الثلاثاء , مايو 21 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / 2020 عام وباء أو جائحة كورونا حلقات فكرية بقلم:عبدالله حافيظي السباعي

2020 عام وباء أو جائحة كورونا حلقات فكرية بقلم:عبدالله حافيظي السباعي

       سمعنا بعام الجدري ولعله عام 1944 وكان الناس يؤرخون بهذه السنة فيقولون ولد عام الجدري أو توفي عام الجدري…. كما كان الناس يؤرخون بسنة الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية …كما كان الناس يؤرخون العام البون اي العام الذي كان يفرق فيه الدقيق لقلته بالبون ….ولا زلت أتذكر وإنا صغير اكياس مكتوب عليها هدية من الشعب الأمريكي ليست للبيع ولا للشراء …. مع الأسف الشديد البشرية لا تؤرخ إلا بالذكريات  السيئة وبالاحداث الاليمة فالعقل البشري لا يحافظ إلا بالاسوء فمن احسن اليك تنساه بسرعة ومن أساء إليك تحتفظ باسائته مدى الدهر …. فنحن مثلا نحتفظ بنكبة حزيران 1967 ولا نتذكر انتصارات أكتوبر 1973 … كما نتذكر تنفيذ الإعدام في الشهيد صدام حسين … ولا نتذكر يوم قصفه تاأبيب بصواريخ سكود ….نحن مع           الأسف الشديد لا نؤرخ إلا لاسوء الأحداث وأفجع الموبقات  ….
كل تلك التواريخ قرأنا فقط لأحداث تاريخية مرت بخبرها وشرها لكن أحداث جائحة أو وباء وبلاء كورونا أو كوفيد 19 أصبح تاريخا لنا عشناه ونعيشه مند 20 مارس 2020  … مند ذلك اليوم واغلب بلدان العلم في حجر صحي ….اول مرة في تاريخنا وفي عمرنا نعيش هذه الفاجعة ايادينا على قلوبنا ولا نملك إلا التضرع إلى العلي القدير أن يفك اسرنا وينظر من حالنا وينجينا من شر هذا الوباء الذي لم تعرف له البشرية مثيلا ….كل البلاوي وجدت لها البشرية الدواء إلا وباء كورونا واستعصى عليها إيجاد دواء ناجع له على الأقل يخفف من وطأته ويوقف من حصده لارواح البشرية …الاف الأرواح يحصدها بدون سابق إنذار ارواح عبر مختلف دول العالم وأكثرها في الدول المتقدمة كايطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا ….هذا الوباء احتار هذه المرة الدولة المتقدمة اقتصاديا وتكنلوجيا…. فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة وضع العالم بين حيص وبيص …ساوى بين رئيس امريكا والوزير الأول البريطاني وبين افقر شخص في إدغال إفريقيا…. جائحة أو وباء أو بلاء ساوى بين البشر الفقير والغني الصحيح والسقيم من يعيش في قصر ألف ليلة وليلة ومن يعيش في كهف مهجور ….وباء ساوى بين السجان والمسجون…فالجميع في سجن الحياة ينتظر قدر الله ولا مفر من فضاء الله وقدره ….وباء جعلنا نتذكر سورا من القرآن الكريم تتجسد امامنا وراينا كيف يفر المرء من اهله وأبنائه وصحابته وشان يغنيه ….بمجرد أن يعلم المرء بان هذا الوباء حل بشخص يفر منه الجميع حتى اقرب الناس إليه….هذه مدة خمسة عشر يوما أو يزيد لا يستطيع فيها اي احد زيارة أبنائه وابائه أو أقاربه وهم في حي واحد أو زنقة واحدة أو مدينة واحدة اما السفر فقد أصبح أمرا ممنوعا منعا كليا ….
بهذا يعرف الله …وتعرف عظمة الخالق …ويعرف جيروته….صنع البشر بالمدمرات والصواريخ العابرات للقارات والطائرات التي يفوت مداها الصوت …لكن هذا العقل البشري عجز عجزا كاملا على إيجاد لقاح لفيروس  يسمى كورونا فيروس صغير لا أحد يعرف من أين آتى ولا كيف يعيش ولا كيف يبتلى به الإنسان فيوقف تنفسه ويريده قتيلا ولا أحد يستطيع إنقاذه  ….انها إرادة الله التي ليست فوقها ارادة ….إن وسائل الإعلام المتاحة في زماننا جعلتنا نعيش تطور هذا الوباء عالميا نعيش تطوره ونتعرف على الأرواح التي يحصدها بين الساعة والساعة أن لم يكن الدقيقة والدقيقة … الجاهل اليوم في راحة حيث ينطبق علينا قول الشاعر المتنبى : 
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله 
واخ الجهالة في الشقاوة ينعم 
إن اصبع فترة في حياتنا هي التي نعيشها في زمان جائحة كورونا نعيش في حجر صحي لا نرى اقرب الناس الينا من مرص لا نستطيع عيادته ومن مات لا نستطيع حضور جنازته ولا التعازي فيه انها إرادة الله التي لا مفر منها ….
الجميع الآن ينتظر بعد لطف الله العلم فهو الوحيد الذي يستطيع إغاثة البشرية اختراع لقاح يوقف هذا الوباء هو الوحيد الذي يمكن أن ينقد البشرية ونحن على يقين بأن الله الذي كرم الإنسان بالعلم والمعرفة هو الوحيد الذي يستطيع أن يلهم العقل البشري لاختراع دواء ضد هذا الداء….والامل في الله كبير …وما أضيق العيش لولا فسحة الامل …
وحرر برباط الفتح في غرة يوم الاثنين 30 مارس 2020
الحافظي زاوية السباعية : مذكرات جائحة كورونا أو الوباء 
الجزء الثاني 
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي 
     تجاوزت الستين عاما من عمري ولله الحمد والشكر… خمسة وعشرين سنة في الطفولة والدراسة والتحصيل وأربعين سنة في العمل والكد والسعي وحاليا متقاعد مع قضاء الوقت في العمل الجمعوي والجماعي والسياسي والعبادة  والتصوف لأنه بذكر الله تطمئن القلوب … 
       خلال هذا العمر المديد الحافل بالمكرمات بكل المفجاءات السارة والصادمة لأن الحياة هي مد وجزر فرح وقرح وهذا ما اعطاها نكهة خاصة ….لم نعش في كل هذه الحقبة اياما عصيبة كتلك التي نعيشها هذا الاسبوع ابتداء من 16 مارس 2020 مع هذا الوباء الغريب العجيب الذي لم مر له مثيلا وباء عجزت البشرية عن إيجاد دواء للحد من انتشاره وبهذا تعرف قدرة الله وحتى يعرف الجبابرة أن قوة الله ليست فوقها قوة أخرى فامام فيروس صغير لا سر بالعين المجردة وقف الجميع مشدوها هذا الفيروس الذي لا يفرق بين صحيح وسقيم غني أو فقير رئيس أو مرئوس صلي أو شاب أو كهل أو كبير في السن ….كل الناس سواسية امام هذه الجرثومة العجيبة التي تتحدى العالم وتحصد ارواح آلاف البشر بدون انتقاء أو فرز أو اختيار….انها إرادة الله التي لا مفر منها وبهذا يعرف الله…
      في الحلقة القادمة ساتطرق إلى استقراء تاريخ وباءات سمعت بها ولم اعشها كما نعيش هذه الأيام على اعصابنا وقانا الله من شر هذا الوباء الذي يهدد البشرية جمعاء اذا لم تخرج الطاف الله الخفية للتخفبق منه وإيجاد دواء أو لقاح للحد من انتشاره …. 
وحرر برباط الفتح في 23 مارس 2020
الحافظي زاوية السباعية : مذكرات كورونا أو كوفيد 19 
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي 
الحلقة الثالثة 
      طيلة عمري المديد ولله الحمد والشكر بالمكرمات لم اعش مثل هذه الأزمة الخانقة لتي نعيشها مند منتصف شهر مارس 2020 إلى يومنا هذا ….
        كانت والدتي فاطمتو بنت محمد فاضل ولد سالم ولد بابو السباعية رحمة الله عليها كانت تحدثنا  عن وباء الجدري وكنا نحن الأبناء عندنا نريد أن نمزح معها نبادرها على سؤالها هل هي أكبر سنا من فلانة أو فلانة ؟ كنت رحمة الله عليها ترد بعفوية أن فلانة اكبر مني لأنها هي نبتها الجدري بينما انا  لم احضر في تلك الحقبة … فقد كان وباء الجدري وباء فاصلا يؤرخ به  …. وفي نفس السياق كانت الوالدة رحمة الله عليها تحدثنا عن أسرة في قبيلة اولاد جرار أصيب ابن لها بمرض الجدري فتم ابعاده من البلدة والذهاب به بعيدا قصد مداواته في أحد المستشفيات داخل المملكة وبعد شفاء هذا الشخص تبنته بعثة مسيحية نطلق عليها في المغرب الرهيبات وذهبوا به إلى مدرسة بنواحي أفران وبمدينة ازمور بالتحديد حيث تم التكليف به سكنا واكلا وشربا ودراسة إلى أن حصل على شهادة في الميكلنيك تمكن بفضلها من العمل في إحدى الشركات للتغدية الدار البيضاء وقام بالتالق في عمله ونفع عائلته ماديا ومعنويا كما قام بحلب اخوانه وجميع معارفه من أبناء البلدة للعمل في المعمل الكبير الذي كان يشرف على إدارته …. وتشاء الصدف أن تجمعني بهذا الشخص صداقة متينة ومحبة كبيرة عاشت صداقتنا أزيد من ثلاثة عقود كنا نلتقي خلالها اسبوعيا ونسافر سويا إلى أن وافته المنية قبل سبع سنوات وكانت وفاته مفاجئة لنا جميعا لأنه لن يكن مريضا مرضا مزمنا ولم يكن طريح الفراش لكنه قضاء الله وقدر ….كان رحمة الله عليه يطلب منى أن ارافقه إلى المدرسة التي كان يدرس بها في نواحي اموزار وكان يحترم احتراما كبيرا الأشخاص المسيحيين الذين أحسنوا معاملته ودرسوه دراسة تمكن بفضلها من النقاد حياته العملية وتمكن بفضلها من انقاذ حتى اخوانه وجميع معارفه الذين ادمج الكثير منهم في مجاله العملي…. رحم الله هذا الشخص رجمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا  فكم من نقمة في طيها نعمة راجين من الله ان تكون جائحة كورونا سببا لكي يراجع المجتمع الدولي نفسه وان يعرف الجميع أن إرادة الله اقوى من جبروت العلم والقوة والتحدي وان اقوى دول العالم اليوم تقف مكتوفة الأيدي  أمام إرادة الله ….فالعالم اليوم لا حول له ولا قوة امام فيروس صغير يحصد آلاف البشر وخاصة من البلدان المتقدمة كايطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وحتى امريكا التي تجبرت وها هو الله عزت قدرته وتعالت عظمته يوريها أن لا قوة فوق قوة الله فهو القوي العزيز المتجبر اذا أراد شيئا يقول له كن فيكون وأمره بين الكاف والنون  ….
وحرر برباط الفتح في 25 مارس 2020
الحافظي زاوية السباعية : مذكرات جائحة أو وباء كورونا : ما لها وما عليها 
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي 
الحلقة الخامسة 
     مرت أربعة عشر يوما بازيد من ثلاثة أيام على ايام الحجز الصحي ونحن لا زلنا نعاني من جراء هذا  الحجر القسري ولا نعرف متى ستنتهي هذه الوضعية المزرية التي يعيشها العالم بأسره… الجميع يضرب اخماس في اسداس ولا حل يلوح في الأفق … كل شيء كان العالم  يضع له ألف  حساب إلا هذا الوباء الذي حل بالكورة الأرضية بدون حساب ولا سابق إنذار  … عاش العالم بأسره مختلف الاوبئة والحروب الفتاكة لكنه لم يعش متل هذا الوباء المعروف بكورونا … جرثومة صغيرة لا ترى بالعين المجردة ويراها المنظار بصعوبة تعدي البشر ولا تعدي البقر وكان الله أرسلها ليودي  بها عباده دون بهائمه…تفنن العقل البشري في اختراع أنواع السلاح المدمر وغزى القمر وباقي الكواكب السموية لكن هذا العقل عجز عن إيجاد لقاح يوقف زحف هذا الفيروس اللعين الذي يحصد آلاف الأرواح يوميا من مختلف الجنسيات ومن كل قارات العالم ….الدول المتقدمة التي تبيع الأسلحة الفتاكة إلى دول تقتل بها الابرياء في اليمن  وسوريا وليبيا وأفغانستان …و ..
       هذه الدول يموت فيها آلاف الناس بدون سلاح ولا مدمرات ولا صواريخ عابرة للقارات ولا صواريخ سكود …يموتون من جراء جرثومة لا أحد يعرف مصدرها ولا احد يستطيع إيجاد لها دواء يحد من وبائها…انها إرادة الله الذي لا مفر من قضائه وقدره …. اين قوة امريكا وروسيا والصين والدول الأوربية مجتمعة كلها وقف حمارها في رأس العقبة ….يتجبرون على الضعفاء والله يتجبر عليهم وهو خير المتجبرين …….
ان أكثر ما يحز في قلبي ويشغل بالي هو الوضعية الاجتماعية في بلدي الذي اعيش فيه واتقاسم مع اهله الحلو والمر … لقد خلق وباء كورونا وضعا كارثيا في البلد…كل شيء توقف …جميع المصالح مغلقة… الأرزاق أصبحت محدودة أن لم أقل منعدمة …. العامل البسيط سدت سبل العيش في وجهه … العامل المياوم لم يعد يجد ما يسد به رمقه…. من يملك منزلا يعيش بكرائه أو مدونة يعيش بكرائها ويعمل فيها السائق كل شيء توقف من جراء هذا الوباء اللعين …. المعامل مغلقة … والمقاهي مقفلة … والعمال في بطالة مقنعة… الجميع يبحث عن حل ناجع لهذه المعضلة….  في هذه الفاجعة تساوى الغني والفقير… السجين والسجان…. الفقير يصارع فقره وضيق ذات يده …الغني لم تعد أمواله ينفعه وهو كما قال الشاعر نزار قباني وما بقي عالق بذهني من قصيدة له  : 
اليوم اجلس فوق ظهر سفينة
كاللص ابحث عن طريق نجاتي
اين السبايا ؟ اين ما ملكت يدي؟ 
اين البخور يفوح من حجراتي 
اليوم تنتقم كورونا …. 
وترد بالطعنات على الطعنات …. 
وحرر برباط الفتح 4 أبريل 2020
 الحافظي زاوية السباعية : مذكرات ايام كورونا أو كوفيد 19 
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي 
مقدمة : 
       اسبوع بالتمام والكمال مر يومه الأحد 22 مارس .2020 على إعلان الدولة المغربية إجراءات استثنائية من أجل الحد من وباء أو جائحة كورونا أو كوفيد19 …توقيف الدراسة في جميع اسلاك التعليم… الحد من وثيرة العمل في كل مصالح الدولة وتوقيف العمل في أغلبها  … عزل الدولة شبه كلي عن العالم الخارجي … لا طائرات ولا بواخر ولا حافلات تدخل إلى المغرب إلا تلك التي تقل الضروريات اما الكماليات فلا أحد يفكر فيها …. ليصل الأمر اول امس الجمعة إلى إعلان الحجر الصحي على كل المغاربة وارغامهم على البقاء في منازلهم ليصل الأمر يومه الأحد إلى عزل كل مدينة عن باقي المدن الاخرى ليصدر اليوم مرسوما يجرم كل من يعصي أوامر السلطات العليا في خرف الحجر الصحى ….
      على المغاربة أن يمتثلوا لتعليمات السلطات العليا وذلك للحفاظ على أرواحهم وأرواح ذويهم وأرواح المجتمع النغربي….أن كل عصيان لأوامر السلطان العليا يجب انةيعاقب عليه القانون وان تضرب الدولة بيد من حديد لكل من خولت له نفسه التمرد على التعليمات…. 
     أمام هذا الوضع الاستثنائي لا نملك إلا الرضى بقضاء الله وقدره خيره وشره نرفع ايدينا متضرعين له جبت قدرته وتعالت عظمته أن يحفظنا واهلينا والأمة الإسلامية والبشرية جمعاء من سوء الحال وان يحد من هذا الوباء ويظهر شفاء لهذه الجائحة وكل أمالنا بعد الله في علماء البشرية فبالعلم تستطيع البشرية الانتصار على كل الافات فما انزل الله من داء إلا أنزل له دواء ….
وحرر برباط الفتح في مساء  22  مارس 2020
 الحافظي زاوية السباعية : مذكرات جائحة كورونا أو كوفيد 19 
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي 
الحلقة السادسة:
       حوالي شهر بالتمام والكمال ونحن تحت الحجر الصحي من أجل التغلب على هذا الوباء القاتل الذي لم تعرف له البشرية مثيلا …لقد حار الجميع في هذا الفريس من أين وكيف آتى، وتضارابت الأقاويل وتعددت الاتهامات حتى وصلت اقوى دولتين في العالم امريكا والصين … المهم أن البشرية اليوم في وضعية لا تحسد عليها … وقد انقلب السحر على الساحر فال من اكتوت بنار هذا الفربس هي الصين الشعبية التي حصد الآلف من سكانها ولا زالت تقومون رغم أنها انتظار انها انتصرت عليه نسبيا…اما امريكا التي تعاونت في البداية عليه تؤدي الثمن غاليا في النهاية حيث تجاوز اليوم عدد المتوفين في امريكا ما يربو على عشرين ألف قتيل والبقية في تزايد يومي …. عشرا الشخصيات المهمة ذهبت ضحية هذا الوباء من أطباء وعلماء إجلاء وسياسيين ورياضيين مرموقين … رئيس وزراء اكلترا عاني من جراء هذا الوباء ودخل المستشفى ليداوي نفسه بنفس التنفس الاصطناعي الذي يتداوى به عامة أفراد الشعب…
 اول وباء حارت فيه البشرية فلا عقول العلماء نجحت في إيجاد لقاح لإيقاف هذا الوباء فرغم الإمكانيات المادية والمعنوية لبعض الدول العظمى فقد وقف حمار الشيخ في رأس العقبة … تفننوا في صنع أسلحة فتاكة …وغزوا القمر لكنهم وقفوا عاجزين أمام جرتمة تتنقل من الإنسان إلى الإنسان بسهولة ناذرة …. عجزوا أمام إرادة الله التي ليس فوقها ارادة …والجميع اليوم يتمنى أن تكون البشرية اخدت الدرس من هذه الواقعة الفريدة من نوعها ويعرف الجميع انه فوق كل ذي علم عليم وان إرادة الله لا تقهر وان الإنسان مهما ادعى القوة فهو ضعيف أمام قوة الله خالق كل شيء والمتصرف الوحيد في كل شيء ….
      ان اشد ما نخشى منه هو أن تطول مدة الحجر الصحي الذي اوقف كل شيء باستثناء البحث عن المواد الغذائية… جميع مجالات العمل مشلولة…لا صناعة ولا سياحة ولا علاقات تجارية دولية إلا ما قل ولا شركات طيران ولا ملاحة بحرية تعمل…اليد العاملة مشلولة حتى المحصولات الفلاحية لم تجد من يجنيها واذا طالت مدة الحجر الصحى فهي الطامة الكبرى … الدولة لا تستطيع إطعام الجميع … والبشر مجبول على حب التملك واذا لم يجد ما يسد به رمقه فقد يثور على كل القيم لأن الجوع ماء أن يكون كفرا وكل شيء تستطيع اتقاء شره إلا الجائع …
ان مهمة الدولة أصبحت أساسية في هذه الظرفية العصيبة فعلى عاتقها يقع الحفاظ على السلم الاجتماعي بكل السبل…وفي هذه الظرفية العصيبة يجب أن لا يفكر الغني في الربح بل عليه أن يفكر في نفسه من انتقام مجتمع سيكون هو ضحيته الأولى… هذه الجائحة أو هذا الوباء ساوى الناس جميعا غنيهم وفقيرهم…أموال الغني لم تعد تساوي أي شيء أمام خطر يداهم الجميع …. الغني عليه التصدق بجزء من ماله للتخفبف من تبعيات هذا الوباء …واذا تعاون الاغنياء مع الدولة مع شيء من نكران الذات فإننا سنجتاز هذه المحنة باقل الخسائر لأن الخسائر ستكون كبيرة وسيتطلب تعويض هذه الخسائر سنوات كثيرة من التضحيات الجسام على كل الأصعدة وخاصة في الميادين الصناعة والتجارية والاجتماعية التي تضررت من جراء هذا الوباء …
       إن الحجر الصحي أو سياسة إبعاد القطيع قد لا تكون ناجعة غير المستقبل اذا تعذر إيجاد دواء حالا أو لقاح مستقبلا …هناك من لا يستطيع أن يصبر على الجلوس طيلة النهار في البيت وخاصة إذا ضاقت ذات اليد … فهناك اليوم من يسعى إلى إيجاد سرير في مستشفى مجهز مع تغدية صحية على البقاء في منزل يفتقر إلى ابسط الضروريات … وهناك من سبتمبر على كل القوانين لأن السجن ارحم به من العيش في ظروف مزرية مقيدا بقوانين لا تسمن ولا تغني من جوع … اذا طالت هذه الظروف لا قدر الله فإن لسان حال اغلبية الناس سينطبق عليه قول الشاعر طرفة بن العبد التغلبي : 
إن كنت لا تستطيع دفع منيتي
فدعني أبادرها بما ملكت يدي 
      اتمنى من كل قلبي ان يحد هذا البأس وان لا نعيش هذا الحجر الصحى خلال شهر رمضان المقبل فنحن لا نطيق صيام شهر المغفرة بعيدا عن اولادنا واحفاذنا واحبابنا وجيراننا و…و … فنحن نعاني في صمت والله وحده العالم بحالنا رغم أن رجائنا في خالقنا كبير لأنه هو الوحيد الذي يستطيع أن ينقذنا من هذه الفاجعة التي جاء بها لكي يختبر بها إيماننا بقدره خيره وشره وتعلقنا به جلت قدرته وتعالت عظمته  …
هذا وسأخصص الحلقة السابعة المقبلة إن شاء الله لظروف الحجر الصحى في الزاوية العالمية لآل البيت ومحبيهم بحي النهضة بالرباط والله ولي التوفيق …
وحرر برباط الفتح في 13 أبريل 2020
الحافظي زاوية السباعية : مذكرات زمن كورونا
مدينة تزنيت من  1967 الي  1971
الجزء الثاني 
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي
       في غضون شهر إبريل المشئوم من سنة  1976 سلم والدي ابراهيم ولد محمد محمود السباعي الروح لباريها ..
       سلمها بطريقة لم يعهدها أحد من قبل … أيقضني شقيقي احمد وقال لي الوالد يدعونا جميعا عنده … اجتمعت الأسرة بناة وأبناء والولادة قربه …قال لم أكن اريد ان ازعجكم في هذا الوقت المبكر لكن أحببت أن اودعكم الوداع الأخير…انا اعرف أنكم ستتاثرون لكن بعد اسبوع او اكثر ستعودون إلى حياتكم العادية هذه سنة الله في خلقه ولا تبذيل لسنة الله …. قال ضعوا جسدي في اتجاه القبلة وبعد زمن قليل سمعناه يتكلم ويوجه كلامه لاحد لا نراه ولا نعرفه ولا نسمعه…. قال له باللهجة الحسانية  : خدها بشور  …. فكانت آخر كلمة تلفظ بها رحمه الله ….
      تم غسله وتجهيزه لمتواه الأخير في نفس غرفته التي كان يقضي به جل أوقاته وكان لا يفتر على تلاوة القرآن به والاستماع إلى شرح المكي الناصري كل صباح … حتى الثوب الذي سجي وحنط به كان هو الاحرام الذي أرحم به في حجه الأخير والذي كان يقول ضعوا إحرامي بقربي فقد نحتاج إليه في أي وقت من الأوقات  … توفي والدي بعد رجوعه من فريضة الحج بحوالي شهر من الزمن وكأنه كان يطلب أن ينطبق عليه الحديث  الشريف: فاز امرؤ ختم حياته بحج أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم…
       تقرر الصلاة عليه صلاة العصر لأننا كما ننتظر وصول والدنا محمد محمود من مدينة كلميم… امتلأت الدار عن آخرها وجاء كل من علم بالخبر .. الاهل  الجيران والأقربين… كان آخر من ألقى عليه نظرة الوداع هو والده محمد محمود.. كنت بفضول اتابع حركاته وسكناته وكان يفرك أو يعصر كفيه بألم شديد عرفت ان قلبه كان يبكي من الم الفراق لانني أعرف علاقته بابنه البكر علاقة ابوة وصداقة ومحبة…جلس حوالي ربع ساعة يقرأ ويقول أشياء لم أتمكن من فهمها أو سماعها وكأنه كان يناجيه في صمت مطبق … كانت مناجاة ربانية بين والد وابنه … وبعد خروجه تم إخراج الجنازة والذهاب بها توا إلى مسجد ادزكري قرب الولي الصالح سيدي عبدالرحمان  … بعد صلاة العصر صلي عليه صلاة الجنازة صلاة لا يتم التلفظ فيها باسم الميت  ولا يوجد ولا ركوع فيها…لا يقال إلا صلاة الجنازة جنازة رجل أو امرأة… تذكرت هذه الواقعة عندما شاركت في الصلاة على جنازة الملك الحسن الثاني رحمه الله بساحة صومعة حسان يوليوز 1999 عندما قال الفقيه جنازة رجل قلت في نفسي حتى الملوك يحدف لهم لقب الملك عندما يضعون في التابوث وتصلى عليهم صلاة الجنازة… سبحان الله عند الموت يتساوى الجميع  ….
       تم مواراة جثمان والدي الطاهر في قبر بأقصى يمين مقبرة سيدي عبدالرحمان بتزنيت  وبقي  جدي محمد محمود وشقيفي محمد قصد تلقينه وتذكيره  عند السؤال ….من ربك  ؟ من نبيك ؟ انها عادة عند العرب منتشرة خاصة في الجنوب المغربي وبلاد شنقيط ….
      عاد الجميع إلى المنزل لتلقي التعازي …جاء كل الاهل والاصدقاء سواء من تزنيت أو القبائل المجاورة خاصة ايت الرخاء وايت جرار وقبيلة اهل الشيخ ماء العينين والمعلمين والحرفيين والفقهاء … فعند جنازة المرء يعرف مصيره في الآخرة فمن شهد له اثنان بحسن الخلق تبتت له الجنة فكيف من شهد له جمع غفير لا يعد ولا يحصى… الجميع يدعو له بالرحمة والمغفرة وجنة النعيم… توصلنا ببرقية من أخيه محمدو سفير موريتانيا أنداك  بالجزائر الذي لم يتمكن من الحضور لتقديم العزاء في أخيه نظرا لظروف علاقات المغرب بالجزائر وقطع العلاقات و إيقاف كل المواصلات بين البلدين بسبب فضية الصحراء وتعنت الرئيس السابق هواري بومدين سامحه الله …
رحم الله والدي ابراهيم فقد قضى صباه وطفولته بعيدا عن أهله وحسنا فعل وعوضه الله باهل خير من اهله في الدنيا قبل الآخرة… قضى صباه وطفولته وشبابه في طلب العلم عند والدته الشيخة حانة ووالدتها الشيخة ماحة بزاوية الشيخ النعمة بايت الرخاء … وقضى أزيد من أربعين سنة في تعليم الصغار بمدرسة الشيخ النعمة وعلى يده تخرج آلاف الطلبة من أبناء ايت الرخاء  بل درس إلى أن تمكن من درسهم من التدريس معه  أذكر من بينهم سي ابراهيم بوطعام  إبن القائد احمد بوطعام قائد قبيلة ايت الرخا والذي كان والدي كاتبه الخاص ومحط اسراره  ….
       كل علامات الرحمة والمغفرة تجتمع في والدي ابراهيم فالجميع يشهد له انه بث العلم في صدور الرجال ونرجو من الله ان نكون من الأبناء الصالحين والله يشهد اننا ندعو له بالرحمة والمغفرة وجنة النعيم ليل نهار  وعقب كل صلاة ….فاللهم ارحم والدي ابراهيم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وارزقنا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون…
أولئك آبائي فجئني بمثلهم     اذا جمعتنا يا …المجامع
       عدنا بعد اسبوع كما قال رحمة الله عليه الى مشاغلنا وهذه سنة الله في أرضه  ….رجعت انا أعود بالله من قول أنا إلى الرباط والى المدرسة الادارية … وبقي الأخوين في المنزل محمد معلم بمدرسة بيرانزران بتزنيت واحمد بمدرسة الملعب  باولاد جرار  وكان يذهب باخونا الإمام للدارسة الابتدائية في المجموعة التي يدرس بها ….
حتى لا تفوتني فترة مهمة من حياتي سأرجع إلى سنة 1967  هذه السنة التي حصلت فيها على الشهادة الابتدائية ورغم أهمية هذه الشهادة أنداك فإن اهتمامي باللعب لم اعرها اي اهتمام المهم انني سادرس بداية السنة الدراسية في أعدادية مولاي رشيد بتزنيت  ….حتى هزيمة سادس يونيو  1967  لم اعرها اي اهتمام  ولم احس بفداحتها إلا بعد عدة سنوات من مرورها ….  فالعقل في الصغر لا يستوعب  الأحداث المهمة إلا بعد الكبر …. 
       كنت لا أهتم إلا بلعب كورة القدم أو لعبة البي أو الذهاب الى المسبح البلدي أو الذهاب كل مساء إلى باب العوينة لمتابعة لحلاقي الروايس أو البهلوانيبن أو الممثلين الذين كانوا يجمعون الناس في حلقات من أجل تفريجهم مقابل دراهم  معدودات  ….كما كانت تزنيت معروفة بتنظيم مهرجان فني سنوي كان يأتي إليه المع المغنيين  عربا كانوا او امازيغ  تاشلحيت  وتمازيغت وترفيت …وكنت أصر على زيارته وقضاء به طيلة المساء رغم أن والدي رحمة الله عليه كان ينتقد تصرفاتي ويقول لي لا يمكن الجمع بين اللهو والدراسة والتحصيل …. وقد حفظت في تلك الفترة من الشعر الامازيغي تاشلحيت الكثير شيباني عن حفظ الشعر العربي الأصيل.. وقد عرفت تلك الفترة نهاية الستينات  طفرة من الإبداع الذي لم نر له مثيلا  ففنانين تلك الحقبة هم الفنانين الحقيقيين سواء الذين يبدعون   بالعربية الفصحى أو الدارجة كالفنانين العرب امثال فريد الاطرش ام كلثوم وعبد الحليم ومحمد عبد الوهاب  …و …. الفنانين المغاربة  عبدالوهاب الدكالي  وعبد الهادي بلخياط ونعيمة سميح والحياني  …و … ومن الفنانين الأمازيغ  محماد الدمسيري و حماد امنتاك ورقية الدمسيرية و حماد بزماون  ….و …. اما في زماننا هذا فقد سقط الفن ولم يعد هناك ما تتمنى أن تسمعه ولسان حالنا يقول : ليس في الإمكان أبدع مما كان ……
       كان يسكن قرب منزلنا الجديد في رأس الدرب أسر مهمة أذكر منها أسرة بوجمعة البدراري واخوه علي …والمنزل التقابل لمنزلنا منزل الحاج إبراهيم ادزيم الساحلي واخوه الحاج على كلن الحاج إبراهيم يناير تجارة   المولد الغدائية وكان يجلبها بالجملة من لدار البيضاء كان في بداية تجارته وكان يساعده اخويه الخاح احمد والحاج على وعندما توسعت تجارتكم  هاجر الحاج إبراهيم إلى مراكش والمدير وبقي الحاج احمد والحاج ينمنين تجارتهم في تزنيت تجارة المواد الغدائية بالنسبة الحاج احمد  وتجارة مواد البناء بالجملة بالنسبة الحاج على واخوه الصغير …. أصبح الإخوان من أغنياء تزنيت وسطع نجم الحاج على الذي أصبح مستشارا مسموع الكلمة لأن الكلمة في زماننا هذا المال فهو الفصاحة لمن يريد التكلم وهو السلاح لمن يريد الفصاحة… الحاج ابىاهيم والحاج على يزوجا إختين هما بنتا الحاج اعراب السباعي وابن اخ الحاج إعراب واسمه الحاج مبارك رحمه الله هو من اشترى المنزل المجاور لنا سكنه في منزله الفوقي واسس مطبعة في مأربه السفلي إلى أن توفي وباع الورثة المنزل لاشخاص لا نعرفهم  … اما المنزل الموالي فهو منزل الحاج الحسن بومزكو واخوه الحاج ابراهيم  عندما توفي الحاج الحسبن قيل لي أن ابن الحاج ابىاهيم سي محمد هو اشتراه عند الورثة… والحاج ابراهيم ولد كان صديقا لشقيقي   الإمام زمن الدراسة اسمه احمد وهو الآن دكتور في التاريخ ومن ألمع  مؤرخي جهة سوس العامة حاليا وله أبحاث مهمة في ميدان نا يخ سوس على العموم وتاريخ مدينة تزنيت  على الخصوص …  كما كان يسكنه معنا في نفس الزنقة الاستاذ العربي لدوزي وهو ابن الفقيه والعالمية الجليل لدوزي…. درس سي العربي مع اخي الإمام في كلية الحقوق بالرباط واشرف على بحتهما النهائي صديق دراستي في الثانوي  الدكتور الحسن رحو الذي رغم اوصاني واتصالي به عذبهم عذابا شديدا  قبل أن يعطيهم نقطة لا توازي حتى ربع مجهوداتهم  الشخصية ااتي بدلوها من احلال إنجاز البحث  .. وللدكتور الحسن رحو ذكريات سنأتي على ذكرها في زمن الدراسة بثانوية يوسف بن تاشفين بأكادير  ….
        كنت تلك الفترة انا المكلف بإيصال خبز منزلنا إلى قران الحي ومعه خبز منازل أخرى مجاورة لنا …وكان اعز علي فران هو فران العين الزرقاء لأن به صديق عزيز علي  هو الحسين ولد سعيود هذا الصديق الحميم الذي بدأ حياته  بفران صغير اشتراه اخوه سعيد الذي كان يعمل في فرنسا لكن الحسين استطاع  تنمية المشروع إلى أن استطاع بحكمته وتبصره وبعد نظره  وحبه الخير لاخوته أن يصبح من أغنياء مدينة تزنيت … بقي الفران الأصلي لأبناء المرحوم سعيد اخوه … إمتلك هو حمام باب دو تركا وامتلك اخوه حسن حمام الشرفاء بتجزئة اهل الشيخ  ماء العينين…حتى  اخوه الكبير بلعيد الذي كان في دوار الدشيرة باولاد جرار الذي كان يقول لي قل لصديقك الحسين أن هذه البلدة أي ودوارهم لا تستطيع تحمل إلا بقرة وحمار ….حتى بلعيد ملكه الحسين فران بتجزئة اهل الشيخ ماء العينين …. الأسرة أصبح الأبناء من يسيرون مشارعها بيك الله عليه الرزق الحلال… وهذا مثال لاخوة  الصادقة ….
تعرفت طيلة هذه المدة علة أصدقاء كثر أتذكر من بينهم ابراهيم الترابي الذي اضطر إلى الذهاب للعمل بفرنسا بعد رسوبه في نهاية الإعدادي … الناجم ولد الشيخ محمود الذي كان وحيد والديه والذي كان لا يلبس إلا اللباس الجديد ولا  يركب إلا دراجة جديدة لأنه ابن الشيخ محمود الذي  يسكن حي تافركانت والذي كان يقام له ويقعد لأنه قريب من السلطة  يدها التي تبطش بها …. اما اصدقائي من قبيلة ايت الرخاء فأذكر  من بينهم عبدالله ولد القائد بوطعام شقيق سي براهيم بوطعام الذي لم يتمم دراسته ورحل للعمل بمدينة أكادير كسائق طاكسي صغير  …. والصديق ازال الحسين الذي كان يسكن معى في كراج منزلنا بتزنيت عندما كان يجتاز امتحان السياقة لأنه كان مولعا مند صغره بحب سياقة السيارات  …وقد وظف كاتيا لأول قاضي الجماعة بايت الرخاء الحاج محمدي ولد الاي ويبقي 
       تابعا لوزارة العدل إلى أن تقاعد اطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية…. كل شيء يستطيع الإنسان  نسيانه إلا الأيام الجميلة في حياته أو أصدقائه الأوفياء……اما  من أساء إليك فنحن نحمد الله على نعمة النسيان  ……
بعد استقرارنا بمدينة تزنيت لم تطق خالتي خدجتو بنت محمد فاضل المعرفة بخروج  تعتيد  لمين  شفيقة والدتي لم تطق البقاء بقرية إغرم فرحلت هي وابنيها سالم والحسين واكترت منزلا بحي  تافركانت وكان تسكن معها جدتي من والدتي زينة بنت المقدم علي البعقيلية والتي يرجع إليها الفضل في تعليمنا اللغة الأمازيغية تشلحيت والتي كانت تدعو معي دعاء تردده كلما رأتني: اللهم اجعلك من خيار الناس… اكك اوي ربي دلخيار…باللهجة الأمازيغية  …كان يسكن مع خالتي  خدوج  الحسين ابنيها الذي كان يعمل في الإنعاش الوطني  ببلدية تزنيت وابنها سالم الذي كان يدرس معي بإعدادية مولاي رشيد بتزنيت …كما كان يسكن بجوارها رجل مبارك عطار من اولاد تدررين عنده زوجة يقال لها عويش وله ابن يسمى بليخير تاجر حاليا بمدينة الداخلة بالصحراء المغربية…وخالتي خدوج لها قصة تستحق أن تسجل بماء من ذهب  فقد تزوج بها ابن عمي والدي  محمد ولد محمد الأمين وبعد ولادة ابنه الثاني سالم هاجر إلى تونس وانقطعت كل اخباره وبقيت خالتي في المنزل المجاور لمنزلنا تعيش معنا كأسرة واحدة …لم تطلب خالتي خدوج الطلاق وهي في عز وريعان شبابها ومر أزيد من عقدين  الزمن ليعود محمد ولد سي لمين إلى رشده ويستيقض من سباته ليعود إلى زوجته  وابنيه وتعود المياه إلى مجاريها  وهذه هي الزوجة الصالحة التي إن غاب  عنها زوجها حفظته في عرضه …  عاد زوج خالتي خروج واب الحسبن وسالم إلى عائلته الصغيرة بل قام بالسفر بهم لاستقرار بمدينة تونس العاصمة والعمل ولده الحسين معه في بنك الجنوب اما سالم فذهب للعمل بسويسرا قبل يستقر بمدينة العيون التي مارس فيها النجارة  وهناك دفن والده  أمحمد  واخوه الحسين اما خالتي خروج فقد دفنت في مقبرة باب اكلو بتزنيت …. رحم الله الجميع وجعل البركة في الباقي والحقنا بهم مسلمين غير مبدلين ولا مغيرين  ….
        أما خالي لمين ولد محمد فاضل ولد سالم  ولد بابو فقد قام بدوره في تلك الحقبة بالانتقال من دوار عين ابراهيم اصالح الى تزنيت وهو متقاعد من فرنسا اكترى منزلا بقصبة اعمو بتزنيت  ييكن فيه هو وزوجته عائشة الطاهر وابناؤه احمد  زعبدالله والحسن وبنته الوحيد فاطمة المعروفة ببوها التي ستكون في المستقبل زوجة لشقيقي احمد  التي سيخلق منها أبناؤه ابراهيم وعادل وياسر ومصطفى وابنته الوحيدة  هند … وهكذا فكما جاءت  الاسرتين اهل محمدو وأهل بابو من شنقيط وسكنت الأولى بأولاد جرار والثانية بقبيلة بعقيلة بنواحي تزنيت  هاهو الله جمع الاسرتين بمدينة تزنيت ليملكنوا  من السكن  فيها مجتمعين ويتمتعوا بطيب العيش منهم من قضى  نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا….
       كنت اقضي جل وقتي اذا رجعت من الداخلية بمنزل اهل الشيخ ماء العينين أو دار الباشا كما كنا نسميها  وكان منزلا كبيرا به بستان كبير فيه كل أنواع الفواكه ما لاذ وطاب مدخله الاصلي وبابه الخشبي الكبير بعده منزل اهل الخرفي عنده أبناء صغار كنا نلعب معهم منهم واحد اسمه عبدل قيل لي أنه كان  استاذا  جامعيا بمراكش والان يدرس بالسعودية  الله اعلم المهم أن العلم هو من يرفع المرء في حياته…
شجعني على ارتياد منزل اهل شيخنا صداقتي مع ابنهم  محمد المصطفى ولد الشيخ محمد الإمام المعروف بغظفن….كان شابا لطيفا جميل الملبس لأنه من عائله ثرية وأخوه سيدي المصطفى رجل مقاومة وقائد ممتاز ورجل شجاع  …كان غظفن يبحث  عني اينما كنت وكنا نلعب الكورة حتى في وسط الرياض….ناكل من فواكه البستان….وكان  غظفن مولعا بالتفرج  في أفلام السنما ولا زلت أذكر أن آخر فلم كان معجبا به ودعاني الى مشاهدته هو فلم فرنسي  اسمة BONKOK  A  BONKOK OSS 117 …. غظفن هذا الشباب الوسيم الذي كان لا يلبس إلا احسن الملبس وكان صغير أسرته  محبوبا مدللا فرقت بيني وبينه السبل  ذهبت انا اتابع دراستي بأكادير وبقي هو يتابع دراسته الثانوية بثانوية المسيرة الخضراء بتزنيت وانخرط بعد ذلك في سلك التعليم إلى أن تقاعد وهو الآن مقدم لضريج جده الشيخ ماء العينين نفعنا الله ببركته هذا الولي الصالح الذي طبقت سمعته آفاق الدنيا  بعلمه وورعه وتقواه فهو الولي الصالح الذي جار في بركته الجميع لأنه لا يعرف أحد متى كان يتعبد ومتى كلن يقازم الاستعمار ومتى كان يبث العلم في صدور الرجال ومتى كان يؤلف لأن مؤلفاته تربو عن  450  كتاب  في والعلوم الانسانية؟    اتكنى من كل قلبي ان يتفرغ أبناؤه لجميع كل مرلفاته ووضعها في الخزانة الكبيرة التي تم تشييدها في مركبه الذي شيد مؤخرا في زاويته التي عمدت إدارة الدرك الوطني المغربي إلى اقفال الباب الرئيسي للزاوية الذي فتح مؤخرا وفرح به الجميع لأنه مفتوح في الساحة الرئيسية المقابلة السكنى عامل الإقليم وفجأة بعد أن أوشك بناء توسعة الضريح على الانتهاء قمت إدارة الدرك الملكي  بإغلاق هذا الباب  لأسباب لا يعرفها أي أحد…. فهل الشيخ ماء العينين بقصه وقضيضه لا يساوي عند المغاربة حتى عدة أمتار تسهل على زواره الولوج لزيارته بدل قطع أزقة ضيقة من وسط ملاح  اليهود إلى الباب القديم  ….رحم الله اجد أحفاده وهو صديق حميم لي الاسناذ  مربيه ربو ولد الدكتور هيبة الذي لبى دعاء ربه الاسبوع الماضي وهذا المثقف الكبير الذي يرجع إليه الفضل بعد الله في تحقيق وطبع كتب مهمة لأبناء الشيخ ماء العينين جعل الله عمله خالصا لوجهه ليجده في آخرته  يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من آتى الله بقلب سليم…. 
     مكتبة الشيخ ماءالعينين بتزنيت يجب أن تحتوي على كل مؤلفات الشيخ ماء العينين ومؤلفات أبنائه وما كتب عنه من كتب واطاريح لتكون مكتبة نموذجية لأسرة عرفت بالخير والبركة والعلم والزهد والتصوف  والبركة ستبقى في أبناء الشيخ ماء العينين لان الله يستحي أن ينزع بركة في موضع وضعها فيه… وبركة الشيخ ماء العينين ستبقى نبراسا لكل أبنائه ولكل منه له علاقة قريبة أو بعيدة به أو بأحد أبنائه أو بناته إلى أن يرق الله الأرض ومن عليها فاللهم اجعلنا ممن  نفعته بركة هذا الولي الصالح وبركة أبنائه وبناته ومريديه وكل من كانت له به علاقة …. 
      كان منزل اهل الشيخ ماء العينين في العطلة الصيفية يحج إليه أبناء القبيلة من كل حدب وصوب وكان الجميع ينتظر حضور موسم الشيخ ماء العينين أواخر  شهر غشت من كل سنة… وكان المنزل الكبير يشهد أفراحهم  وكان آخر زفاف حضرته فيه هو زفاف الدكتور هيبة ولد الشيخ مربيه ربو بإبنة الشيخ محمد الإمام المعروفة ببنت أنا ….كان الزفاف حسب تقاليد الأسرة المعنية يدوم سبعة أيام بالتمام  والكمال  وكان ترواح العروسة يكون كل ليلة حوالي الساعة الثانية عشرة وكان الجميع يحضر الجلسة التي تكون محترمة  في عفاف ووقار…. المغنون المعروفين بإكاون يغنون يمدحون العريس والعروسة  ويقوم بعض  الحاضرين بإلقاء بعض الأبيات الشعرية بالحسانية  يطلقون عليه لكاف وهو تقليد جميل يبين نباهة وبلاغة الشعراء ولا زلت أذكر أنني  سمعت سيدة لا أعرف اسمها  قالت كافا عندما ردده إكيو عدة مرات حفظته عن ظهر قلب  وبقي في ذهني إلى الآن لأنه كاف أعجب به الجميع ويقول الكاف :
 فوتن هون سبع تيام
فلعرس الزين لي يومن 
وعرفنا عن جنة الأيام 
الا دكتور وبنت أنا
اتمنى ان يقرأه الجميع قراءة صحيحة حتى لا ينطبق علينا جميعا القول الحساني ويل الفنى من حكاينو ….
وحتى لا أطيل سأتوقف عند هذه الذكرات على أن  أخصص الجزء الثالث من ذكريات تزنيت إلى ذكريات ثانوية مولاي رشيد التي تحتوي على أحداث مهمة ومشوقة 
وحرر بالرباط الفتح في 3 ماي 2920

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

عاصفة غزة وجبر الكسور!

مقال الأهرام / عدد اليوم الأثنين 6 نوفمبر  __ عاصفة غزة وجبر الكسور! _____ عزالدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *