الخميس , مارس 28 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / حرام أن تمدوا ارجلكم على حساب أبنائنا..

حرام أن تمدوا ارجلكم على حساب أبنائنا..

  بقلم : عبدالنبي التليدي 
الاجرام اودي بحياة شاب آخر في حي بوسكورة  الاسبوع الفائت بعد ذبح آخر في آسفي وجرائم أخرى في جهات أخرى من هذا الوطن حدثت لظروف شتى وبطرق ما ، وقد تحدث ايضا الآن ولاحقا بنفس  الطرق والوسائل ولأسباب قد تتشابه وقد.تختلف  ويظهر انها ستحدث لا محالة مع آسفي الشديد على هذه الظاهرة وحزني العظيم على الأرواح البريئة التي تذهب ضحيتها وتأثري الشديد على معاناة الجرحى والمعاقين جراء الإجرام؛  مادامت شروط هذا قائمة والبيئة الحاضنة له متوفرة في المجتمع المغربي لأسباب لا ينكرها الا جاحد أو أمثال من ” مد رجليه” في البلاد وعلى حساب العباد واطمأن على حاله وأحوال اهله بفضل بيع الوهم والكلام المعسول ونيل الرضا ، لكنه ومن معه عجز بل لم يحاول حتى  لاسباب شخصية وموضوعية غير خفية ،استغلال ” فرصة أصواتنا ” لأحداث التغيير الموعود به والإصلاح المدعى به منذ عشر سنوات ونيف ، بعدما أصبحت كل المؤشرات في كل مجال ولكل قطاع تشهد على تدهور الأوضاع في الوطن تدهورا لم يسبق له مثيل من قبل ليس الحيز هنا كافيا لدعم هذا بالأرقام والشهادات والصور ؛ من التدهور السياسي العام بعدما فقدت السياسة دورها وأصبحت استغلالا لشعب كان يؤمن بها وسيلة للتغيير الا انه أضحى كارها لها لأن الأحزاب ومن يتحكم فيها حولتها إلى وسيلة  استغلال من أجل الإثراء على حساب شعب صار نموذجا لشعب مستبد به  ومقهور ، إلى التدهور الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والثقافي وحتى الأخلاقي ، الذي يلمسه الجميع في كل القطاعات من خلال البطالة السائدة  والأوبئة المتفشية ومن خلال الجهل والجهالة والهدر المدرسي والتخلي عن حق المواطنين في التوظيف الذي عوض بالتعاقد لكنه أثبت فشله لان ما بني على سوء نية وباطل فهو باطل ، ومن خلال ضرب القيم ونتيحة الضغوط التي تعرضت لها الأسر في المغرب فتخلت مضطرة عن دورها في تربية وتوجيه الأبناء  .. فتاه الآباء وضاقت الامهات وتسكع الأبناء في شوارع المدن وفي البوادي حيث تلقفهم تجار المخدرات وفي كل الموبقات وتجار الهجرة السرية والاتجار في البشر التي اصبحت تجارة مربحة لذوي الأرواح الشريرة والمفسدين في الأرض حتى أشتهر اسم المغرب كنار على عل ؛ ولا أدل على ظاهرة الهجرة الغير مشروعة الاكتساح الكبير و المثير لآلاف الشباب والمراهقين والقاصرين من دون مرافقين إلى مدينة سبتة السليبة بعدما سنحت لهم اللحظة واعتقدوا أن الحلم في العيش الكريم قد تحقق في المدينة المحتلة ويتحقق في اسبانيا المستعمرة للمدينة وهو ما فشلت دولتهم في تحقيقه  لهم .
وانتشرت كذلك جراء ما ذكر من أسباب كل أنواع وأشكال  الانحرافات و الاجرام كانت  نتيجتها ضياع أرواح بشرية هي اعز واغنى ما يملك المغرب باعتبارها أرواحا من أمر الله أودعها الخالق  سبحانه في الناس لغاية أرادها ومنها تحمل الأمانة في الأرض من عبادة وتوالد من أجل تكاثر النسل واستمرار الحياة عليها والعمل فيها وعمارتها  وتبادل المنافع والخيرات بين البشر ومن أجل التنافس التدافع بينهم في سبيل النهوض بالمجتمع حيث يوجدون والتعارف بين الشعوب  والتفاخر ببن الأمم مصداقا لقوله تعالى في سورة الملك : ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيئ قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا…) .
ان هذه الظاهرة لخطيرة على حاضر ومستقبل المغرب لهذا تستوجب البحث فيها ودراستها دراسة مخلصة وعميقة لتفادي تفاقمها بكل الوسائل التي تملكها الدولة والعمل على منعها ما يقتضي إيلاء جانب التربية والتعليم ما يستحقه من دعم كامل بكل وسائل الدعم لان العلم نور والجهل عار وتوفير شروط الحياة الكريمة للشباب ولكل أفراد المجتمع بعد تسخير إمكانات البلاد الطبيعية والاقتصادية  والبشرية والبحث العلمي لتنمية البلاد و لتحقيق الآمال المشروعة للشعب وسيادة الاستقرار والامن العام في المغرب ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون من الوزراء والبرلمانيين وكل المسؤولين بالإضافة إلى زعماء الأحزاب وأمناء النقابات وأعضاء الجمعيات المدنية والمنتخبين في الجماعات المحلية والأقاليم ، وما ذلك على الله بعزيز وعلى ذوي النيات الحسنة من المؤمنين الصادقين .

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

عاصفة غزة وجبر الكسور!

مقال الأهرام / عدد اليوم الأثنين 6 نوفمبر  __ عاصفة غزة وجبر الكسور! _____ عزالدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *