الخميس , مارس 28 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الأسرة و المجتمع / الزومي : الشمعة التي أنارت طريق القضية النسائية بالمغرب

الزومي : الشمعة التي أنارت طريق القضية النسائية بالمغرب

بطبيعة الحال الطريق حافلة بالتضحيات والإنجازات عن أخرها ولكن الظلام المخيم عليها قسرا جعل الرؤية باهتة إلى منعدمة ….
بكثير من الجرأة والواقعية سلطت وتسلط أيقونة النضال المجتمعي عموما والنسائي خصوصا الضوء على قضايا المرأة المغربية في شموليتها وخصائصها التي تميزها عن غيرها وهذا ليس بغريب عن امرأة جعلت من حياتها مسيرة للنضال من أجل تحرر المرأة وانعتاقها من الكل القيود الإعلامية والسياسية والثقافية والرياضية والإجتماعية والإقتصادية وغيرها , فالمرأة المغربية التي استطاعت بفعل نضالها المستمر والمستميث أن تقتحم مجموعة من القطاعات وأبانت عن كفاءة وجدارة أنها أهل لكل ثقة وضعت فيها
 إن النضال المؤسساتي والتنظيمي الذي اتخدته الأستاذة الزومي طريقا لها يجعلها متفوقة بل مميزة عن اللاواتي يدعين النضال النسائي , فمنذ توليها قيادة منظمة المرأة الإستقلالية عملت بجد منقطع النظير على تعميم فروع المنظمة , بفروع قوية في المدن والقرى , في الجبال والسهول وفي الصحراء في المداشر والأحياء , فروع حقيقية تشتغل على الإنصات للنساء المعنفات , خلق ندوات , تواصل , مواكبة المرأة في أنشطتها الإقتصادية وخلقها , دعم المشاركة السياسية للنساء , تشجيع الفتاة القروية على التمدرس , محاربة الأمية وغيرها كثير لا مجال لذكره …
مايجعل من منظمة المرأة الإستقلالية كخلية نمل تشتغل دون كلل أو ملل , زيادة على الصرامة التنظيمية فمكاتب فروع المنظمة مطالبة دائما برفع تقارير تنظيمية تجعل الرئيسة لا تطلق الكلام عن عواهنه ولكن عن دراية وثيقة ويجعلها كذلك تتوفر على بنك معلومات يشخص وضعية المرأة في شتى ربوع الوطن ….
هذا الوهج والتوهج يأتي كنتيجة طبيعية للمجهود الذي تبدله الرئيسة بمعية مناضلات المنظمة بعمل مستمر , فعندما تقول الرئيسة ” نواصل بدون فواصل ” فهو حقيقة مطلقة , حملات للتوعية هنا ندوات هناك حملات للتبرع بالدم توزيع الأغطية , أيام دراسية , ورشات للتتبع , مراكز إنصات , تأطير وتثقيف 
في نشاطها الأخير عمدت الرئيسة في ندوة بتطوان والرباط مع متم سنة 2021 إلى تشخيص دقيق لمعالجة الإعلام لقضايا المرأة وفي نقد بناء لكيفية معالجة الإعلام للمرأة الذي غالبا يصورها كبضاعة من خلال تسليط الضوء على نماذج مشوهة للمرأة , وخير مثال ما قاله مظفر النواب ” إن بغايا السياسة أوسخ صنف وأوسخ منهم بغايا الصحافة ”  فكانت الندوة التي غزت مواقع التواصل الإجتماعي كإعلام بديل حقيقي يساهم في عودة قضية المرأة للمشهد الإعلامي ومن أجل نهضة المجتمع ورقيه …
ندوة بينت  السيدة الرئيسة من خلال من أطروا الندوة أن قضية المرأة ليس قضية محصورة في النساء بل هي قضية نساء ورجال , بل قضية مجتمع ككل 
هذا السيل الذي لا ينضب سيتمر في ندوة أخرى تحت عنوان “العنف الإقتصادي والمرأة ,أية مقاربة ”  فهذه الشمعة عزمت على إنارة جميع جوانب الطريق الشائكة ومنها الجانب الإقتصادي خاصة وأن  المغرب يحتل المرتبة 133 في التصنيف الدولي مـن أصـل 142 بلـداً فيما يتعلق بالتفاوت بين الجنسين بالنسبة لسـنة 2014، بينمـا كان يحتـل المرتبـة 129 فـي 2013، والمرتبـة 127 فـي 2010 في تراجع خطير , ووعيا منها بأن لا نهضة لمجتمع يتجاهل نساءه وأن هذه النهضة لن تتأتى دون إدماج النساء في النشاط الاقتصادي كما هو الحال بالنسبة للرجال  يتطلب الإصلاحات الكفيلة بتعزيز التحول الهيكلي للاقتصاد وتشجيع الاستثمارات والرفع من وتيرة النمو، إذ يعتبر هذا شرطاً ضروريا لتيسير وصول النساء لمناصب شغل في قطاعات مجددة وذات إنتاجية عالية. كما يتطلب تبني مقاربة عرضانية تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الخاصة للنساء والإكراهات المرتبطة بهن داخل سوق الشغل.
والتراجعات التي يعرفها المغرب في مجال النمو الاقتصادي عامة، وترتيبه في سلم التنمية البشرية، يحيل إلى تراجع ومحدودية المساهمة النسائية في النشاط الاقتصادي. وفي غياب الوعي بأهمية مساهمة أكثر من نصف سكان المغرب في النشاط الاقتصادي, يستحيل النهوض بالاقتصاد الوطني. إن الاستثمار في المورد البشري,نساء ورجالا, كان شرطاً ضرورياً لتحقيق التقدم على كل المستويات. وهذا بغض النظر عن أهمية التأكيد على أن الحق في العمل هو أحد الحقوق الإنسانية الأساسية المفروض ضمانها للمواطنين والمواطنات على قدم المساواة. وبالطبع فإن تيسير دخول النساء في الحياة الاقتصادية وإلى مختلف أشكال العمل اللائق عبر التكوين والتأهيل, يشكل شرطاً وفي الوقت نفسه مؤشراً في مسار النهوض بالمجتمع برمته. فقد شكل خروج النساء للعمل المأجور ومساهمتهن في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية حجر الزاوية في خلخلة بنية الفكر الذكوري ونظام التراتبية بين الجنسين, وسمح للنساء بإثبات قدراتهن ومواهبهن, مساهماً بفضل ذلك في تغيير الصور النمطية والتمثلات السلبية حول مكانتهن وأدوارهن في المجتمع. من هنا، فتسهيل انخراط النساء في الحياة الاقتصادية, بقدر ما له من آثار إيجابية عليهن,  فهو يسمح بتطوير العقليات وتجنب اختزال دورهن فيما هو طبيعي (الإنجابي)، واعتبارهن مواطنات على قدم المساواة مع الرجال وهذا ليس منة أو أن النساء يتسولن حقوقهن ولكن عن جدارة واستحقاق فمن حركت المهد بإحدى يديها تستطيع أن تحرك العالم بيدها الأخرى
 

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

الجامعة المغربية لحقوق المستهلك تتابع بقلق احتقان قطاع التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *