الخميس , مارس 28 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / حامي الدين يرصد دلالات الخطوة الجزائرية تجاه المغرب ورسائل الرد المغربي

حامي الدين يرصد دلالات الخطوة الجزائرية تجاه المغرب ورسائل الرد المغربي

أكد أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري عبد العلي حامي الدين، أن القرار الجزائري الأخير القاضي بقطع العلاقات مع المغرب، لم يكن إلا بمثابة إعلان رسمي عن سياسة القطيعة التي تنهجها النواة الصلبة المتحكمة في صناعة القرار الجزائري.

وتوقف حامي الدين في تدوينة له بحسابه الفيسبوكي، تفاعلا مع هذا الموضوع، عند دلالات الإعلان الجزائري الذي جاء بالتزامن مع سياسة اليد الممدودة للمغرب تجاه الجزائر، كما توقف عند أهم الخلاصات التي يمكن استنتاجها من الخطوة الجزائرية والرد المغربي عليها.

وهذا نص التدوينة كاملا:

لم يكن القرار الجزائري الأخير القاضي بقطع العلاقات مع المغرب إلا إعلان رسمي عن سياسة القطيعة التي تنهجها النواة الصلبة المتحكمة في صناعة القرار الجزائري.

توقيت إعلان هذا القرار بالتزامن مع سياسة اليد الممدودة التي أعلن عنها جلالة الملك في خطاب العرش يعني أن هناك قناعة نهائية باتت راسخة لدى النواة أعلاه مفادها:

– فشل سياسة إضعاف الجار التي انتهجها حكام الجزائر منذ عقدة حرب الرمال سنة 1963 والاقتناع النهائي بفشل حلم الانفراد بالقيادة الذي مثل العقيدة السياسية الصلبة لحكام الجزائر وخوض معركة التنافس السياسي العقيم مع الجار المغربي ولو على حساب عرقلة بناء الاتحاد المغاربي ومعها عرقلة مشاريع التنمية والاعتماد المتبادل والتكامل الاقتصادي المنتج.

– فشل مشروع رعاية المشروع الانفصالي الموضوع في خاصرة المغرب وضياع ملايير الدولارات التي استنزفت خزينة الدولة الجزائرية، وإحساس قادة الجزائر بأن التطورات الأخيرة ومنذ التدخل الحازم في الكركرات وما أعقبها من اعتراف الرئيس ترامب بمغربية الصحراء حصنت موقع المغرب من الناحية الاستراتيجية وجعلت منه فاعلا إقليميًا تتجاوز مؤشراته التنموية بلدان الجوار وتسير بسرعة ملحوظة كشفت عنها مراكز دراسات أجنبية رصينة..

ومن الخلاصات الأساسية التي يمكن استنتاجها:

– الخلاصة الأولى: أن عقدة التنافس والغيرة من النموذج السياسي المغربي أجهضت جميع المحاولات الاندماجية التي برزت في المنطقة منذ نهاية الستينيات مرورا بنهاية الثمانينات وبداية التسعينيات من القرن الماضي مع توقيع اتفاقية مراكش وانتهاء بمواجهة سياسة اليد الممدودة التي نهجها المغرب والمرفوقة بصوت الحكمة لتجاوز آلام وجراحات وأخطاء الماضي والتعبير عن روح التضامن (الاستعداد للتعاون والدعم لإخماد الحرائق) مواجهة كل ذلك بسياسة عدوانية تتوسل بمبررات سخيفة وواهية لا يمكن أن تنطلي على المواطن الجزائري…

في هذا السياق يبدو المغرب قد انتصر من الناحية الأخلاقية وبرهن على قدرته على استعداده لتدبير هذه الأزمة البينية التي عمرت لمدة خمسين سنة..

– الخلاصة الثانية: فشل محاولات الوقيعة بين الدولة والقوى الحية في البلاد، وبصفة خاصة محاولات الوقيعة بين المؤسسة الملكية وأطراف سياسية معينة في محطات معينة، وهو ما تعزز بالإجماع على القضية الوطنية وأحبط جميع محاولات الوقيعة تلك…

– أما الخلاصة الثالثة فهي التي عبر عنها الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب: “إننا نؤمن بأن الدولة تكون قوية بمؤسساتها، وبوحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية. وهذا هو سلاحنا للدفاع عن البلاد، في وقت الشدة والأزمات والتهديدات”.

حاجتنا الدائمة إلى مؤسسات قوية تعزز التلاحم المتين بين الدولة والمجتمع وتكون قادرة على تدبير الحوار الصعب شرقا وشمالا..

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

عاصفة غزة وجبر الكسور!

مقال الأهرام / عدد اليوم الأثنين 6 نوفمبر  __ عاصفة غزة وجبر الكسور! _____ عزالدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *