرت أن الأمر محطة مفصلية يجب التعامل معها بكل جدية و مسؤولية، وبالتالي فقد ذهبت هاته النقابة بعيدا في محاولات الدفع بتقويم اعوجاج منطلقات و مفاهيم الرجل.
أما الصف الثاني ، فهو صف الذين هرولوا إلى أحضان الرجل، وتولوا مهمة الناطقين باسمه في نفي وجود التصريح  الذي أفاض الكأس.
 و هكذا فإن هذا الصف قام  بدور محامي الشيطان ، في الوقت الذي لم يستطع صاحب التصريح  لا التأكيد و لا النفي.
أما الصف الثالث فهو صف الصامتين الذين ينتظرون النتائج فقط ، و ليبحثوا لأنفسهم في خضمها على موقع.
وفي كل الأحوال ، فالصف الثاني والصف الثالث تجمعهما خاصية لئيمة , ألا وهي الانتهازية لا غير.
لكن الانتهازية ، عندنا  -للأسف- ها هي تاخذ تمظهرات أخرى  بعد أن سقط الرجل، حيث  تعالت أصوات يصعب تصنيفها في صف من الصفوف الثلاثة، وهي الآن  تستعرض بطولات وهمية في (مقاوماتها الشرسة للرجل)، في حين أن هاته الأصوات إلى غاية عصر  7  أبريل 2020، كانت لغزا يصعب تفكيكه ، لأنها كانت في كل محطة مع صف ما، و قد صدق من وصفهم يحق بذلك وصفهم ب( الزئبقيين).
أتذكر جيدا ما قاله  عدد من الزئبقيين  في مرحلة الانطباعات حول مروري في مواجهة الأخ الأستاذ بلال مرميد، حيث ذهب البعض إلى لومي بعنف، و كان سبب لومهم هذا هو قولهم:
* لقد كنت غاية في العنف ضد السيد الوزير عبيابة، وهذا سيؤثر سلبا على علاقاتك كمهني مع وزارة الثقافة في الآتي من الأيام.*
الآن ، و قد ذهب الوزير،  وبقي العبد الضعيف في الصف الذي واجه أهواء ذاك الوزير، أحمد الله حمدا كثيرا أنني قلت منذ ثلاثة أشهر في FBM المواجهة  :  إن الوزير عبيابة، هو ناطق رسمي باسم حكومة كاملة، فكيف لم يستطع أن يصرح باسم وزارته فقط،  ليؤكد أو ينفي تصريح إهانة المسرح المغربي في مجلس النواب ،  ومن يدري  أن ذاك التصريح كان بداية دخول المطب.
الآن نحن أمام وزير جديد،  وبقضايا قديمة ينبغي الاشتغال عليها من اللحظة هاته في جو جديد معقم من فيروس الزئبقيين الذين جهزوا أنفسهم منذ مغرب 7 ابريل 2020، للأدوار الجديدة في كواليس و خشبات المستقبل القريب مع الوزير الجديد..
 اختلاس احتفاء ب* شعبانة*، في ذروة اكتساح كورونا
 خلال اليومين الماضيين،  واليوم أيضا ، انتشرت في الكثير  من مواقع التواصل، فيديوهات وصور وأخبار ، حول السعي الحثيث لفئة من المغاربة على اختلاس فسحة من الزمن الكوروني القاتل، بحثا على لحظات الأنس في رحاب *دم العنقود*، و سيدة الأبخرة  الفاضلة *الشيشة*، وصاحبة السعادة *لفافة الحشيشة*، و…
ففي إحدى الغرف البئيسة في أحد الأحياء المنسية في الدارالبيضاء، شثتت  مصالح الأمن شمل ليلة أنس ، تراكم فيها عدد من الأجساد بكل حميمية    ( شي فوق شي)، داخل رقعة  كمساحة قبرين ملتصقين، بتأثيت مزاجي ما بين سوائل و غيمات دخان.
وفي الرباط وثقت صورة لطابور طويل عريض للعشرات ، وقد ازدحموا محتكين ببعضهم ، و كأنهم  عند مدخل ملعب يحتضن الكلاسيكو. 
هذا الطابور، لم يكن إلا لأناس يبحثون على نصيبهم من قنينات نبيذ (ميكة زينة التصميكة) أو جعة ( عيشة الطويلة) ، لعلها تعينهم على تجاوز بعض محن الحجر الصحي خلال يومي السبت والأحد، (WEEK END)، و لو أن الأيام مع الكوفيد 19 أصبحت كلها متشابهة.، حيث لا ندري رأس الأسبوع من قدميه.
و كم ترتفع أشكال البحث على لحظة انتشاء ، -و لو كانت نهايتها سجنا- في هاته الأيام الغبراء ، فكيف سيكون الأمر إذا اقترن الزمن مع السيدة *شعبانة*، وما أدراكم ما شعبانة !!!
إنها شعبانة التي يعلن فيها الشاربون، إنهاء سنة إلا شهرا واحدًا من الرشف الكحولي،- ليس بمحض إرادة-، وإنما بتوقف اضطراري يفرضه شهر رمضان المبارك، لتنطلق بعده الشواليات ، وتعود ريمة إلى العادة القديمة.
الآن دعونا نكتفي بالسؤال:
ما معنى التكدس و الاحتكاك في ( البريتش ) و أمام باب (البيسري) الموصد نصفه، ومتى في ذروة  حيوية انتقال العدوى ؟؟؟
أهو  التأكيد على أن لا قوة تحول دون العاشق  و المعشوق؟ و أن الممنوع -وفي كل الظروف- ، سيبقى هو المطلوب ، و لو كلف بلوغه النفس قبل  البديل الذي هو النفيس؟ 
أم أن زمن الفيروس القاتل ، يقوي في النفوس فيروس التحدي الذي لن يكون بنفسه إلا قاتلا.؟
في كل الأحوال، سيتم تعليق كل هاته الخطايا ( التكدس) على مشجاب  شعبانة، التي جاءت في 2020 ، في ظرف يعمق الحاجة إلى تغيير (الجو), وتغيير الجو ، لا يناله في هاته الأيام إلا من قال مع امرئ القيس: اليوم…، و غدا أمر .
ترى أي أمر قد يكون بعد هذين المشهدين ؟.
اكتشاف نواة فيروس كورونا: *الحقد اللعين على الفنانين*
من يكون ذلك الرجل المتشنج الغاضب العبوس،  الذي خرج في فيديو  يصب حمم براكين قواميس السم  القاتل  في وجوه  كل الفنانين المغاربة بدون استثناء.؟!
من يكون  ذاك الرجل الذي ركب على مطالبة فئة من الفنانين ( منتجو الأفلام) الحكومة بالنظر إلى أوضاعهم في ظل تداعيات الجائحة التي طالت العالم كاملا.!؟
من يكون ذلك الرجل الذي أطلق العنان  للسان خبيث مقيت حاقد، وهل كان ينطق بهواه ، أم  لم يكن إلا بوقا ظاهرا  والمتحدث غيره  يجلس القرفصاء في الكواليس .؟!
علمت  – ويعلم غيري- أن ذاك الرجل المتحدث ،   يصف نفسه بالحزين، وذاك حقه، بل وله أن يحزن متى يشاء وأن يقيم في حزنه أو يتركه ، فذلك شأنه .
لكن متى كان حزن فلان ، مبررا لقصف عشوائي بأخطر أسلحة التحقير والتشهير و التبخيس و التضليل والتدليس، إضافة إلى ماهو مصنف في باب السب والقدف، بل ومن أخطر أسلحة ذلك الفلان الحزين : التحريض ضد الفنانين المغاربة ، إذ أومأ بأكثر من إشارة ماكرة ا
إلى أنهم زنادقة، 
أستطيع القول إن الرجل الحزين هذا، قد لخص في خمس دقائق  بأوسخ أوساخ العبارات ، موقف البعض من الثقافة والمثقفين والفكر والمفكرين، و الرياضة والرياضيين و الفن والفنانين، و…و…، حيث أن هذا الحزين أسقط الجنسية المغربية عن العاملين في هاته الحقول، و اعتبرهم من غير الشعب المغربي  وحرمهم من حقهم في التعبير ، بل و جعلهم مجرد ناس عهر وفسق و ميوعة، وفجور،  و…و..
خطاب هذا الحزين واضح جلي، و مرجعياته واضحة معلومة، و قد اعتقد المسكين أن أحسن مناسبة لتصفية حساب الجهل مع حقل الفنون، هي أيام كورونا، إذ أنه راهن بسوء نية على إقناع عقلية مهزوزة من أمثاله ، بأن معضلة المغرب تكمن في فنانيه ، و بالتالي فقد حسب أن  المناسبة سانحة لدق آخر مسمار في نعش حقل الفن المغربي.
لا يا هذا الحزبن، ولا أخرى،  وبكل لغات وبلهجات  الناس اجمعين،  لا ثم لا ، فالفنانون المغاربة  بنات وأبناء لهذا الوطن، تختلف حساسياتهم وتجاربهم و قدراتهم ،  و تتنوع مستوياتهم الإبداعية والمعرفية والجمالية، و تتباين أدواتهم بتباين المتلقي وتعدده وتنوعه في الأزمنة والأمكنة.
نعم الفن المغربي صنوف و ضروب،  فيها الجيد وفيها الحسن،  وفيها المتوسط و فيها الضعيف البئيس، تماما كما هو قائم في كل الحقول والمهن ليس في مغربنا فقط، وإنما في كل أرض الله تعالى وسبحانه ، وقد تطاولت  أيها الحزين على جلال قدرته و مشيئته، و لعنت و رجمت عباده الذين لم تشق قلوبهم لتعرف سرائرهم.
الفنانون المغاربة لهم معايير قانونية وهيكلية تنظمهم، وقد  ناضلت الأجيال الفنية لإرساء تلك البنيات التي هي المرجع الأوحد للتصنيف والتقويم والتقييم، و العاملون في الفنون المغربية – طبقا للقانون الذي ربما لا تؤمن به – يؤدون خدمة عمومية –  ليس هذا زمن تقييمها جماليا- ، وإن اشتغلوا فهم يشتغلون بناء على طلبات عروض بمسطرة غاية في التعقيد و التعجيز ،  ويؤدون الرسوم و الضرائب، ويسهمون في تشغيل الآلاف من المغاربة،  و يتعرضون للافتحاص و للمحاسبة ،  ويعاقبون إن ارتكبوا ما خالف القوانين .
إنهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات، وفرص اشتغالهم قليلة شحيحة في الأيام العادية، و تزداد شحا في بعض الأيام  كأيامنا هاته،  ولهم مؤسسات وصية هي الأدرى بخصوصيات مهنهم في الأحوال العادية، و في الأحوال الاستثنائية و منها حالة هاته الجائحة، وقاك الله منها أيها الحزين.
فيا عجبا لحزين – هو في حاجة إلى لحظة انفراج لشيء من  حزنه-، يشحذ السيوف داعيا خيل الله إلى حرب ضروس ضد عدو اسمه الفن.
لقد أخطأت الطريق، لأنك أيها الحزين اخترت السواد لنظارتيك ول(كمامتك) في زمن كورونا.
أدعوك أن تتقي الله في نفسك، فقد تتقيه في عباده، وذاك أفضل بكثير من قذف الناس بما لا يرضي الله و لا العبد.
 الملحمة الكوميدية، في الأيام الكورونية:الجزء الاول *أيام آمل حياتي،وسواح*
 إذا كانت الحاجة أم الاختراع، فإن المأساة أم الكوميديا،، إذ أن من رحم الهم والغم والكرب، تنبعث أجمل التعبيرات التي تبدل الحزن  انشراحا.
و قد أكدت كل النوازل التي عشناها نحن مواليد السنوات الأولى لاستقلال البلاد، أن الهم كلما استشرى في النفوس ، إلا و رافقته في خط متوازي  السيدة النكتة الساخرة ، التي  تحول لوحة الوجوه العابسة ،  إلى سمفونية قهقهات مديدة الصدى الذي لا يتوقف إلا بقولنا : الله يخرج هاذ الضحك بخير….آمين.
هكذا نحن، لنا قدرة خارقة على تحويل المبكى إلى لحظة ابتهاج، حتى أن البعض يقول في مغربنا: جثمان الميت يأبى الخروج من دار المأتم إلا بعد سماع ما يضحك.
مواليد  السنوات الأولى من الاستقلال( الذين دشنوا أيامهم الأولى في التقاعد الآن) ، يتذكرون أن بلادنا عاشت  استنفارا ضد وباء جلدي بعد حرب 196 ، و الأمر هنا يتعلق ب *الجرب*, هذا الويل المعدي ، الذي تصبح به الأجساد من الرأس إلى القدمين رقعة دمامل دامية، كلما تم حك إحداها ، إلا وتناسلت العشرات على يمناها و يسراها.
إنها ( الجربة) أو ( الحكة) ، التي تزامن تفشيها مع  ظاهرة إرتداء الفتيات ل ( الصاية فوق الركبة)+ Mini jupe+، فتم التخلي بسرعة عن ( الصاية المقزبة) ، و ارتدت البنات السروال.
و قد كان من الطبيعي أن يتحول الغم إلى بسمة، فكان أن أطلق المغاربة اسم( أمل حياتي) على هذا الأرب الذي ظهر متزامنا مع انتشار اغنية (امل حياتي) للسيدة أم كلثوم .
ويتذكر بعضنا ، كيف  ونحن صبية ، نردد تلك اللازمة القائلة:..أمل حياتي …حك ..حك بلاتي،
(بلاتي تحريف لتعبير بالتي هي أحسن).
و كم أبدعنا حينها من حركات جماعية -قد تكون رقصة إن وجدت من ينسقها بمهنية-  ، نظهر فيها بحس فكاهي ، كيف يحاول الناس إخفاء الحركات غير الإرادية للنبش في الدمامل الموجعة،   ما ظهر منها و ماخفي. 
و نتذكر كذلك مرض الرمد ، الذي أصاب عيون المغاربة أجمعين،  مع بداية سبعينيات القرن الماضي، و كنا قد أطلقنا عليه اسم ( سواح ) ، موازاة مع انتشار الأغنية الشهيرة لعبد الحليم حافظ ( سواح).
غنينا أيامها في أزقة سلا وعيوننا دامعة منهمرة : سواح.. وباش نمسح عيني؟..
سواح.. و باش نغسل يدي؟.
هكذا ، هي المآسي تلد الوجه الآخر من العملة، إنه وجه السخرية من الحدث ، في محاولة للانتصار عليه نفسيا على الأقل.
وإن هذا ما يحدث الآن في زمن كورونا ، و من ثورة التواصل الاجتماعي.
أسأل الله أن ييسر لنا زمنا، للوقوف عند ثنائية المأساة والملهاة في واقعة الكوفيد 19.
نلتقي في لغو قريب إن شاء الله.
منطقة عبدة ، ومدينة آسفي في زمن كورونا:*من القائد عيسى بن عمر، إلى القائدة حورية*
أصبحت القائدة حورية أيقونة لنساء ورجال السلطة المحلية في مدينة آسفي ، بفضل أسلوبها في السهر ميدانيا على تطبيق التدابير الاحترازية التي قررتها الدولة ضمن مقاربات الحد من تفشي الكوفيد 19.
لقد تفاعل الرأي العام بكل إيجابية مع الوقفات (الرجولية) لهاته السيدة، حتى ذهب البعض إلى إنتاج و ترويج أغاني تشيد بها.
و تسليط الأضواء بكثافة على حورية، لم يحجب في نفس الآن، كاريزمات متفردة لنساء و رجال آخرين، من مختلف مهام ومهن الواجهة المتقدمة في الميدان الموبوء.
فلنا كم هائل من اللحظات التي توثق لمشاهد بطولية على خط التماس القاتل، في نكران للذات بشكل أسطوري، سواء داخل المدن ، أو في الطرق الرابطة بينها، على مدار ساعات اليوم ، أو ….
ويبقى صمود وتضحية العاملين في مهن التطبيب داخل  المستشفيات ، في أجنحة الكوفيد، العملة الصعبة الأولى، وهي التي لن تسكها دار سكة، ولن تستوعبها بورصات العالم أجمع. 
وبعودتنا  الآن إلى حيث كان المنطلق، في هذا اللغو، أي القائدة حورية (ومن خلالها إلى كل من هم في فم المدفع) فإن العودة ستأخذنا بعيدا و بالضبط إلى نهاية القرن التاسع عشر، و بداية العشرين، و في عبدة، و أساسًا آسفي، لنحط الرحال عند نموذج رجل سلطة مناقض جملة وتفصيلا لحورية.
إنه القائد عيسى بن عمر العبدي، هذا الرجل الذي سجله التاريخ ضمن لائحة أبشع القياد والباشوات، الذين قهروا العباد و سرقوا ثروات البلاد ، في أحلك أيام المغرب سياسيا و اجتماعيا واقتصاديا، حيث تحالفت الفتن مع الكوارث الطبيعية و الجوائح.
 وبعد قرن من الزمن, و في نفس الأماكن التي كان فيها عيسى بن عمر، ينشر الموت، وهو يصول ويجول ببطشه الفنتازي، ها هي آسفي- التي يلعن ترابها ذاك القائد- ، تخرج مصففة رافعة شارات النصر، في تحية رمزية للسيدة  القائدة حورية .
نعم إن الأمر يتعلق بزمانين متباعدين، وبشخصيتين لكل واحدة منهما سياقها الخاص، وأن  لا قياس مع وجود الفارق. نعم و لا جدال في هذا، لكن ألا يحق لنا أن نأخذ العبرة مما حصل؟
والذي حصل هو أن جمال لحظة اليوم مع حورية، أحيا فينا مزيدا من النقمة على أيام عيسى.
في زمن عيسى لم تكن من وسيلة لتوثيق سلوكه سمعيا أو بصريا، وقد روى المؤرخون عن أيامه التفاصيل في آلاف الأوراق،  -التي قد يلخصها في زمننا هذا، فيديو مدته 3 دقائق -.
لكن ستبقى أزجال شيخة العيطة المبدعة خربوشة ، شاهدة على توثيق فني شعبي لزمن هذا القائد، الذي نگل بالأشاوس من الرجال وأخرس ألسنتهم، لكن عجز أمام صوت امرأة تردد  *عيطتها* ، فتردد سهول و هضاب عبدة صداها، وكلما سمعها منذ ذاك الزمن إنس، إلا وقال: ألا سحقا لعيسى، و رحمة الله على خربوشة.
أما اليوم ههههههههههه، نعم الأخبار توثق و تروج في حين نوازلها، أي بدل خربوشة هناك هههههههههه 
أيها الناس الذين قد تغويهم غواية، وتعميهم أنانية، خذوا حذركم ، و كونوا مثل * حورية*  فإن الأزمنة الآتية لن ترحم من سعى ليكون مثل *عيسى* ..!
في أزمنة كورونا:صدق أبريل، و كذبت باقي الشهور
ارتبط شهر أبريل منذ أزمنة في ذاكرة الناس ، بشهر الكذب المباح، و خاصة في يومه الأول.
و معلوم أن أصل كذبة أبريل هو موضوع عديد من الروايات، في مقدمتها علاقة هذا الشهر بالتقويم  الميلادي، و التغيير الذي حدث عليه في القرن السادس عشر، حيث تحول فاتح السنة من فاتح أبريل الى فاتح يناير.
و قد تأتي في المرتبة الثانية الرواية الايبيرية، التي قالت إن المسيحيين بعد أن تمكنوا من السيطرة على كل الأندلس ، أطلقوا كذبة قالوا فيها : إن سفنا جاءت لتنقل المسلمين إلى شمال إفريقيا، فهب المسلمون إلى الموانئ،  ليكتشفوا أنها كذبة، حيث وجدوا جيوش المسيحيين تنتظرهم، وكان ما كان من تقتيل، و قد كان اليوم غرة أبريل.
كما أن هناك رواية هندية، و أخريات بلقانية و قوقازية، و…و..
و الأهم الآن – مهما اختلفت الروايات- ، هو أن أبريل هو شهر الكذب الذي بقدر ما ينتظره الجميع،  فإن هذا الجميع تنطوي عليه الكذبة فيصدقها لحظة ، قبل أن يدرك أنه وقع في الحفرة التي حفرها بنفسه.
  وقد تبارى الناس في تأثيت طقوس ترويج الكذبة ضمن منظومة محكمة لصناعة الحدث، و توفير قنوات صرفه ، و قد ازداد الإبداع في هذا الأمر مع الإمكانات التي توفرها وسائل التواصل الآن، و التي يقتات بعضها بالكذب طيلة السنة.
لكن ، ها هو أبريل 2020, يتطهر من جرم الكذب الذي اقترن به أمدًا غير قصير، و ها هو أبريل هاته السنة الغبراء  يصبح أصدق الأشهر، و أن صدقه غفر له خطايا كذب ما مضى.
أبريل اليوم ، إنه شهر الحقيقة، المفجعة التي عرت العالم .
أبريل أسقط أوراق التوت على عالم كنا نظنه قويا موحدا متضامنا ، و بالتالي مؤهلا لربح حرب النجوم – إن هي وقعت-.
أبريل اليوم اقتلع الشجرة التي أخفت الغابة زمنا طويلا، فظهرت الغابة مجرد أرض قاحلة تشققت تربتها بجفاف لا يبقي و لايذر.
أبريل اليوم ، فضح التكثلات القارية والإقليمية و..و…، و فضح كل منظماتها ومراصدها و مراكز الدراسات فيها، فلا* شينگن* ظل فضاء لاوروبا المتقدنة ، و لا *الآسيان* وقف صامدا أمام طوفان الكوفيد، و لا الأمريكان استطاعوا حماية أرضهم من الفيروس، حتى ظن الناس أن العم *سام* قد استسلم، و… ولا…..
أبريل جاء هاته السنة – و ككل السنوات في موعده- لكن بجلد غير جلده، فها هو جاء ليمحي الكذبة التي جعلت الناس ينامون في العسل، منذ ظهور أول حالة إصابة بالكوفيد 19، وعلى مدار ربع سنة.
 إنه صدى دوي رعد أبريل الصادق الصدوق، يطرق الأسماع قائلا : إن الأمر أكبر مما حسبه الناس في مشارق ومغارب الأرض.
وقد صدق أبريل، حين فند كذب  كل تجار الكوارث الذين باعوا الوهم – كل بلغته وطريقته -، حين كانو ا يروجون أن نهاية التراجيديا على مرمى حجر.
أبريل يقول : نعم ستنتهي المأساة حين تكتمل الأسباب، و لعل أولها أن يتحمل كل واحد من الناس مسؤوليته في حفظ نفسه، وفي ذلك حفظ لسلامة الآخر. 
إنها معادلة تبدو سهلة لكونها تقوم على أن مفتاح الخروج من عالم ، والدخول إلى آخر، هو بيد كل مواطن  إذا ما تخلى على أنانيته  وتنازل على بعض عاداته، وقاوم هواه بعدم الخروج ، في انتظار زمن الخروج الآمن. 
أرايتم (هاذ الدخول و الخروج فالهدرة), قد يكون هو عين العقل في زمن الكورونا، فدخول عالم بدون كوفيد، لن يتم أولًا إلا بشرط القطع مع الخروج من أجل الخروج.
فلنودع زمن:
– فاين غادي (ة)؟
– ما غادي(ة) فين
– كيفاش ما غادي (ة ) فين و أنت خارج (ة) ؟!؟!
–  أنا غير في راس الدرب..
ويبقى الأمل في أن يأتي *ماي* بشيء من الربيع الذي قيل لنا أنه هو سلطانه.
 _في مقهى كوفيد، بشارع كورونا_:لقاء لويس باستور بأبي الطيب المتنبي.
 من تداعيات زمن كورونا، ظهور دعوات للتوجه مغربيا نحو البحث العلمي، وجعله من الأولويات عبر تخصيص الموارد و الشروط الكفيلة بأن يحقق هذا البحث إنجازات تضمن للبلد اكتفاء ذاتيا، و أساسا – بحكم خصوصية اللحظة التاريخية- في مجال الطب والصناعات الموازية له.
إنها دعوة في وزن مرافعة لا يمكن إلا الانخراط فيها، و العمل على أن تتحقق شروط هذا المطلب الحيوي ، خاصة وقد أكدت الأيام أن المعيقات مادية، وأن القدرة الابتكارية الوطنية متوفرة داخل البلد كما خارجه.
 لكن، – و ما أخطر الناسخ لكن-،  هذا الطموح  المشروع، سرعان ما أفسدت نشوة الإجماع عليه، خرجات *راديكالية* ، ظاهرها الرحمة، و باطنها العذاب،  حيث تعالت بعض الأصوات ، تردد شعارات من قبيل:
–  لا حاجة للمغرب بالرياضة ولا الثقافة ولا الفنون، و….و….
– المغرب لا يحتاج إلا للمهن التي هي حقا الآن في واجهة مواجهة الجائحة.
 في تقديري المتواضع ، إن شعارات  بهذا المضمون، تريد  -بقصد أو بدونه- أن تخلق شرخا في منظومة المجتمع، إذ أنها توهم – خاصة صغار العقول- أن معضلة البلاد في العلوم الإنسانية والفنون، و ألوان التعبير والأداء المهاراتي الجسماني، و…، و…
وإذا كان الأمر هكذا ، فقد وجب أن نتبادل التعازي بيننا في رحيل الفقيد *التوازن الإجباري بين العلوم الحقة وغيرها من الإنتاجات الإنسانية *.
وهنا لابد من التساؤل – الإنكاري طبعا- لعلنا نبلغ بيت القصيد، فنقول :
– هل كانت حضارة الإغريق أن تقوم بتلك العظمة وتخلد مأثوراتها، بوجود * أبي قراط * و تلامذتة ، دون أن يكون في المقابل *أفلاطون* و *سقراط* ، و….؟
– الحضارة العربية الإسلامية ، هل كان لها أن تسود زمنا مديدا، دون * ابن سينا*  و *ابن النفيس* و *الإدريسي* و* *البيروني*، و… و… ، و بناة الأرواح ك *المتنبي*  و *زرياب *و *ابن رشد *،  و…، و…؟
– النهضة الأوروبية منذ القرن الخامس عشر، –  التي بمنطلقاتها يدار العالم اليوم- ، ألم تجمع في مزيج سحري بديع بين *گاليلي* ، و * راسين*، و  *وشكسبير* و ” *مونتسكيو* و *ماركس* ،  و *اينشتاين*، و… و…؟
 – حضارات آسيا القديمة ، التي أنتجت  اليوم ، مدنية أخرى ، من خلال نماذج  الصين واليابان وكوريا … و…، ألم تقم في ماضيها السحيق إلا على زواج وثيق بين منتوجات المادة، و إبداعات التفلسف و الآداب و الفنون  و…؟
– هل يمكن القول إن الآخرين ، تقدموا لأنهم شيدوا المستشفيات والمختبرات و أنتجوا اللقاحات والأدوية، و رضوا بذلك دون غيره ؟
الجواب هو أن أعرق الحضارات وأقواها ، هي التي وفرت للناس كل شروط العيش المادي، لكن ، – وها هي لكن تعود ثانية- ، في تناغم مع إشباع معرفي إبداعي ، عقائدي …، وهذا الإشباع هو الذي يحقق إنسانية الإنسان، ويصنع المواطن المؤهل لابتكار ماهو مادي، وبالتالي استثماره و تطويره وحمايته من عوامل الإصابة بالضعف و ربما الزوال .
إن المعضلة ليست في الثقافة والفنون والإعلام والرياضة و.. و…، و إنما في بعض تمظهرات هاته المجالات، حيث اختلط الحابل بالنابل، و سادت الرداءة واستأثرت بالواجهات، و توارت الجودة والجمالية إلى الخلف، فحدث أن تسيدت التفاهة، وانزوت الحكمة، واستأسدت ثقافة  *البوز* السخيفة، فترجل فرسان بديع الكلام والمقامات والأنغام والمشاهد البليغة، والمصنفات الدقيقة ، و…
ويزداد الوضع تعقيدا، حين نعلم أن البعض من الذين يدعون إلى القطع مع العلوم الإنسانية و الفنون و…، هم من ساهموا ب * اللايكات* 👍🏼 Like في تشييد الصروح الرملية وبروز نجوم الوهم التي ظنوا عبثا، أنها المالكة لأدوات بناء الإنسان فكرا وإحساسا وتفاعلا مع الوجود.
والآن في هاته اللحظة الفارقة، يكتشف هؤلاء * اللايكيون* أن تلك الصروح قد شيدت على شفا جرف هار، و لم يكن أمامهم -للأسف العميق-  إلا الدعوة إلى إحراق الأصول ، بدل سحب النسخ الزائفة ، مع العلم أن الزمن كفيل بتطهير نفسه بمطهراته و معقماته الخاصة.
والأمل الآن أن تفتح هزات كورونا البصائر قبل الأبصار، على أن رحلة الوجود لا يمكن أن تكون ذات معنى ، إلا بعقل سليم في جسم سليم، رحلة تقتضي أن يسير في دروبها  *علي الصقلي*… و *العربي بنمبارك* و…  و *أرمسترونغ* و… و * فيكتور هيگو* و… و *الطيب الصديقي* و… و *عبدالله العروي*… و *محمود درويش* … و *كوبرنيك* و *گاگارين* و *مايكل جاكسون* …و *طوماس هودجكن* و *جيمس بركنسون* و *توماس أديسون*…
أعتذر، لقد تأخرت على السيدين *أبي الطيب المتنبي*، و *لويس باستور*، إنهما ينتظران فنجاني القهوة التي تعودا رشفها يوميا في هاته المقهى.
 لغو اخر عبد المجيد فنيش   
 مشهد بعض شبان البيضاء، وهم يغسلون ( الوضوء الكبير) في الشارع ،-  دون ان يغفلوا  اي طقس من طقوس  الحمام-, هو مشهد مقزز نشر الرعب في نياط قلب الكوفيد 19, الذي يوجد الان في احدى مصحات الأمراض العقلية، و تحت التنفس الاصطناعي، من هول ذاك التحدي الذي جعله اضحوكة، و هو سائل الأسرة الكورونية العريقة
مسكين حقا هذا الفيروس الذي قهر العالم،  ولم يخل لحظة، – حتى في المنام-  ان تهان هيبته  بذلك المشهد العاري من كل حس انساني .
 وهكذا ينهار الكوفيد 19, أمام فيروس اعتى منه، واقوى ضراوة  منه، بل ومن جد جد قبيلته و عشيرته، انه فيروس:
 * جيم  شين  باء *
وحين نكشف  الشفرة : 
 *جنون… شي …..بشر*.
لقد صدق من قال حين شاهد ذاك المشهد القاتل: *وسخ البصائر  لا يغسله ماء ، سواء كان الغسل في الحمام، او في الشارع.*
لغو اخر عبد المجيد فنيش :
+ مع ايام كورونا، اصبحت رائحة جافيل المقززة من ازكى العطور التي لا تضاهيها عطور كبريات الدور  الباريسية.
قبل كورونا ، كانت رائحة جافيل التي تنبعث من بعض ربات البيوت، سببا متقدما من اسباب الطلاق.
اليس للناس في* العطور مذاهب* !؟!؟
+ نسال الله الا تكون نهاية *الحجر الصحي، بداية  الضريب بالحجر*
اليس الحمق على *مرمى حجر*!؟!؟.
+ اخطر ما يهدد الحجر الصحي، هو حجر طائش يرميه فتى طائش على نافذة غرفة بيت الجار، لعلها تطل عليه بابتسامة.  
انذاك ، سيصيح القوم :* فكها يامن وحلتيها*.، لقد ذهب *الحجر بالحجر*.!!!
+ الان مع هذا الحجر فقط ، فهمت جوهر التعبير الشعبي المأثور: *فلان حجروا عليه* .
+ عهد كورونا احدث تقويما زمنيا حديدا ادخل كل التقويمات *الحجر الصحي*.
+ تضحكني كثيرا مشاهد  بعض الذين يقتحمون بؤر التجمعات في الاسواق، و هم يصورون فيديوهات يستنكرون فيها خرق الحجر الصحي، و ماهم بالمهنيين المعنيين بمثل هاته المواكبات..
الا ينطبق على هؤلاء، قول القوم: *فم الفروج  كيودن، ورجليه فالنجاسة*!؟!؟!
 في زمن كورونا:النيكوتين القاتل .. مشروع دواء فاعل !؟!؟!؟.
*
تأكد وقوف العالم مشدوها شبه عاجز أمام الجائحة التي تحدت أحدث تكنولوجيا العصر و أرقى مختبراتها.
ويبدو أن العالم قد ضاقت به السبل مهما رحبت، حتى أضحى يتعلق بخيوط العنكبوت و يراها حبل النجاة السميك.
وكم تعددت هاته الحبال بتعدد مصادرها من كل الثقافات و المواقع، من مشارق الأرض و مغاربها، حيث لا تمر ساعة إلا و خرج على الناس متحدثون يعلنون اكتشاف الدواء المنتظر .
و لعل أبرز مشروع دواء، كان من اقتراح الرئيس الامريكي، ترام، الذي طالب الخبراء بحقن رئات المصابين بالكوفيد، بسوائل التعقيم – ما دامت تقضي على الفيروس في الأيدي-، و دليله هو أنها( المعلمات) ستقضي على ما سكن الجيوب العاتمة في الصدور و الحناجر من فيروسات ، ما دامت تقضي عليها وهي في الأيادي.
وفي اليومين الأخيرين، تناقلت وسائل الإعلام بقوة ، خبر انكباب خبراء على الحسم القريب في استعمال التدخين ضمن البروتوكول العلاجي من الفيروس القاتل، بعد تجارب مشجعة ولو نظريا.
نعم، هكذا هي الأمور تسير في أزمنة الحيرة والارتباك الناتجين على هول الصدمة و ارتفاع منسوب العجز أمامها في ذات الآن.
فقريبا جدا تنطلق التجارب على عينات من المصابين في فرنسا الراقية المتقدمة، حيث سيتحول النيكوتين العدو القاتل إلى مشروع دواء صديق ، قد يكون ناجعا.
 وإذا ما تم تبني و تعميم هذا البروتوكول، فإننا سنكون حقا أمام مفارقة عبثية، ضلعها الأول هو الرغبة في العلاج، و ضلعها الآخر هو المصالحة مع السيجارة التي حملناها في الأمس القريب، المسؤولية الأولى في أخطر انواع السرطان.
وهكذا نستحضر قول أبي فراس الحمداني : *ما أمران أحلاهما مر*, حيث لا خيار إلا الموت إما بكوفيد أو بسرطان ، وهنا يردد المغاربة المثل الشعبي: *لهلا( اصلها اللهم لا) يخيرنا فضرار *، 
لكن ألا يحق للعالم حين يكون في عنق الزجاجة، أن يلجأ إلى آخر الدواء الذي هو الكي بكل ما يكلف من أضرار أخرى قد لا تقل خطورة عن المرض نفسه ؟!
نعم ، إن الضرورة لا بد أن تفضي إلى أصعب الخيارات، وإني أرى الآن الابتسامة التي تعلو ملامح وجوه المدخنين، فالأمر في صالحهم، و سيكون عاملا حاسما في تغيير نظرة غير المدخنين للمدخنين، حيث سيحظى المدخنون بكل الفضاءات ، و ستقام فضاءات مغلقة لغير المدخنين.
أتصور مشهد الناس في الشوارع وهم يتجمهرون حول المدخنين من أجل التقاط صور معهم، وأتصور الذين كانوا خلال الحجر الصحي يجدون حرجا في التدخين داخل البيوت ، و قد أصبح الكل الآن يطلب منهم التدخين في كل أرجاء البيت ، ففي دخان النيكوتين شفاء.
إنه الكوفيد 1 ، وحده القادر على تغيير العادات في إطار هدم عالم وإقامة آخر.
لكن ،- وأنا مع الشروع في استعمال النيكوتين في العلاج من كورونا-، لا بد أن يعمل الجميع على فرض الالتزام بتكافؤ الفرص والحق في العلاج ، وذلك بعدم التمييز بين المصابين، إذ لا ولن يجوز أن يحقن فلان بتبغ كوبي، وفرتلان بتبغ أمريكي، وعلان بتبغ آسيوي، و قران بتبغ…، و…
فإذا كان التبغ يسبب السرطان- كما أفهمونا زمنا طويلا- ، فليحقن الجميع بنفس التبغ ، و إنها حقا لخطوة عالمية موحدة في ترسيخ حقوق الإنسان.
أرأيتم  ماذا فعل في العبد الضعيف الحجر الصحي و ركام الأخبار المثيرة ، حتى ذهبت في اللغو مذهبا أقرب نقطة وصول فيه، هي العودة إلى عادة التدخين بعد زهاء عام من الإقلاع.
الله يفعل فينا خيرا ، و لنقل جميعا آمين.
 
عبد المجيد فنيش : في  رحيل عبد الصمد دينية…رثاء في مقام مديح ، كم حلت بين الناس وبينه
 ترحل يا عبد الصمد ، في زمن الرحيل الهادئ، دون مراسيم في حجم الخطب، و لا سرادق عزاء يستوعب آلاف الهمم التي كان من البديهي أن تشيع الجثمان الى مثواه الاخير في الدنيا، نحو اتجاه جنة الخلد حيث النعيم جزاء لما تركت  من علم في فنون ينتفع به، و هو صدقة جارية منذ  ان قلت اول كلمة لك، وخطوت اول خطاك في الدراما المغربية، الى ان لقيت اليوم ربك الكريم
.
تغادر يا عبد الصمد ، و قد تركت خلفك عالما دراميا متكاملا موسوما بأصالة معرفية و جمالية مجادلة لثقافات الناس جميعا، و منفتحة عليها متفاعلة معها، وانت الذي اخرجت بعض روائع كلاسيكيات المأساة عند شكسبير( عطيل), وفي نفس الآن ، – ومع نفس الفرقة الفقيدة العزيزة المعمورة- تخرج خالدات الكوميديا الإنسانية مع *العلم* موليير، وذلك عبر *المعلم* الفقيد احمد الطيب العلج, و اخريات مقتبسات مستنبتات،  او مترجمات لآخرين .
رحلتك يا عبد الصمد في حياة  الاخراج ،جابت دروب مختلف اجيال و حساسيات الكتابة الدرامية المغربية لفائدة جماهير العروض الحية، مع كتاب من امثال، الفقيد عبد الكبير الشداتي ،و….و…
 و مع عبد الحق الزروالي كانت لك يا عبد الصمد محطة ذات معنى جميل في سياق بديع ، من خلال مسرحية *عتقو الروح * ، التي  قدمت فيها يا عبد الصمد الوجه الاخر لعملتك الدرامية ، المتمثل في مهنيتك التجريبية المتحررة من ضوابط الدراما التقليدية التي انحزت فيها اجمل اعمال المسرح المغربي – واساسا مع فرقة المعمورة- .
  كانت  محطتك مع الزروالي مؤلفا، و عبد الوهاب الدكالي ملحنا،   سنة 1997, و قد كنت انا- محدثك اللحظة-  محظوظا بالمشاركة في هاته التجربة كممثل ، الى جانب  عبد الله العمراني- رحمه الله- ،   محمد بلهيسي،   لطيفة حرار، خلود البطيوي، الزروالي، ورفيقتك شريكة حياتك  الممثلة السيدة نعيمة الوادني, نسال الله لها والابناء جميل الصبر و السلوان.
و مع الفنان *انور الجندي *، كانت لك يا عبد الصمد رحلة ثنائي مسرحي- من جيلين- ، عبر تجربة متنوعة في بداية  مسار فرقة { مسرح فنون لفاطمة بنمزيان } ، التي اعلنت آنذاك منحى كوميديا جديدا بناء و خطابا،  و بجيل تشخيصي جديد ، فكانت سلسلة من المسرحيات الهادفة الإجتماعية المجسدة لنبض الشارع المغربي والعربي ،بطرح قضايا هامة بقالب فكاهي  { الدبلوم والدربوكة حيث قارن المؤلف بسخرية  بين العلم والشواهد ، وبين الفن الشعبي التافه   ، ” و “سعدي براجلي” و ” الله يطعمنا حلال ” و ” وسطار أكاذيبي “وووو
هكذا كنت يا عبد الصمد ، رجل مهام تأسيس المنظومات الدرامية في المغرب، وفي كل منظومة كانت لك الكلمة المفتاح على مدار أكثر من نصف قرن.
وقبل كل هذا، و موازاة مع بعض من هذا ، و حتى من ذاك، فانك يا عبد الصمد ، كنت قد تكرمت اطفال سبعينات القرن العشرين، وانا واحد منهم – في السنوات الاولى من تأسيس التلفزة المغربية –  بأجمل فرجة تربوية حين كنت أحد أعمدة الثنائي  *بوبي و جاكي*, وهو ثنائي مؤسس لما سيأتي لاحقا من تجارب  رائدة في مسرح الطفل.
وانت يا عبد الصمد ، هو رجل السينما والتلفزيون بكل امتياز، داخل المغرب و خارجه ، من خلال اخراج العديد من الانتاجات الدرامية ، الى جانب عديد الاعمال الإذاعية من مسلسلات و تمثيليات و برامج كذلك، ايام كانت اذاعتنا الوطنية حصنا و ملاذا  للدراما ، قبل حل فرقة التمثيل والتخلص حتى من البناية التي كانت تحتضنها، و ايضا تحتضن  الاجواق الوطنية للموسيقى الاندلسبة،  والعصرية و طرب الملحون.
أيا عبد الصمد، انك  أيضا الفاعل الاصيل بلمسات الابتكار ، في عدد هام من دورات اعرق مهرجان فني مغربي، و هو *المهرجان الوطني للفنون الشعبية* الذي تحتضنه مراكش.
و انت يا عبد الصمد ، هو ذاك الانسان الباذخ في كل نبل  معاني الفنان المرهف الأنيق السموح الخلوق  .
ايا عبد الصمد ، ولو  رحلت في زمن الحجر الصحي  و ما يفرض من تباعد، فإنك ستظل في ذاكرة الناس كواحد من الثلة المناضلة التي صمدت  في وجه نوائب الدهر الغشوم ، من اجل بناء دراما مغربية تتجانس فيها المضامين مع الاشكال، في تركيبة سحرية مثيرة، ناطقة بلسان حال الألم و الامل.
و كيف لا تكون يا عبد الصمد بكل هاته الكاريزما، و انت المغربي الذي تمتد أصولك الى ايام بهاء العرب والمسلمين في بلاد الأندلس،  التي كانت المثل الانجح  لتعايش كل الثقافات.
عبد الصمد ، انك حين ابدعت  دراما كبار كتاب العالم، فإنك بقيت وفيا لروح الجينات التي طبعت بناء شخصيتك المغربية بكل روافدها الباسقة. ” ذو الوزارتين ”  {لسان الدين بن الخطيب }
 ايا عبد الصمد، كم كنت شغوفا بان تظل في  الظل بعيدا عن الاضواء،  وكم كنت تتصبب  عرقا من فرط الحياء حين يتم الضغط عليك،  لتخرج عند نهاية العرض لتحيي جمهورك، و انت الذي لا تريد من القوم لا جزاء و لا شكورا.
كلا استاذي الفاضل الجليل، ان كنت قد حلت – طيلة حياتك- بيننا و بين مديحك ، فلن تحول الان بيننا وبين رثائك ، و ان هذا الرثاء لهو مديح ، و ان كان لا يستوعب حتى الأحرف الاولى من ابجديتك التي ضمت كل احرف كل لغات الناس
.
لقد ملات الدنيا صخبا  ماتعا جميلا وانت بين الناس، و ها انت ترحل لتملا الدنيا اسى  وحزنا على فراق لم يحسب له احد منا حسابا.
لك سيدي عبد الصمد،جنة الفردوس،  جزاء لروحك على احسانك للناس في دنيا الناس  
 عبد المجيد فنيش : مدافع سلا، من *سلطان باليما،* الى *لصوص الزمن الكوروني*
ذات زمن اشتهر في سلا والرباط، رجل خاص جدا في كل شيء ،  وكان لقبه هو * سلطان باليما* ، نسبة إلى الفندق الذي يتوسط شارع محمد الخامس امام بناية مجلس النواب, حيث كان له في مقهاه موقع.
هذ الرجل الذي اذكر جيدا انه اقام ذات فترة في زقاق مقفل في *سانية بوعلو* -في حاضرة سلا- ، التي رأيت فيها النور، بعدان راه فيها كل من الوالد و الجد وجد الجد، و…
واذكر جيدا – وانا على عتبة الفتوة- انه كان حقا شخصية استثنائية، و  على الاقل في  إمكانياته الأسطورية على* بيع ما ليس في ملكه.*
اذكر ان الكبار الذين كنا نسترق منهم السمع، كانوا يتحدثون باعجاب على مؤهلاته الخارقة في حبكة اروع و اجمل نسيج الاحتيال على خلق الله ، كبر شأنهم او صغر.
و اذكر القصة التي قيل انه هو بطلها ، حين احتال على سياح اوروبيين مهوسين بالتحف التاريخية، وتمكن من ان ينال منهم دراهم عديدة، لم يكونو فيها من الزاهدبن، بل كانوا اكثرسخاء  من السخاء نفسه.
وقد كانت صفقة الاحتيال ، هي ان اقنعهم بامتلاكه المدافع التاريخية التي كانت توجد في مدخل مبنى تاريخي شهير، وانها تعود الى أسرته التي وضعتها مؤقتا في ذاك المكان.
وتمت الصفقة، و كان ما ماكان، و لا تعنيني هنا مواطن الواقعية في الحدث,  ولا مواطن الفنطازيا، بقدر ماتعنيني جدا  الدلالة الثابتة التي تفيد ان المدافع التي هزت وأزت اساطيل العالم عند مصب ابي رقراق، كانت و مازالت تمثل غنيمة يلهث و رائها خلق كثير، من مختلف البروفايلات و المواقع ، وبمختلف الوسائل و لغايات مختلفة
.
ولندع سلطان باليما  الان يستريح في مرقده- سامحه الله-, ولنقف لحظة عند البروفايلات الحالية للمتربصين بمدافع سلا، بعد ان استيقظت المدينة ذات صبح رمضاني في الزمن الكوروني ، على خبر سرقة مدفع من مستودع للقطع الأثرية التي – من المفترض أن تكون في مأمن-, بدل ان تكون ملقاة في مكان لا تتوفر فيه أدنى شروط الوقاية من الأضرار المتربصة بالذاكرة المادية المتقولة.
لا تعنيني مطلقا خيوط ما حدث وكيف، -فالامر  له أجهزة مخولة للبحث و الاستنتاج والقرار- ، لكن الذي يهمني ويؤلمني، هو  ان يردد البعض أن الجناة المفترضين قد استغلوا ظروف الحجر الصحي، فاقترفوا جرمهم .
حقيقة أن مثل هذا التبرير يثير القهقهات و ليس الضحكات، وهو تبرير ينطبق عليه المثل : رب عذر اكبر من الزلة.
كلا يا سيدات و ياسادة، ان المعضلة تكمن في آليات وادوات و ظروف تخزين مثل هاته النوادر، حيث الوضع الحالي جلي بكل مظاهر البؤس، فلا حراسة بالكامرات، و لا منبهات صوتية وصفارات انذار ، ولا…ولا…، بل و لا عسس ولا حرس ، سوى كهول اعيتهم متاعب الايام ونالت منهم  الكثير، و ما من عتاد في حوزتهم سوى عصي قد لا تصلح للهش على الغنم.
اليقين التام لدي , هوان المصالح المختصة ستوقف *سلاطين باليما الجدد*، وسيعود المدفع الى حيث كان، لكن مالا ليس باليقين لدي ، هو أن تتم المبادرة العاجلة الفعالة من طرف الوزارة الوصية،  لتمكين سلا من كل آليات حفظ مقوماتها التاريخية.
وان مناسبة تأهيل و تثمين التراث المادي للمدينة العتيقة برعاية ملكية سامية كريمة، لهي افضل فرصة سانحة لمقاربة شاملة للتراث المادي المنقول، و في مقدمة مظاهره ،المدافع التي إهتدى الان  السراق الى مستودعاتها ا غير الآمنة.
ايها الناس خذوا حذركم في زمن كورونا وفي غيره من الازمنة، فالسراق لا يميزون بينها، وانما يميزون بين  ما يسهل الوصول إليه وما  يعيقه.
ترى كيف لم يستفد ناس اليوم ،  من دروس  خلفتها ايام سلطان باليما.؟!؟!
وفي الختام فانه مجرد لغو، وكل تشابه له مع الواقع، فإنه لن يتجاوز حدود الصدفة.
*الله  عليها قصارة..!!!!!!! و لو تنتهي بأفدح خسارة.*
 
اعتاد المغاربة على ذكر اسم الجلالة سبحانه وتعالى *الله* ، للتعبير على الكثير من الحالات ، والتي قد تصل حد التناقض والتنافر بينها، كقولنا :
*الله على منظر !!!!* للتعبير على الإعجاب، و قولنا:
*الله  على خطية* ، للتعبير على مصاب.
و ما دام المقام لا يسمح بإطالة المقال في مجمل تفاصيل السياقات التي يستعمل فيها المغاربة- و غيرهم طبعا من العرب – اسم الجلالة ، فمن المجدي لنا أن نمر مباشرة إلى سياق إعجاب اقتبسه  العبد الضعيف،  من عنوان خبر في جريدة مغربية،  كان كالتالي:
( “قصارة” تفجر بؤرة وباء بمراكش…..جندي مصاب قضى ليلة مع خليلته ، وأفراد فرقة موسيقية من المخالطين).
الأمر واضح جلي الآن ، و القضية فيها أكثر من* إن* ، إن لم أقل فيها إن وكل أخواتها.
إنها *قصارة * ، اجتمع فيها ما تفرق في غيرها من تأثيتات ، و كان بقوة الأشياء أن تمتد إلى حين سكوت شهرزاد عن الكلام المباح وغير المباح.
ومتى هذا ؟ في زمن الحجر الصحي!!!!
و من غير أدنى شك فإن أبطال *القصارة* قبل*تفراق المجمع*, كانوا يرددون مع الشاعر الأندلسي  قوله :
*ياليل طل أو لا تطول….لا بد لي أن أسهرك* ، لكن بلغة أخرى و بشاعرية أخرى حيث أن الأصل هو لا تشبيه مع وجود الفارق، و كل يغني على ليلاه، نعم، لكن بأسلوبه.
ومتى هذا ؟؟ في زمن العدوى الكوروني!!!
وحين ذهب كل إلى غايته، وحين *طاح الكأس و تهرسو شقوفو،* * ، بدأت أوجاع الرأس ، و مغص الأمعاء و…..، وبلغة أخرى بدأت المعاناة مع مخلفات الليلة الحمراء البيضاء.
لكن هاته المرة ، المخلفات لا علاقة لها في المجمل بما يسميه المغاربة* الثمن* – أي الثمل-, و إنما القضية فيها: كورونا ….كورونا…..كورونا….
ذلك أن البطل الأول في القصارة ، يكتشف أنه مصاب بالكوفيد  19 * الله على مصيبة !!!!!*، 
ولكم الإسهام بمخيالكم في حبكة باقي مشاهد القضية.
*الله على مهمة !؟!؟*
الأهم الآن هو أننا حقا أمام قصارة بأفدح خسارة……،  في انتظار ما ستجود به قرائحكم سأظل أقول *الله عليها قصارة*
عبد المجيد فنيش : رسالة *مغلقة* الى السيد الوزير  الفردوس المحترم:
الحاجة الى دعم استثنائي *مفتوح*  و *متميز* باستثنائية ابتكارية
السلام عليكم السيد الوزير ،
تحية طيبة ،،
أما بعد، فقد جرت العادة أن توصف بعض الرسائل ب *المفتوحة* ،  لكونها تأخذ طريقها في اتجاه المرسل إليه عبر العلن ،  و لم يسمع الناس يوما برسالة وصفت ب *المغلقة*، – و إن كان الأصل هو أن الرسالة توضع في ظرف يمعن القوم  في إغلاقه ، ولو اقتضى الأمر الاستعانة- بعد استعمال  مادة اللصق- ، باللعاب من باب الاطمئنان على أنها مختومة .
أما رسالتي هاته ، فإنها معلنة مشاعة، لكنها *مغلقة* ، و ما لجأت إلى إرسالها بدون الظرف ، الا امتثالا لضوابط الحجر التي تحول دوني و الخروج للبحث على ذاك * الظرف*.
السيد الوزير ؛ 
أريد أن أحدثك في شأن الدعم الذي تم الإعلان  عنه، لإنعاش ما يمكن إنعاشه   من قطاعات ثقافية وفنية، ضربتها جائحة كورونا في مقتل.
هذا الدعم تم وصفه ب *الاستثنائي*, وقد جاء بعد طول انتظار، مما جعله قد يكون  آخر إجراء دعم لجأت إليه الحكومة، -وبذلك تكون هاته الحكومة قد كرست ( بكل حسرة) النظرة الدونية في مخططاتها لهذا القطاع الذي تصنع به الأمم *الإنسان* قبل *البنيان*.
الآن ، وقد خرج المولود  الذي انتظر المهنيون أن يشكل عمقا وتمظهرا ، المفهوم الحقيقي ل *الاستثنائي*
لكن ، بقدر ما كان سقف الانتظار عاليا، بقدر ما ما كان* المولود* عاديا مألوفا لا *استثناء* بالدلالة الإيجابية  فيه.
وإن الحديث عن الاستثناء، يعني الحديث عن *التميز الإيجابي*، وهو تميز تأكد أنه أضحى بعيد المنال.
السيد الوزير ،
إن من حسنات الجائحة، ترسيخ إرادة سياسية عميقة و سديدة وجريئة و عالية السقوف ، أسسها وقادها طبعا جلالة الملك، وأضفى عليها كل معاني *المبادرة الاستثنائية* ، التي تقوم على توفير  شروط كرامة المواطن ، رغم هول الضربات الكورونية القاسمة.
ولتحقيق هاته الفلسفة ، اتسمت كل الإجراءات الإستثنائية في كل القطاعات،  بروح الابتكار و بتذليل عقم الكثير من الإجراءات  المسطرية،  قصد بلوغ النتائج في حينها – مهما كلف ذلك-،  قبل أن يتم الاصطدام مع الحائط.
انطلاقا من هذا، أسأل السيد الوزير، الذي التحق بالحكومة في بداية تفشي الكوفيد ببلادنا:
1* أين تتجلى *الإستثنائية* في دفتر التحملات الخاص بقطاع المسرح، بل أين تتجلى سلسلة محطات صناعة وترويج المسرح في ذاك الدفتر ؟ و ما هي انعكاسات تلك السلسلة على سقف دعم كل مشروع؟
-2 كيف يمكن الاطمئنان،  والقول بأننا أمام حدث *استثنائي* ، ونحن أمام دفتر تحملات لم يستطع أن يدرك أن المسرح هو فن الجماعة 

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

عاصفة غزة وجبر الكسور!

مقال الأهرام / عدد اليوم الأثنين 6 نوفمبر  __ عاصفة غزة وجبر الكسور! _____ عزالدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *