السبت , أبريل 20 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / كرونا بين القدر الالهي والفسادالبشري بقلم الاعلامي المتخصص احمد العسالي

كرونا بين القدر الالهي والفسادالبشري بقلم الاعلامي المتخصص احمد العسالي

كرونا بين القدر الالهي والفسادالبشري

في الغالب يلجأ الفقهاء و الوعـاظ إلى البحث عن الأحــاديث النبــوية المتعلقة بوقـــوع جائحة او مصيبة او كــارثة ما دون منطقها وموضعها ، وسلوك السلف وتصـرفهم تجاه الوبـــاء العــام و طرح أسئلة خاصة بالمجتمعات التي يجتم ويستبطن فيها الجهل والتفكير الغيبي واللاعقلاني قبـيل :
هل نستسلم للقدر الإلهي أم نقـاومه ؟
هل الوباء او الجائحة عقوبة إلـهية أم رحمة ؟
هل هو فعل إلهي غيبي أم فيروس معلوم الأسباب والتفاصيل بل اثاره وتداعياته؟
هل يختلف تقييمنا للوباء بحسب معتقد الشخص الذي يُصاب به أم إن الحكم فيه واحد في جميع البشر ؟
تاريخيًّا؛ شكّل الطاعون لغـــزًا يَصعب فهمه، وتعددت تفسيراته، ولكنها – في الجملة – كانت تــدور إما على أسباب مادية أو دينية ؛ فالأسباب المادية ترجع إلى تصــورات طبية أو فلكية أو تجمع بينهمــا. وقد مرت البشرية بمحك المحن الوبائية والامراض والفيروسات القاتلة كالطاعون والجذام والحصبة والإيبولا التي ذهبت بارواح عديدة مما استدعته من ضعفه وهونه الى التوسل والتفكير بشكل اكثر قدرية وارجاع الامر الى ما هو رباني كي يستكين للقدر .
فالفيلسوف والطبيب ابن سينـا فسر الطاعون بأنه عبارة عن “فساد جوهر الهواء الذي هو مادة الروح ومدَده”، وبعضهم رده إلى أسباب فلكية حركة النجوم والكـواكب وآخرون الى أسباب اخرى.بينما كرونة فعل فاعل مخلوق بشري تقدمت به العلوم و التيكنولوجيا لاغراض مالها قتل العباد وتكبيل حركة كل بلاد .
ففي طاعون سنة 919هـ : ” فلما نُقـلت الشمس إلى برج الحمَل ظهر الطاعون” : أي في أول فصل الربيع. ويبدو أن هذا التفسير كان شائعًا فلم يحتج إلى كبير استدلال أو إثبات ! أما الطبيب ابن النفيس فقد جمع بين الأمـرين فربط الطاعون بأسباب أرضية أو سماوية. فالأرضية ترجع إلى فساد الهواء الناتج عن تـراكم الجيف والمـاء الآسـن وكثرة الحشرات…، والأسباب السمائية فلــكيةٌ ترجع إلى كثرة الشُّهُب والرجوم في آخر الصيف وفي الخــريف.
العسالي احمد

عن afriquemondearab

شاهد أيضاً

عاصفة غزة وجبر الكسور!

مقال الأهرام / عدد اليوم الأثنين 6 نوفمبر  __ عاصفة غزة وجبر الكسور! _____ عزالدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *