الجمعة , مارس 24 2023
الرئيسية / مقالات / الرأسمالية: نظام اللصوص

الرأسمالية: نظام اللصوص

 
°°°°°°°°°
°°°°°°°°°
في مثل هذا اليوم من السنة الماضية 14 دجنبر 2021، كتبت هذا المقال البسيط الذي هو عبارة عن خاطرة بمناسبة تلك العروض التجارية المخادعة لشركات الاتصالات، والتي تفضح السرقة الموصوفة التي يتعرض لها المواطنون والمواطنات من طرفها.
لقد عنونت هذه الخاطرة ب”الرأسمالية نظام اللصوص”، وفعلا فإن الرأسماليين ونظامهم لصوص يسرقون وينهبون الثروات، ووحوش يقتلون ويدمرون الإنسان والطبيعة.
أعيد نشر هذه “الخاطرة”، لكل غاية مفيدة بعدما ذكرني بها فيسبوك.
“الرأسمالية: نظام اللصوص”
خاطرة بمناسبة الأثمان الرخيصة والعروض السخية لشركات الاتصالات
(التعبئة × 30)
°°°°°°°
لا يجادل أحد في كون شركات الإتصال ببلادنا كما في العالم تجني أرباحا طائلة وكون منتوجاتها تتطور وتتجدد؛ وفي كونها تنتج في كل مرة منتوجات جديدة للاستهلاك، وتخلق خدمات وعادات استهلاكية جديدة في أوساط المواطنات والمواطنين (الذين تسميهم الشركات الرأسمالية في قاموسها مستهلكين/consommateurs) لا حاجة ولا ضرورة لها في حياتهم اليومية.
وإذا كان منطق المنافسة بين الشركات في السوق الرأسمالي يفرض مجموعة من السياسات المتمثلة في البحث عن سبل توسيع السوق عبر تخفيض الأثمان، وتشجيع الإقبال على السلع والخدمات، ومضاعفة الاستهلاك الذي يعد مصدرا مهما لمضاعفة الأرباح؛ فإن لهذا المنطق الرأسمالي حدودا (مثله مثل منطق استغلال الموارد البشرية والموارد الطبيعية وغير ذلك)، وهي الحدود التي يتم تجاوزها عندما لا تحقق سياسة خفض الأثمان تلك الأهداف المباشرة المتمثلة في توسيع السوق فقط، بل تتجاوزها لتكشف إلى جانب ذلك حجم هوامش الربح الطائلة والفلكية التي تجنيها تلك الشركات، بحيث قد يصل ثمن السلعة عند البيع عشرات وعشرات قيمتها الحقيقية؛ أي أنها تكشف السرقة الموصوفة التي يتعرض لها المواطن/المستهلك من طرف تلك الشركات الرأسمالية.
هذا بالضبط ما يحصل اليوم مع شركات الإتصال وضمنها إتصالات المغرب وميديتيل وإنوي…، التي أوصلتها حمى المنافسة على السوق ومحاولات تشجيع الإقبال على سلعها وخدماتها إلى مضاعفة تعبئة الهاتف التي قد يقتنيها المواطن إلى 5 مرات و10 مرات و17 مرة و22 مرة و30 مرة و….
ـ فماذا يعني هذا الأمر إذن ؟
ـ هل أصبحت شركة اتصالات المغرب ومثيلاتها من الشركات سخية مع المواطنات والمواطنين إلى هذا الحد ؟
ـ هل تولد لهذه الشركات حب وعشق ما للمواطنين والمواطنات !!! فقررت أن تهبهم من رأسمالها ليتمتعوا بالاتصال فيما بينهم لأطول وقت ممكن ؟
ـ هل وصل الحمق بهذه الشركات إلى حد عرض سلعها وخدماتها بأثمنة لا تشمل أي نسبة من الربح ؟ بل وبأقل من قيمتها ؟
وغير ذلك من الأسئلة الكثيرة… !!!
إن جشع ووحشية الرأسمالية لا تظهر فقط من خلال مدة العمل اليومية وثمن قوة العمل في سوق العمل، أو من خلال شروط وظروف العمل التي لا تليق بآدمية العمال وغيرها، أو من خلال العديد من الجوانب الأخرى الاجتماعية والحقوقية؛ وإنما تظهر كذلك من خلال مثل هذه السرقة الخطيرة للمواطنات والمواطنين.
 وما هذه العروض التي أصبحت تعلنها شركات الاتصال هذه، سوى الدليل القطعي على ذلك والذي تؤكده علانية هذه الشركات نفسها.
هذا المثال الفاضح، وغيره كثير، أصبح يفرض من المناضلين والمناضلات إن لم أقل من الجميع، مواجهة سياسة رفع الأسعار هذه، وتضخيم الأرباح من طرف الرأسماليين والجشع الذي فاق التوحش (فالوحوش لا تفترس وهي شبعانة)، للحد من لصوصية الرأسماليين التي أصبحت تمارس بالمكشوف، ودفاعا عن حق الشعب في العيش والعيش الكريم.
الدريدي الطاهر
الرباط في 14 دجنبر 2021

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

بوصوف-تدابير تتنصر للمقاربات الإنسانية والحقوقية في قوانين الهجرة واللجوء بدل المقاربات الأمنية أو تيارات صناعة الخوف والكراهية…

ذكرى اليوم الدولي للمهاجرين كل 18 دجنبر من كل سنة ليست مناسبة للاحتفال بقدر ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.