الخميس , مارس 28 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / شهادة: ▪︎نوبير الأموي..  زعيم نقابي تاريخي استثنائي

شهادة: ▪︎نوبير الأموي..  زعيم نقابي تاريخي استثنائي

• شهادة:
▪︎نوبير الأموي..  زعيم نقابي تاريخي استثنائي 
يعد محمد نوبير الأموي أحد القيادات النقابية التاريخية التي ستظل إسما موشوما في تاريخ الحركة الإجتماعية والسياسية بالمغرب، لاعتبارات مرتبطة بشخصيته كزعيم نقابي استثنائي، وبطبيعة مساره النضالي الحافل والمتميز. فرغم إكتوائه كغيره بعنف وقساوة النظام السياسي، ظل صامدا تابثا على خطه النضالي، وكذلك مرتبطا بجرأته النادرة، وشجاعته المعهودة، ومواقفه التاريخية.
تعرفت، كصحفي، على الأستاذ نوبير الأموي، إذ سبق لي ان أجريت معه عدة حوارات صحفية، ولقد كان كل حوار ينسيك الآخر، من حيث ردود الفعل التي تثيرها داخل الساحة الوطنية، وكذلك لقوة مواقف هذا النقابي، وصلابة طروحاته ونظرته للقضايا المطروحة آنذاك، بل وقراءاته الثاقبة للأحداث وتفاعلاتها … 
كنت من الصحفيين الذين يتابعون أنشطة ومواقف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، كمركزية ديمقراطية عتيدة، تقود نضالات الحركة الإجتماعية بالمغرب، وأيضا من الذين يرصدون النقاش الساخن وتفاعلاته داخل هذه المركزية النشيطة، لكونها تضم تمثيلية حساسيات سياسية متعددة.
 وكان اجتماع الجهاز المقرر  للكونفدرالية آنذاك، بالنسبة لنا نحن الصحفيين المتتبعين للشأن السياسي، بمثابة حدث ومادة إعلامية دسمة، ننتظر ما سيخرج به من قرارات…
وقد تطورت علاقتي مع الزعيم الأموي حين علم في أحد لقاءاتي معه أن والدتي الحاجة،(أطال الله في عمرها) تنحذر من منطقته ابن احمد. ومنذ ذلك التاريخ وهو يلقبني ب” ولد البليدة”، وتعززت هذه العلاقة أكثر، بعد ان هاتفته ذات يوم لتحديد موعد للقاء، وقال لي بالصدفة أين أنت، فقلت له إنني بجانب “بنت بلادك”، وطلب مني ان أكلمها للتحية، وقد كانت فرحتها كبيرة لما علمت أنها تتحدث مع الأموي “المزابي” الذي سألها عن أحوالها وأحوال بلدتها…
عندما تجالس الأموي تلمس فيه شخصية قيادية تتوفر على كاريزما استثنائية، تلمس فيه المثقف الحامل لهم فكري و إيديولوجي، والراصد الدقيق للوضع الإقتصادي الوطني والدولي، والمتتبع  لنبض المجتمع، وأيضا الرجل الوطني المدافع الشرس على توابث واختيارات بلاده،  والمناضل القومي الغيور على قضايا أمته العربية، وفي مقدمتها فلسطين، والنقابي المؤمن بالعمل الوحدوي.. نعم تلمس فيه شخصية متفردة، يحضر فيها بقوة، البعد الإجتماعي والانساني في أسمى وأرقى جوانبه النبيلة.
لم تتغير نظرتنا اتجاه الأموي الذي عرف كيف يوظف جدلية النقابي والسياسي، كزعيم سياسي مؤثر في قرارات حزب الاتحاد  الاشتراكي للقوات الشعبية، وقائد نقابي يقود مركزية جماهيرية، عرف كيف يحصن استقلالية مواقفها وقراراتها، بل وخاض معارك طاحنة من أجل عدم الزج بها في متاهات حزبية ضيقة…
مسار الأموي كان زخما بالأحداث، فقد عاش محطات متباينة بعد الإضراب العام سنة 1990، بداء باعتقاله وإبرام اتفاق فاتح غشت، وتنظيم مؤتمر الكونفدرالية الشهير، وحكومة التناوب التوافقي، مرورا بالانشقاق عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ووصولا إلى تأسيس المؤتمر الوطني الاتحادي… 
 وقد كان فعلا، الأموي  قبلة لوسائل الاعلام، لأنه يصنع  الأحداث ويتواصل مع الصحفيين..
كصحفي تتبعت نضالات الأموي في سبيل مصالح  وقضايا الطبقة العاملة المغربية، وتتبعت كيف كان يرفض أن ينوب عنها السياسي.
لقد خاض الرجل معارك عديدة، ورفع شعارات كبيرة، وعبر عن مواقف قوية، وتلقى ضربات موجعة لم تزده إلا إصرارا وصلابة وتباثا في مساره النضالي.. وبالرغم من ذلك ظل بالنسبة لنا، نحن الصحفيين المراقبين للشأن السياسي والنقابي، ذلك الجبل الشامخ الذي لا يقهر.
إن تاريخ هذا الرجل الذي بصم الحركة النقابية في المغرب المستقل، يدعونا مرة اخرى، للوقوف له احتراما وتقديرا واعتزازا بما قدمه لفائدة التغيير الديمقراطي ببلادنا.
الدكتور مصطفى عنترة، 
صحفي وأستاذ( زائر ) التعليم العالي

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

عاصفة غزة وجبر الكسور!

مقال الأهرام / عدد اليوم الأثنين 6 نوفمبر  __ عاصفة غزة وجبر الكسور! _____ عزالدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *