الندوة الوطنية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل واليوم العالمي لحقوق الإنسان حول:
“وضعية الأطفال المحتجزين بمخيمات تندوف والآليات الدولية لحماية حقوق الطفل”
الرباط -مقر مجلس المستشارين: الجمعة 10 دجنبر 2021
الكلمة الافتتاحية لمنظمة بدائل للطفولة والشباب
• محمد النحيلي / رئيس المنظمة
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس مجلس المستشارين المحترم؛
السيد مدير الشراكة والحوار بالمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان؛
السيد مدير حماية الأسرة والطفولة والأشخاص المسنين وزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة؛
السيدات والسادة الأساتذة المتدخلين والمساهمين في إغناء مناقشة محاور الندوة؛
السيدات والسادة رؤساء الجمعيات والهيئات؛
ضيوفنا الكرام، كل واحد باسمه وصفته؛
أيها الحضور الكريم
أود، في البداية، أن أتقدم بخالص الشكر إلى السيد رئيس مجلس المستشارين، على تفضله بالاستجابة لاحتضان هذه الندوة الوطنية بمقر المجلس، تعزيزا لعلاقة الشراكة والتعاون بخصوص إعمال الديمقراطية التشاركية في عدد من المواضيع التي تهم الطفولة والشباب ومد جسور التواصل بين المجتمع المدني والمستشارين في مجموع من القضايا التشريعية مواصلة إغناء النقاش العمومي وإنتاج الفكر وتجويد السياسات العمومية.
كما أرحب، بحرارة، بالخبراء الوطنيين والفاعلين المدنيين والحقوقيين الحاضرين، مع تحية خاصة للذين تحملوا عناء السفر من أجل المشاركة في هذا اللقاء.
أتوجه بالشكر أيضا إلى جميع المتدخلات والمتدخلين، وإلى مسير الندوة ومقرريها الذين لم يدخروا جهدا من أجل المساهمة المثمرة في تحقيق أهداف هذا اللقاء، والسهر على جودة نتائجه.
الشكر موصول كذلك لسكرتارية الندوة واللجنة التنظيمية لهذه الندوة. كما أخص بالشكر كل المتعاونين مع منظمة بدائل للطفولة والشباب من مجلس المستشارين والمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان على اهتمامهما ودعمهما لإنجاح هذه الندوة.
حضرات السيدات والسادة،
بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يصادف العشرين من شهر نونبر من كل عام بحسب توصية الأمم المتحدة، والذي يتم فيه تخصيص عدد من الفعاليّات الاحتفاليّة في هذا اليوم والتعريف به من قبل ناشطين في مجال حقوق الطفل حول العالم، إضافةً إلى مراقبة تنفيذ البنود الواردة في الاتفاقيّة الدولية لحقوق الطفل من قبل لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة.
وتزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يحل في 10 دجنبر من كل عام، حيث يعد فرصة للتأكيد على أهمية حقوق الإنسان وتطبيق معاييرها للتصدي لأوجه عدم المساواة والإقصاء والتمييز المتجذرة والمنهجية بين الأجيال، وفرصةً لإعادة بناء العالم الذي نريده، والحاجة إلى التضامن العالمي، وكذلك ترابطنا وإنسانيتنا المشتركة كبشر.
واستنادا على رسالة منظمة بدائل للطفولة والشباب المتمثلة في “النهوض بأوضاع الطفولة والشباب” والتي تسعي إلى تحقيقها عبر المرافعة الجادة والمسؤولة من أجل النهوض بالسياسات العمومية المهتمة بقضايا الطفولة والشباب محليا وطنيا ودوليا.
يأتي تنظيم هذه الندوة حول: “وضعية الأطفال المحتجزين بمخيمات تندوف والآليات الدولية لحماية حقوق الطفل”، من أجل تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض إليها الاطفال المحتجزين في مخيمات تندوف بالأراضي الجزائرية في خرق سافر لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وبروتوكولها الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة…
وفي نفس الآن للتعبير عن قلقنا إزاء الوضعية اللاإنسانية والمأساوية التي يعيشها هؤلاء الأطفال المحتجزون داخل مخيمات تندوف في ظل ما تعيشه من ظروف مزرية على كافة المستويات الحقوقية والإنسانية والاجتماعية، تحاول ميليشيات البوليساريو التستر عنها وإخفائها عن العالم، هذا الوضع المقلق يساءل الضمائر الحية والمنتظم الدولي.
حضرات السيدات والسادة،
إن العالم وهو يحتفي احتفاء العالم يوم 20 نونبر الجاري بمرور 32 سنة على اتفاقية حقوق الطفل، فإننا نسجل بإيجابية المجهودات التي يبذلها المغرب في سبيل النهوض بأوضاع الطفولة ببلادنا والرهانات التي وضعها في الاستثمار في الطفولة بمختلف مراحلها العمرية ونؤكد أنه لا زالت هناك مجهودات وتحديات تواجهنا من أجل تجويد السياسيات العمومية المندمجة لحماية الأطفال والتسابق مع الزمن لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، إلا وأنه في الجانب الآخر تعرف مخيمات تندوف (الجنوب الغربي للجزائر) وضعا مأساويا يتسم بارتفاع نسبة الفقر والهشاشة، وهو الوضع الذي تتحمل فيه الجزائر المسؤولية القانونية والأخلاقية بعد تخليها عن مسؤولياتها لصالح جماعة مسلحة انفصالية، ما يمثّل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني في وقت تتستّر فيه البوليساريو عن الوضع السيء هناك، ولعل على بعد بعض الكيلومترات عن أقاليمنا الجنوبية المغربية يهر وبشكل جلي الزخم تنمويا والاقتصادي المتطور والوضع الحقوقي المتقدم، ومن تم نلمس المفارقة الصعبة بين التنمية والتخلف والأمل والألم والحرية والاحتجاز…، وهو ما يجعلنا نتألم ونتحسر على وضع طفولتنا الممزقة والمغتصبة بجحيم مخيمات الذل والعار، بسجن في العراء حكم فيه على أطفال أبرياء بحرمانهم من وطنهم وخيرات نمو وطنهم في سبيل أطروحات بالية ولتأبيد وضع يتاجر به قادة البوليساريو وكبرانات الجزائر الذين يغتنون على حسابه ويجعلهم في حالة شرود عن الواقع وعن مصالح ساكنة مخيمات تندوف والمصلحة الفضلى للأطفال المغاربة المحتجزين هناك، حيث يتم تجنيدهم أو ترحيلهم إلى كوبا للتدريب العسكري والتكوين الإيديولوجي أطفال يفصلون عن عائلاتهم أو ينتزعون من بيوتهم، أو يتعرضون للقتل أو التشويه أو الاعتداء الجنسي، أو أي شكل آخر من أشكال الاستغلال. في تحد سافر وانتهاك صارخ لكل قرارات مجلس الأمن والمواثيق الدولية في وضع يساءل المجتمع الدولي للتحرك العاجل لإيقاف “جرائم الحرب” التي ترتكب في حق الأطفال ومساءلة الجزائر التي يتم استغلال هؤلاء الأطفال يتم فوق ترابها. وتمكين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من تسجيل وإحصاء عدد السكان استجابة لنداءات مجلس الأمن المتكررة.
وهنا وجب التدخل من طرف المجتمع الدولي وجميع الآليات الأممية لحماية حقوق الإنسان، وكذلك المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية إثارة انتباه لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل إلى هذه الوضعية المقلقة والتي تقع خلف الستار بعدما أوصدت الأبواب أمام المراقبين الدوليين والحقوقيين.
فلنعمل على فك الحصار على طفولتنا المحتجزة بمخميات العار على الأراضي الجزائرية
وفي الأخير، لا يمكن للكلمات التعبير عن مقدار المحبة والسعادة التي تعم الأرجاء، لوجود هذا الحضور كريم، فأهلًا ومرحبًا بكم في ندوة اليوم، التي من خلالها سنناقش واحدة من أبرز الموضوعات البالغة الأهمية.. ونتمنى أن تعم الفائدة والنفع وسنكون سعيدين بأن نستفيد جميعا من مخرجات وتوصيات هذه الندوة الهامة
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.