Afriquemondearab اخبار إفريقيا والعالم العربي
مقالات مشابهة
التاريخ:
09/09/2022
رقم: 17 /2022 رئيس الهيئة الوطنية للتقنيين بالمغرب
إلــــى
السيد عزيز أخنوش
رئيس الحكومة المحترم
ديوان رئيس الحكومة، القصر الملكي – تواركة – الرباط
الموضوع: رسالة مفتوحة بخصوص تعاطيكم مع مطالب وأوضاع فئة التقنيين بالمغرب
تحية وسلاما وبعد؛
السيد رئيس الحكومة المحترم،
بعد استعراض نتائج الحوار الاجتماعي الذي جمع الحكومة مع النقابات المهنية بتاريخ 30 أبريل 2022 واجتماع مجلس الحكومة الأخير بتاريخ 01 شتنبر 2022 لأجل تنزيل مخرجات ذلك الحوار فقد كان كل التقنيين (خريجي معاهد ومؤسسات التكوين المهني الموظفون والمستخدمون بمختلف القطاعات الوزارية والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية والغرف المهنية، حاملوا الدبلومات التقنية بأنواعها، المدمجون وغير المدمجين والمستخدمون بالقطاعات الخاصة) يتطلعون إثر ذلك وكذا بعد رئاستكم للحكومة المغربية إلى إنصافهم ورد الاعتبار لهم، خصوصا أنكم تعرفون تمام المعرفة قيمة هذه الفئة وما تقدمه في مختلف القطاعات ودورها المحوري في إنعاش الاقتصاد الوطني وتحريكه وعصرنته وسيكون من الصعب إنجاح أي مخطط من المخططات سواء الحكومية أو الجماعية دون هذه الفئة نظرا لمؤهلاتها العلمية والمهنية والعملية؛ وإن تغاضيكم عن مطالبها واحتجاجاتها أصاب كل التقنيين بإحباط شديد واعتبروا ذلك تنكرا لما يقدمونه في خدمة وطنهم،
السيد رئيس الحكومة،
من الواجب أن نذكركم بالتوجهات الملكية بخصوص هذه الفئة والتي أشرف فيها ملك البلاد على تشجيع وتكريم الخريجين وإيلاء أهمية قصوى لها حيث جاء في الخطاب الملكي في ثورة الملك والشعب لسنة 2019: (إن الغاية من تجديد النموذج التنموي، ومن المشاريع والبرامج التي أطلقناها، هو تقدم المغرب، وتحسين ظروف عيش المواطنين، والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية. … وسوف أظل أؤكد على دور التكوين المهني، والعمل اليدوي، في إدماج الشباب انطلاقا من حرف الصناعة التقليدية، وما توفره لأصحابها، من دخل وعيش كريم ومرورا بالصناعات الغذائية، والمهن المرتبطة بالفلاحة، التي يتعين تركيزها بمناطق الإنتاج، حسب مؤهلات كل جهة ووصولا إلى توفير كفاءات وطنية، في السياحة والخدمات، والمهن الجديدة للمغرب، كصناعة السيارات والطائرات، وفي مجال التكنولوجيات الحديثة. فالنهوض بالتكوين المهني أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط من أجل توفير فرص العمل، وإنما أيضا لتأهيل المغرب، لرفع تحديات التنافسية الاقتصادية، ومواكبة التطورات العالمية، في مختلف المجالات)
يعتبر هذا الخطاب وخطابات ملكية أخرى والاشراف الملكي الفعلي على تأهيل قطاع التكوين المهني والاهتمام بالخريجين وتشجيعهم وتكريمهم إشارات فعلية موجهة لإيلاء هذه الفئة الاهتمام الكافي والعمل على توفير المناخ الجيد لاشتغالها والحرص على تمكينها من حقها في العيش الكريم؛
وانطلاقا مما سبق نسائلكم كيف سيساهم التقنيون في رفع هذه التحديات وغيرها وأنتم تضعونهم في أدنى درجات السلاليم الادارية بعد تخرجهم وعملهم بالقطاعات العمومية أو الخاصة؟ وتمنعونهم من الترقي لدرجات خارج السلم والدرجات العليا وتمنعونهم من متابعة الدراسة وتقوية قدراتهم وتحيين مكتسباتهم بمدارس المهندسين وباقي المؤسسات الجامعية والمدارس العليا وترفضون إدماجهم وترقيتهم بالشهادات المحصل عليها ….
ألا ترون أن الوضع الذي وصل إليه التقنيون في الوقت الحالي يفهم منه أنكم لا تعيرون اهتماما بالتوجيهات الملكية ويسيئ ليس فقط لهذه الفئة وإنما يسيء لكرامة مواطنين مغاربة؟ ومرة أخرى من الواجب أن نذكركم أنه في فترة فجر الاستقلال وفي الوقت الذي كانت الدولة المغربية في حاجة لتأسيس اقتصادها العصري كانت ساحتها شبه فارغة من الأطر باستثناء الأطر التقنية والذين يعتبرون فعلا ركائز ودعامات لتنشيط هذا الاقتصاد وبناء الدولة الحديثة وهم من السباقين إلى الإدارة المغربية خصوصا في المصالح ذات الطابع التقني وقد لعبوا دورا رياديا على مستوى التأطير والتنمية بشكل عام (المساهمة في بناء السدود وتشييد الطرق والسكك الحديدية، واستصلاح مساحات واسعة من الأراضي، وتأهيل قطاعات متعددة وتأطير فئات كبيرة من المواطنين……)، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
كما يجب أن تعلموا أن التقني ليس فقط عاملا مؤهلا كما ينظر إليه مع الأسف المسؤولون و يروج له البعض، إما بجهل أو بقصد وسوء نية؛ بل التقني هو إطــــار تقني ومهني متمكن بالنظر للتكوينات والتداريب والتجارب التي تلقاها في مهن تخصص فيها وتدرب عليها ومشاركته في إعداد وإنجاز وتتبع ومواكبة المخططات المحلية والجهوية و الوطنية وحتى الدولية؛ باعتبار تلقيه لتكوين متكامل تندرج فيه التخصصات العلمية والتقنية والقانونية والاقتصادية والإدارية والتدبيرية والمعلوماتية الدقيقة إلخ….
ناهيك عن كون عدد كبير من التقنيين حاصلين اليوم على شهادات الاجازة والماستر والدكتوراة ولا يزالون يقبعون في السلاليم الدنيا في الوقت الذي كان من المفروض أن يحسن استثمار هذه الطاقات في تطوير وتحديث وعصرنة الادارة ومختلف المصالح.
السيد رئيس الحكومة المحترم
كيف يمكنكم أن تقنعوا الآباء والأولياء والتلاميذ الحاصلين على الباكلوريا بأهمية التكوين المهني كما جاء في الخطابات الملكية وهم سيعرفون أن أبنائهم سيتم توظيفهم في أدنى سلاليم الوظيفة العمومية وأن توظيفهم كتقنيين في سلاليم العار 8 و 9 بالوظيفة العمومية واعتبارهم مستخدمين من الدرجات الدنيا في القطاعات الخاصة .
كيف يمكنكم أن تقنعوا المغاربة بأهمية التكوين المهني وأفق الخريجين سيكون محدودا في سلم 11 وتمنعونهم من متابعة الدراسات العليا التي قد تخول لهم تحسين ظروفهم المادية والمهنية وحتى إن تكبدوا عناء ومشقة وبحثوا عن وسائل مختلفة لمتابعة الدراسة تحرمونهم من حق الترقي بالشهادات المحصل عليها.
ليس ذلك فقط السيد رئيس الحكومة بل نظرة المسؤولين وزملائهم في العمل من باقي الفئات الدونية لهم والتي تجعلهم يندمون كل يوم كونهم اختاروا هذا الاختيار، وتجعلهم يقتنعون أن وظيفة تقني ليست إلا معتقلا يمارس فيه على هذه الفئة كل أنواع التضييق والشطط والحرمان والتهميش والحصار…
هذا هو باختصار إحساس كل تقني، ويزيد الاحساس بالإحباط بعد استعراض نتائج الحوار الاجتماعي ويجد التقنيون أنفسهم مقصيين من ذلك الحوار متسائلين من فرض هذا الإقصاء هل هي الحكومة الحالية التي ورثت ذلك من الحكومات السابقة، أو النقابات التي ربما ترى أن هذه الفئة لا تستحق أن يتم الدفاع عنها… ؟؟؟
السيد رئيس الحكومة المحترم، إيمانا منا بفضيلة الحوار فقد أوقفت الهيئة الوطنية للتقنيين بالمغرب ممثل فئة التقنيين بالمغرب إضراباتها واحتجاجاتها لمدة معقولة بعد الانتخابات وأعدنا وضع ملفنا المطلبي لدى حكومتكم بالاضافة للمشروع التعديلي للنظام الأساسي لهيئة التقنيين المشتركة بين الوزارات الذي تم إعداده بتشاور مع التقنيين والتقنيات بمختلف مناطق المغرب لنترك لكم الفرصة للاطلاع مجددا على مطالبنا وفتح الحوار معنا بشكل مباشر ومسؤول على أمل الاستجابة لمطالبنا الرامية إلى تحقيق العدالة الأجرية والمهنية وتحقيق المساواة وتكافؤ المنصوص عليها في دستور 2011 وفي المواثيق الدولية لحقوق الانسان التي صادق عليها المغرب وأقرها، غير أنكم لم تعيروا هذه المطالب أي اهتمام بل لاقينا منكم التهميش على غرار الحكومات السابقة، ولم تكتف حكومتكم التي كنا نعقد الأمل عليها كثيرا لإنصافنا بل تعداها عدد من المسؤولين والمنتخبين بأن لجأ عدد منهم لتوجيه التهديدات وتنفيذ عقوبات إدارية منها مجالس تأديبية ومنها الاقتطاع من أجور التقنيين ذووا الدخل المحدود جدا والتنقيل التعسفي والشطط في استعمال المسؤوليات …. إمعانا في قمع هذه الفئة فهل كانت هذه الممارسات القمعية والانتقامية ضمن المخططات والبرامج التي كنتم تعدون بها المواطنين وخصوصا التقنيون الذين كان الأحرى أن يتم تكريمهم وإنصافهم ورد الاعتبار لهم؟؟؟
السيد رئيس الحكومة المحترم نتسائل اليوم كتقنيين وتقنيات هل انتمائنا لهذه الفئة يحرمنا من جنسيتنا المغربية ويتم التعامل معنا كغرباء غير مرغوب فيهم أو فئة دون باقي فئات الشعب المغربي، ونحن نطرح هذا السؤال ليس مبالغة لكنها الحقيقة في أوضح تجلياتها بعد أن وصل الحال بإدارة كلية المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالجديدة إلى توجيه استفسارات واجتهدت لأجل استصدار قرارات بالاقتطاع من أجور التقنيين بسبب إضرابهم واحتجاجهم على التمييز والحيف والظلم وتهميش مطالبهم العادلة والمشروعة، وهو الأمر الذي لم تقم به نفس الادارة مع فئة الأساتذة الجامعيين الذين أضربوا وذلك حقهم ونتضامن معهم ونساندهم فيه، فلم تقم الادارة لا باستفسارهم ولا بالاقتطاع من أجورهم ؟؟؟؟؟ نأمل السيد رئيس الحكومة ألا تبخلوا علينا بالجواب وتوضيح سبب هذا التمييز الفادح والفاضح بين الموظفين ناهيك عن التهديدات وما يرافقها من ممارسات لا مسؤولة ومهينة للتقنيين والتقنيات بهذه المدرسة وبكلية العلوم بنفس المدينة ؟؟؟ فهل أصبحت الإدارة المغربية في عهدكم تميز بين درجات المواطنة في الحقوق والواجبات وبأي معيار يتم ذلك ؟؟؟؟
والتقنيون بالمغرب في ظل حكومتكم يتعرضون للتضييق والتعسفات والتهديدات بمختلف القطاعات (التعليم العالي والبحث العلمي، الجماعات الترابية، المندوبية الوزارية لحقوق الانسان، …. الخ)
السيد رئيس الحكومة المحترم
كما لاحظتم أن وضع التقنيين حاليا وضع سيئ للغاية حقوقيا واجتماعيا وماديا ومهنيا…، وهي ليست صورة حاولنا أن نجعلها قاتمة أمامكم لنستجدي تعاطفكم وتضامنكم مع فئتنا أو لتبخيس الجهود، بل نؤكد لكم أنها أسوء حتى مما حملته هذه السطور، وإحساس التقنيين والتقنيات بالحكرة إحساس متأصل لدرجة كبيرة، وكل هذا سيكون له وقع سلبي على كل البرامج والمخططات التي تعتزم الحكومة تنفيذها والتي تصبو من خلالها لخدمة المواطنين وخلق درجة من الارتياح لديهم، فلا يمكن أن تنتظروا عطاءا جيدا ومتقنا من موظفين ومستخدمين محبطون ويحسون أنهم مظلومون وأنه يتم استغلالهم بشكل بشع ويتم التعامل معهم كأنهم عبيد وأدوات بدون روح ولا عقل ولا عواطف،
لذلك نتوجه إلى سيادتكم مرة أخرى آملين أن يتوقف بتوجيه منكم سيل الشطط والتمييز والتضييق ضد هذه الفئة بمجموعة من القطاعات (التعليم العالي والبحث العلمي، والجماعات الترابية، … الخ) ؛ وأن تخرجوها من عتمة السلاليم الدنيا و تفتحوا لها آفاق الترقي دون قيود ودون سقف.
ونتوجه إليكم وأنتم تطلقون جولة أخرى من جولات الحوار الاجتماعي الذي دعوتم النقابات إليه يوم 14 شتنبر 2022 نأمل صادقين ألا تغفلوا مرة أخرى أوضاع فئة التقنيين، وأن تكون حكومتكم سباقة لرد الاعتبار لهذه الفئة وتحسن أوضاعها، وذلك بفتحكم الحوار مع الهيئة الوطنية للتقنيين بالمغرب كونها ممثل التقنيين الذي خبر أوضاع وتطلعات هذه الفئة ويعلم ما تقدمه وما يمكن أن يحفزها ويشجعها على مزيد من العطاء وتوفرها على تصور متكامل بخصوص هذه الفئة.
وفي انتظار تفاعلكم الإيجابي مع مطالبنا العادلة والمشروعة ومقترحاتنا تقبلوا منا فائق التقدير والاحترام ، والسلام.
