الخميس , مارس 28 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الأسرة و المجتمع / تقرير حول محاضرة*الخلفيات الاجتماعية لبعض وقائع تاريخ الإسلام*من القاء الوزير الاوقاف الدكتور احمد التوفيق.

تقرير حول محاضرة*الخلفيات الاجتماعية لبعض وقائع تاريخ الإسلام*من القاء الوزير الاوقاف الدكتور احمد التوفيق.

تقرير حول محاضرة” الخلفيات الاجتماعية لبعض وقائع تاريخ الإسلام”.
شهدت كلية الشريعة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس يوم الأربعاء6 يناير2021م، درسا افتتاحيا من إلقاء المؤرخ المغربي أحمد التوفيق.
فبعد كلمة الترحيب لرئيس الجامعة رضوان المرابط وعميدها عبد المالك أعويش، جاء الدور لمسير اللقاء للتذكير بالإنتاج العلمي الذي أنتجه العلامة أحمد التوفيق، ففي الأدب ألف عدة روايات منها(السيل، جارات ابي موسى، غريبة الحسين، والد وما ولد)، أما في التحقيق فقد حقق عدة مصنفات ثراتية من بينها(التشوف الى رجال التصوف لابن الزيات، ونشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني للقادري، ودعامة اليقين في زعامة المتقين لأبي العباس العزفي، ومواهب ذي الجلال في نوازل البلاد السائبة والجبال عبد الله الكيكي)، أما في الترجمة فقد ترجم عدة مؤلفات منها(افريقيا لمارمول كربخال، النخبة السياسية بالمغرب في القرن التاسع عشر لمصطفى  للشابي).
استهل الوزير أحمد التوفيق كلمته بالعناية المولوية التي يوليها أمير المؤمنين للمشيخات العلمية، اعتبارا لدورها في حلحلة بعض المستجدات المعاصرة. منبها الى أن من بين الهفوات التي سقط فيها علماء الإسلام هي إقصائهم لعلم التاريخ ضمن نسق العلوم الشرعية، متأثرين بالحضارة الهلينستية في ترتيب العلوم.
ومن أجل الإحاطة بهذه المحاضرة الغنية إرتأيت تقسيمها إلى عدة محاور ليسهل على القارئ المتصفح معرفة أبعادها.
المحور الأول: الفتح الإسلامي للمغرب بين تجدد الروايات ومغزى الأحداث
استحضر العلامة المؤرخ أحمد التوفيق بعض البحوث المثارة حول قضية الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا، إذ ذكر بحث روبير برنش بيك سنة 1932م، حول ابن عبد الحكم  وروايته للفتح الإسلامي للمغرب الأقصى، إذ توصل الباحث الى أن الروايات المذكوة بالنسبة لهذا الفتح لا تؤكد وقوع هذا الفتح وأن أقصى ما وصل اليه عقبة بن نافع هو واد “شليف” بالمغرب الأوسط،  لكن استعرض الوزير احمد التوفيق رواية جديدة للباحث ليفي برون سار بعد مرور عشرين سنة يؤكد فيها على وقوع حادثة فتح عقبة بن نافع  للمغرب الاقصى لما إستند إليه  من الروايات التاريخية على لسان مؤرخي المشرق والمغرب(ابن خلدون، ابن الخطيب، المالكي)، وكذا ما نشر في كتاب “البيان المغرب” لابن عذاري  المراكشي، من معلومات تفصيلية قيمة حول طريقة هذا الفتح؛ وايضا في كتاب مفاخر البربر ابن عبد الحليم، إذ تتوفر فيه معلومات جديدة خصوصا في بابي أنساب البرير، ودخول العرب الى الأقصى في عهد يزيد بن معاوية سنة62ه.
المحور الثاني: فرضية المؤرخ المغربي أحمد التوفيق حول هذه الروايات التاريخية.
يؤكد وزير الأوقاف المغربي أن من بين الآليات الذي ساعدته في تصور فرضية حول هذه الروايات التاريخية هي علم “الطوبونيما” في معرفة الأماكن والمناطق الجغرافية مثل(إمي نتمدا، تساوت، تكموت، كروان)، وهذا سيسمح له بطرح سؤال وهو هل استطاع عقبة بن نافع التجول بهذه السهولة في المناطق الجغرافية للمغرب الأقصى  بقوة العسكر أم بمباركة القبائل المحلية؟ ليجيب عن هذا التساؤل بالقول إن هذا الفتح كان بسبب دينامية العلاقة التعارضية بين سكان الجبل وقاطني السهل بسبب اختلاف المواقع وتنوع المصالح؛ إذ ذكر أن أهل الجبل ما فتئوا يتبنون الدعوة الجديدة ضدا على أهل السهل، مستدلا بواقعة المهدي الموحدي إذ كان أهل جبل “درن”، مع السلطان فيما أهل “لوطا” معارضين، كما أشار إلى أن فتح الإسلام لفارس والأندلس والمغرب الأقصى ما كان له أن يتحقق لولا مباركة من الداخل كردة فعل للاضطهاد والتمييز.
المحور الثالث: النظر القرآني للوقائع التاريخية
نبه الدكتور أحمد التوفيق الحاضرين إلى أن القرآن حافل بمجموعة من القصص التاريخية مثل(قصة عاد وثمود، ونوح، إبراهيم، والخضر)، لكن ما لم يتفطن اليه العلماء هو كيف كان رد الناس مع هذه الدعوات الدينية التي جاء بها الأنبياء؟. 
ليرد عن هذا السؤال بقوله أن الدعوة الدينية الجديدة يستجيب لها فريقان، صنف وهم المستضعفين والفقراء، ويعارضها صنف آخر وهم الأغنياء وأصحاب النفوذ، وقد استند هذا التصور القرآني لهذا الانعتاق الاجتماعي للطبقة المستضعفة الى أربعة مفاهييم أساسية:
– مفهوم السنة: قال تعالى:( قد خلت من قبلكم سنن) سورة ال عمران.
– مفهوم العاقبة : قال تعالى:( والعاقبة للمتقين) سورة الاعراف.
– مفهوم التدافع: قال تعالى:( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) سورة البقرة
– مفهوم الفلاح: قال تعالى:( قد أفلح من تزكى) سورة الأعلى.
ليبين الدكتور المحاضرأحمد التوفيق  أن فلسفة التاريخ في التصور الإسلامي يقوم على مفهوم “السنة”  باعتبارها نظام وقوانين تحكم الكون وحياة الناس، كما اشار الى أن دعوى الإسلام للبشرية تنبني على خاصية “الخلق والأمر”، عكس النظريات المادية الماركسية ونظرية نهاية التاريخ لفوكوياما، كما أن حكمة الإسلام لم تفرق بين النفع غير الأناني للإنسان  والقيم الأخلاقية. وأن حركية التاريخ في النص القرآني تقوم على التدافع القائم على المصالح ولكن بدون عنف ولا فتنة بين الشعوب؛ وان النبي صلى الله عليه وسلم انتج تاريخا مرجعيا استطاع ان ينصهر فيه الغني مع الفقير بدون طبقية.
ليؤكد على أن هذه المفاهيم القرآنية المذكورة سابقا إنما هي امتداد لخلفيات اجنماعية، مستدلا بذلك على أن “حركة الخوارج” التي ظهرت في عهد الإمام علي  كانت لها خلفية اجتماعية قبل ان تتمدد الى الجانب العقدي والسياسي.
وفي الختام أكد المؤرخ ا المغربي حمد التوفيق أن الأبعاد الاجتماعية للوقائع  الإسلامية تقوم على القيم الأخلاقية والمرجعية الإيمانية التي تروم إلى انتاج مسلم حر، يجود بما لديه للعلاج من آفة الشح  التي تصيب الفرد والجماعة.
كما نبه الى التحديات التي تواجه المسلم المعاصر وهي عدم الفهم للواقع والقراءة السياسوية للنص الديني داعيا لقراءة التاريخ الغربي اقتصاديا وفكريا، دون إغفال تاريخنا لفهم الحاضر واستشراف المستقبل وتقليص مساحة التنافس بين التيارات المختلفة، كما أشار إلى أن لا مستقبل للمسلمين في عالمنا المعاصر القائم على الصراع  إلا بانتهاج نظام الديموقراطي حقيقي  يقوم على القيم الإسلامية.
 فهد العيساوي: طالب باحث في الشؤون الدينية

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

الجامعة المغربية لحقوق المستهلك تتابع بقلق احتقان قطاع التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *