Afriquemondearab اخبار إفريقيا والعالم العربي
مقالات مشابهة
قام المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، في إطار فعاليات “الإمام والمجتمع” التي دأب على الإشراف عليها منذ عام 2020، على تنظيم ملتقى علمي يومي 13 و 14 مارس 2023، وذلك بالتعاون مع منتدى أبو ظبي للسلم، حيث تمحورت المحاضرة الرئيسية حول “فقه الواقع وأثره في التنزيل”، بينما حملت الورشة التطبيقية عنوان “صناعة المفاهيم الشرعية”، وقد اطر المحاضرة والورشات التطبيقية، الأستاذ الدكتور محمد محجوب بن بيه، عضو منتدى أبو ظبي للسلم وأستاذ العلوم الإسلامية بجامعة محمد بن زايد.
افتتح اللقاء الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، الأستاذ عبد الصمد اليزيدي، بكلمة ذكَّر فيها بالجهود التي يبذلها المجلس في مجال مرافقة الأئمة والمرشدات وتوفير فضاءات للتكوين والمدارسة لقضايا العصر ومستجدات الواقع الألماني، مشيرًا إلى اهتمام المجلس وعزمه على استدامة تنظيم فعاليات “الإمام والمجتمع” التي أثبتت نجاحها وتأثيرها في السنوات الماضية، لاسيما وقد شارك في تأطير مواضيعها عدد من المفكرين والباحثين المتميزين، والعلماء المبرزين الذين لهم أثر جلي، في الفكر والوعي الديني والشرعي بموازاة الواقع المعاصر، وقد رحب اليزيدي في كلمته بالدكتور محجوب بن بيه، موضحًا سعادة المجلس الأعلى للمسلمين بالتعاون مع مجلس أبوظبي للسلم في تنظيم هذه الملتقى العلمي.
حضر الملتقى لفيف من الأئمة والمرشدات والباحثين في المجال الديني والشرعي حضوريًا وإلكترونيًا (عن بعد)، حيث ألقى الدكتور محجوب بن بيه في اليوم الأول محاضرة عن الأثر العظيم لفقه الواقع على التشريع والخطاب الديني، مؤكدًا أن تنزيل النصوص هي أحد ثمار فقه الواقع على مر العصور الإسلامية، وما يحتاجه الزمن الراهن، وأن العلاقة بين فقه النص وفقه الواقع هي علاقة تلازم، مقدما أمثلة من التجربة النبوية وحياة الصحابة والتابعين والفقهاء، ومداخل ذلك لترشيد الخطاب الديني في السياق المعاصر.
هذا وقد ألقى الدكتور عبد الحق الكواني، عضو الهيئة العلمية للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، كلمةً ترحيبية افتتح بها فعاليات اليوم الثاني للملتقى، مهد من خلالها للشطر الثاني من الملتقى العلمي، الذي تميز بعقد أوراش تكوينية وتدريبية للأئمة والباحثين، عالج فيها الدكتور محجوب بن بيه موضوع “صناعة المفاهيم الشرعية”، حيث تناول أهمية الدور الذي تقوم به المفاهيم الشرعية وتأصيلها في الخطاب الديني، مشيرًا في الآن ذاته إلى وجوب العمل على ضبط استخدام المفاهيم الشرعية وتفسيرها سواء على المستوى اللغوي أو السياقي أو المقاصدي.
وجدير بالذكر، أن اللقاء شهد تفاعلًا كبيرًا من الحاضرين الذين وجهوا للضيف تساؤلات وإضافات حول دور فقه الواقع في حياة المسلمين في ألمانيا، وكذلك حول أهمية العمل على ضبط المفاهيم الشرعية التي يتمركز حولها الخطاب الديني السائد في الغرب بصفة عامة وأوروبا بصفة خاصة.
