جرى حفل الاختتام الذي ترأسه مدير الملتقى، منير القادري بودشيش، حضور مئات المريدين والزوار من بين آلاف القادمين من مختلف مدن المملكة ودول العالم، لإحياء ليلة ذكرى المولد النبوي بمقر الزاوية القادرية البودشيشية، خلال اليوم ذاته.
قال منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى، إن المشاركين في هذه النسخة من الملتقى العالمي للتصوف، من علماء وخبراء وأساتذة، “خرجوا بمجموعة من التوصيات التي تخدم قيم المغاربة والبلاد”.
وأضاف القادري بودشيش أن “من بين التوصيات المهمة المنبثقة عن هذا الملتقى إنشاء ميثاق قيمي عالمي حول المواطنة الشاملة بصيغتها الكونية التي تراعي خصوصيات المجتمعات المحلية”؛ كما أوصى المشاركين في هذه النسخة من الملتقى العالمي للتصوف التي حضرتها مجموعة من الطرق الصوفية، من بينها التيجانية والفاسية والوزانية، بـ”تعزيز أواصر التعاون بين الطرق الصوفية بالمغرب، والتلاحم في ما بينها، في انسجام وتناسق وتناغم، وذلك بهدف خدمة القضايا الوطنية والدينية”.
ليلة المولد النبوي الشريف
ومنذ الساعات الأولى من أمس الخميس حج الآلاف عبر مختلف وسائل النقل، بما فيها حافلات النقل العمومي، على قرية مداغ في اتجاه مقر الزاوية القادرية البودشيشية، كما جرت العادة لدى الكثيرين خلال هذا الموعد من السنة، منذ ما يزيد عن 15 عاماً.
وتسود خلال اليوم الأخير من فعاليات الملتقى العالمي للتصوف، أو يوم “الليلة الكبرى” كما يسمّيه مريدو ومحبّو الطريقة القادرية البودشيشية، أجواء روحانية يكرّسها الزوار عبر الترديد المتواصل للأذكار والأناشيد الخاصة بالطريقة الصوفية، أفراداً ومجموعات، داخل القاعات والمساجد والضريح أو الباحات المحيطة بها.
وابتداء من الواحدة بعد منتصف ليلة الخميس/الجمعة التحق المريدون والمحبون للطريقة البودشيشية والزوار من مختلف الفئات بالمسجد الكبير، حيث تُقام “الليلة”، إحياء لذكرى المولد النبوي، التي يترأسها، ككل سنة، شيخ الطريقة، جمال الدين القادري بودشيش.
وفي كلمة ترحيبية مسجّلة وجّهها شيخ الطريقة إلى المريدين أو “الذاكرين والذاكرات” كما يحلو له أن يناديهم، قال فيها: “هنيئا لمن جاء من كل حدب وصوب ليحضر معنا في هذه الليلة المباركة الميمونة”، واصفاً إياها بـ”العرس البهيج”.
ودعا جمال الدين القادري بودشيش متتبعي طريقته الصوفية، ضمن الكلمة ذاتها، إلى “الابتعاد عن الأذكار غير المأذونة الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي، والاستماع إلى كلام المشوشين الساعين إلى تعكير صفو القلوب الطاهرة الموجهة إلى الله”، وفق تعبيره