واكد سبيلا أن النخب الحاملة للفكر التنويري في المغرب منكفئة على ذاتها، واسما الفكر الذي تحمله بـ”الأنوار الصامتة أو اللا واعية”؛ لكنه اعتبر أن الفكر التنويري “تسلل إلى نخب المجتمع المغربي على عدة مستويات، سواء في الأفكار أو في الممارسات”.
واورد سبيلا إلى الوراء لينطلق من مرحلة سنوات الجمر والرصاص، وما وازاها من صراعات سياسية تركت آثارا فكرية وثقافية؛ لكن “الأنوار السياسية”، كما سمّاها المتحدث، كانت ستخفت بعد استقالة الأحزاب السياسية في مرحلة معينة، لولا أن المجتمع المدني ورثها وحمل مشعلها وأبقاها حيّة.
ووصف سبيلا المجتمع المدني المغربي بمنظماته وجمعياته بأنه “من أقوى المجتمعات”، وأرجع إليه فضل نشر الأفكار الأنوارية في المجتمع، خاصة بعد فترة فحص ونقد مرحلة سنوات الجمر والرصاص، لتبرز نخب واسعة مناهضة لمختلف أشكال تجاوزات السلطة، ومدافعة عن حقوق المرأة وعن الحريات بمختلف تلويناتها.
واعتبر سبيلا إن الثقافة المغربية مرتبطة بالأنوار، حمل الفاعلون في الساحة الثقافية من شعراء وروائيين وصحافيين وتشكيليين الفكر التنويري؛ لكن بؤرة هذا الفكر، يردف المتحدث، هم الفلاسفة، الذين قال إنهم حداثيون وعقلانيون وتفكيرهم المحوري والأساسي يدور حول التقدم والحداثة، ولا يترددون في التعبير عن أفكارهم واختيارهم بحرية وبوضوح.
وضرب سبيلا مثالا بالمفكر المغربي عبد الله العروي كأحد أبرز دعاة الحداثة في المغرب، قائلا “العروي أقل راديكالي من الناحية السياسية، ولكنه راديكالي في البحث عن الجذور الثقافية العميقة لتخلفنا ولجمود العرب”.
![](https://www.afriquemondearab.com/wp-content/uploads/2019/04/DSC_7566-660x330.jpg)